برعاية رئيس دولة فلسطين: "القدس المفتوحة" و"ميبلي - هارفارد" تطلقان مؤتمراً دولياً يبحث في التعليم الفلسطيني وآفاق الصمود والإبداع


نشر بتاريخ: 26-10-2025

برعاية فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن"، نظّمت جامعة القدس المفتوحة، السبت 25/10/2025، بالتعاون مع زملاء زمالة مبادرة الشرق الأوسط للتطوير المهني – MEPLI التابعة لجامعة هارفارد، مؤتمراً علمياً بعنوان: "التعليم في ظل الصعوبات: آفاق الصمود والإبداع الفلسطيني"، وذلك في قاعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني – رام الله والبيرة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والتربويين من مختلف الجامعات الفلسطينية.
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع التعليم في فلسطين بفعل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة، واستعراض تجارب تربوية مبتكرة وأساليب تعليمية تعزز الصمود والإبداع لدى الطلبة الفلسطينيين.
استهلت أعمال المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وفي كلمته، رحّب رئيس الجامعة أ. د. إبراهيم الشاعر، باسم أسرة جامعة القدس المفتوحة بالحضور الكرام، مترحّماً على شهداء الوطن، ومؤكداً أن "رعاية فخامة الرئيس أبو مازن لهذا المؤتمر تمثل تأكيداً على إيمانه بأن التعليم هو اللبنة الأولى في بناء الدولة الفلسطينية".
وأضاف أن "جامعة القدس المفتوحة وُلدت من رحم المعاناة لتكون منارة للعلم، وحاضنة للإبداع، ونموذجاً حيّاً للصمود الأكاديمي في وجه الأزمات"، مشيراً إلى أن الجامعة "وضعت في صميم رسالتها تعزيز استدامة التعليم وجودته عبر تبنّي مقاربات حديثة في التعليم المفتوح والرقمي والبحث التطبيقي".
كما أشاد أ. د. الشاعر، بالكوادر الأكاديمية الفلسطينية التي أثبتت قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، مؤكداً أن "الجامعة ماضية في تعزيز شراكاتها الوطنية والدولية لبناء نظام تعليمي قادر على الاستجابة لمتطلبات المستقبل"، معبّراً عن فخره بالتعاون مع زمالة MEPLI التي تُعَدّ من أبرز المؤسسات التربوية العالمية.
 
من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة التحضيرية د. أماني ريان، أن انعقاد المؤتمر يأتي امتداداً لرسالة الجامعة في تطوير التعليم الفلسطيني وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات، من خلال البحث العلمي والشراكات الأكاديمية الدولية. كما قدمت عرضاً حول أهداف المؤتمر ومحاوره الرئيسة.
وفي كلمتها عبر تقنية "زووم"، عبّرت السيدة شيلين كيري، مديرة زمالة مبادرة الشرق الأوسط للتطوير المهني (MEPLI)، عن اعتزازها بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة، مؤكدة أهمية التعاون الأكاديمي الدولي لدعم المعلمين والطلبة الفلسطينيين خصوصًا في ظل التحديات المتعددة التي يواجهها قطاع التعليم، مثمنة جهود "القدس المفتوحة" في تطوير بيئات تعليمية مرنة ومبتكرة، وسعيها نحو التحول الرقمي. كما اعتبرت أن المؤتمر يعكس نضج التجربة التربوية الفلسطينية وقدرتها على الإبداع رغم التحديات.
وأشادت كيري، بالجهود التي بذلتها الجامعة في توفير مساحة حيوية للحوار وتبادل الخبرات، ما ساهم في نجاح المؤتمر وتفاعله مع المشاركين. 
وشددت على أن المؤتمر يعالج موضوعات محورية مثل دور الذكاء الاصطناعي في التعليم خلال الأزمات، والتعلم الاجتماعي والعاطفي، وابتكار استراتيجيات تعليمية مبتكرة، مشيرة إلى أن الدروس المستفادة ستساعد المشاركين على تطوير ممارساتهم التعليمية وتحسين البيئات التربوية. وتمنت في ختام كلمتها أن يثمر اليوم بالمعرفة والتواصل، وأن تتاح الفرصة للقاء المشاركين شخصياً في المستقبل القريب.
تلت ذلك جلسة حوارية افتتاحية أدارها نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. معزوز علاونة، شارك فيها نخبة من رؤساء الجامعات والأكاديميين والتربويين من جامعات ومؤسسات فلسطينية ووطنية. وناقش المشاركون التحديات البنيوية التي تواجه التعليم الفلسطيني وآفاق تطويره في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، مؤكدين أهمية العدالة التعليمية وتمكين المعلمين والطلبة وتعزيز التعليم كأداة مقاومة وبناء وطني.
تضمّن المؤتمر (23) بحثاً محكَّماً قُدمت في أربع جلسات علمية، تناولت موضوعات حيوية تمس مستقبل التعليم في فلسطين، من أبرزها: توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم أثناء الأزمات، والتعلم الاجتماعي العاطفي، والابتكار التربوي في أوقات الطوارئ. كما ناقشت أوراق أخرى القيادة التربوية في عصر الذكاء الاصطناعي، والتعليم المرن، والتمكين النفسي، إلى جانب دراسات حول التجارب النسوية الفلسطينية في التعليم الدولي.
وشهد المؤتمر أيضاً عدداً من الورش التدريبية التطبيقية التي جمعت بين الإبداع الفني والبعد التربوي، بمشاركة متخصصين من الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي ختام المؤتمر، عرض نائب رئيس اللجنة العلمية د. عزمي الحاج، توصيات المؤتمر التي شددت على ضرورة إدماج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والتعلم الاجتماعي العاطفي في المناهج الدراسية، وتطوير برامج تدريبية للمعلمين في مجالات التعليم الرقمي والابتكار التربوي، وتعزيز الشراكات بين الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الدولية لتبادل الخبرات وبناء قدرات بحثية مستدامة.
واختُتم المؤتمر بتكريم رئيس الجامعة للباحثين وأعضاء اللجان العلمية والتنظيمية تقديراً لجهودهم، في حدثٍ أكاديمي جسّد روح الصمود والإبداع الفلسطيني، ورسّخ مكانة جامعة القدس المفتوحة كشريك وطني رائد في بناء منظومة تعليمية متجددة ومرنة تستند إلى المعرفة والهوية والابتكار.