"كيف أقتنع؟"... هديل طالبة "القدس المفتوحة": كلما وصلتُ تعددت أمامي خيارات الانطلاق
دأبت على أن تكون حياتها قصة تُروى لا صفحة تُطوى؛ ففي داخلها صوتٌ يهمس: "قادرة.. واصلي".
لم تقتنع... إذ لم يعجبها معدلها في الثانوية العامة، ورأت أنها قادرة على رفعه، أعادت مادة الرياضيات وحققت 80%، غير أن قطار التدريب العملي كان قد انطلق، وعليها الآن أن تختار: إما التوقف وإعادة الحسابات، أو إكمال الطريق بثقة.
في البداية، التحقت بإحدى الجامعات لتتخصص في "نظم المعلومات الجغرافية (GIS)".
لم تقتنع... شيء ما ظل يلح على هديل جرارعة. التحقت بجهاز التوجيه السياسي، برتبة رقيب أول، وكان دورها متخصصاً في العلاقات العامة والتصوير، وهناك بدأت تتلمّس مساحتها الحقيقية في التعبير، فجمعت بين المهارة والرسالة، وبين الكاميرا والصوت.
لم تقتنع... التحقت بجامعة القدس المفتوحة لدراسة "الخدمة الاجتماعية"، وهناك برزت شخصيتها القيادية، فأصبحت عضواً في مجلس الطلبة، وأسهمت في تمثيل الطلبة والتفاعل مع القضايا الجامعية.
أنهت الدرجة الجامعية الثانية في عام 2024، فحققت في مدة قصيرة أكثر مما يحققه آخرون في سنوات.
الموهبة شريك النجاح
كانت لهديل حياة أخرى تشبهها، تنبض شغفاً. عشقت التصوير منذ الطفولة، وقررت أن تُحوّل شغفها إلى عمل. أنشأت صفحتها الخاصة، وتعاونت مع مطاعم ومشاريع محلية، ونفّذت جلسات تصوير لافتة، حتى أصبحت مصوّرة مستقلة يُشهد لها بالتميّز والدقة.
لم تقتنع... خاضت عالم تصميم الأزياء، وتحديداً تصميم العبايات الخليجية، لتوقّع تصاميمها الخاصة، وتتعاقد مع شركة إنتاج تتولى تصنيعها وتسويقها.
هل اقتنعت بما حققته حتى الآن؟ طاقتها أكبر من ذلك كله؛ صوت من داخلها ينادي ملكة خفية. أجل، الشعر... وجدت من يحتضن موهبتها، ازدهرت موهبتها الشعرية وهي في جامعة القدس المفتوحة، وأصبحت تلقي القصائد تزامناً مع إدارة الندوات الوطنية والمناسبات الرسمية، سواء داخل الجامعة أو في الفعاليات التي ينظمها جهاز التوجيه السياسي أو المحافظة.
رحلة لا تنتهي
أدارت حفلات التخرّج في الجامعة لثلاث سنوات متتالية، بصوتها وإلقائها المميز، واكتسبت خلالها خبرات في التنظيم والإعلام والاتصال الجماهيري.
شاركت في منحة تبادل طلابي في جامعة البلقاء التطبيقية بالأردن، وشاركت في دورة إعلامية خارجية ركّزت على الإعلام والمونتاج، ما وسّع مداركها وأكسبها أدوات جديدة في عالم الإعلام.
هل اقتنعت؟ ها هي هديل اليوم، تقف على مفترق جديد، تستعد فيه لخوض مرحلة دراسة الماجستير، حاملة معها إيمانًا راسخًا بأن النجاح ليس حكرًا على البدايات القوية، بل على النفوس التي لا تعرف التراجع.