طالب في "القدس المفتوحة" يبتكر نظاماً ذكياً للزراعة الأحيومائية

ابتكر الطالب وديع موسى القواسمي، الملتحق بكلية التكنولوجيا العلوم التطبيقية في فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل، نظامًا ذكيًا للمراقبة والتحكم في الزراعة الأحيومائية (أكوابونيك) باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT)، وذلك ضمن مشروعه الثاني للتخرج.

 

وبين القواسمي: "يعتمد هذا النظام على وحدة تحكم دقيقة ومتطورة، ويربط مجموعة من الحساسات لقياس المعايير الحيوية مثل درجة الحموضة، والملوحة، والحرارة، والرطوبة، والإضاءة. وقد صُممت له واجهة برمجية تفاعلية جذابة تعرض القيم على شكل عدادات دائرية ملونة، تسهّل على المزارع متابعة القراءات اللحظية. كما يتميز المشروع بخاصية الإشعارات الفورية، حيث يرسل النظام تنبيهات باتصال مكالمة مباشرة مع هاتف المزارع أو رسائل قصيرة (SMS) بتفاصيل دقيقة عند تجاوز أي قيمة للحدود الطبيعية، ما يوفّر نظام إنذار مبكر يقلل الخسائر ويحسّن الإنتاجية". وأشاد مدير فرع الخليل د. محمد الحروب، بهذا الإنجاز الذي يعبّرعن "قدرة طلاب جامعة القدس المفتوحة على الجمع بين التفوق الأكاديمي وخدمة الوطن". ووصف المشرف على المشروع د. حمزة مجاهد، هذا الابتكار بأنه "نقلة نوعية في مجال الزراعة الذكية والمستدامة". في بصمة وطنية وطموح علمي، جسّد القواسمي في مشروعه الهوية الفلسطينية عبر إعادة تدوير الموارد البسيطة (إطار سيارة كحوض أسماك مع عمود زراعي رأسي للشتلات)، وشدد على أن الهدف من الابتكار هو تعزيز الأمن الغذائي الفلسطيني في ظل شح المياه وقيود الاحتلال.

 

كما أعرب القواسمي عن أمله في استكمال مسيرته العلمية قائلاً: "أتطلع لمواصلة دراساتي العليا في مجال الزراعة الذكية وأنظمة إنترنت الأشياء، لأضع بصمة علمية فلسطينية مشرّفة عالميًا". ونحو مستقبل واعد، يمثّل مشروع القواسمي نموذجًا للتكامل بين التكنولوجيا والزراعة والبعد الوطني، ويؤكد أن فلسطين قادرة على صناعة حلول مبتكرة رغم التحديات، كما يفتح الباب أمام تطويرات مستقبلية تشمل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، وربط النظام بالسحابة، وتطوير تطبيقات هواتف ذكية مخصصة للمزارعين. واختتم القواسمي حديثه قائلًا: "هذا ليس مجرد مشروع تخرج، بل رسالة أمل وصمود، ونقطة انطلاق نحو زراعة ذكية ومستدامة تخدم الأرض والإنسان الفلسطيني".

 

وفي سياق متصل، كان الطالب القواسمي قدم إنجازاً إضافياً حيث حصل على المركز الثالث في الذكاء الاصطناعي ضمن مشروعه الأول في كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية إلى جانب مشروع "الأكوابونيك"، وحاز المركز الثالث في مسابقة "أفضل مشاريع الذكاء الاصطناعي" على مستوى فروع جامعة القدس المفتوحة، التي عُقدت الأربعاء 1 أيلول 2025، وعنوانه "إدارة شؤون الأسرى والتواصل الذكي مع الأهالي"، والذي يهدف إلى تمكين أهالي الأسرى من الحصول على معلومات دقيقة ومحدثة عبر أنظمة إلكترونية وذكية تتكامل مع تطبيق "واتساب"، في خطوة عملية لتخفيف المعاناة اليومية وتعزيز التواصل الإنساني.