"مقدور عليها".. خلود بعد 30 عاماً: "في القدس المفتوحة أسباب أخرى للالتحاق بها"
تزوجت في سن مبكرة وتحملت مسؤولية تربية أبنائها الثلاثة، فسار بها مركب الزمن على عجلات الأعباء والالتزامات. شيء ما ظل يرافق خيالها وفكرها، هل تستسلم لأعباء الحياة أم تجعل الخيال حقيقة؟
"ظل النجاح في التوجيهي فكرة تراودني طوال تلك السنين"، وتابعت خلود التي كانت من الطالبات المتفوقات في مدرستها: "قررت بعد ثلاثين عاماً من الانقطاع عن التعليم، وبعد أن أصبح لدي ثلاثة أبناء وحفيدان، أن أتقدم لامتحان التوجيهي، ونجحت وعادت لي الفرحة ولو بعد زمن طويل".
وتشير خلود حسونة، أن "النجاح في امتحان الثانوية العامة كان محطة مهمة وأنجزتها... ويبقى السؤال: ماذا بعد؟"، ثم تابعت مستدركة: "لكن الدافعية الذاتية وحدها لا تكفي، كان دعم زوجي وتحفيزه لي أمراً مؤثراً في اتخاذ القرار والخطوة اللاحقة... نعم، الالتحاق بالجامعة".
بدأت خلود تبحث عن هوية محطتها المقبلة، محطة اختيار الجامعة المناسبة، وضعت أمامها كل الخيارات، وعادت لتسائل نفسها: ماذا عن هؤلاء الخريجين الذين أراهم في كل بيت فلسطيني، وكل مؤسسة، وكل لقاء أو اجتماع أو مناسبة، وكيف استطاعت زميلاتي المضي قدماً في رحلتهن العلمية رغم صعوبات الحياة.
"ننصحك بالدراسة في جامعة القدس المفتوحة.. هكذا أجبنني بعد استشارتهن"، وتتابع خلود: "لا أخفي عليكم سراً، جاءت نصائح الصديقات والمعارف متفقة مع قناعاتي وميولي واتجاهاتي، ولكن رؤيتهن زادتني تمسكاً بالقدس المفتوحة فهي الأنسب للدراسة الجامعية" واستطردت تقول: "سأختار كلية التنمية الاجتماعية والأسرية تخصص "رعاية الطفل"، وهذا يتوافق مع عملي، إذ إنني أعمل مشرفة في مؤسسة تعليمية، هذا فضلاً عن تكاليف التعليم المخفضة قياساً مع غيرها من الجامعات الأخرى"، وختمت عبارتها: "يقال بالعامية "مقدور عليها"، كما أن خرجيها يتبوأون مراكز قيادية في مؤسسات الوطن الرسمية والأهلية ومؤسسات القطاع الخاص".
وكانت خلود تزين حديثها بمقولات تنم عن تجربة في الحياة وتطعّم حديثها بروح الفكاهة، فاستهلت تقول: "ولأن خير البر عاجله، توجهتُ للحرم الجامعي في الخليل في أول يوم أعلنت فيه الجامعة عن استقبال الطلبة الجدد للتسجيل فيها. وللعلم، رافقني وفد أسري على رأسه والدتي الحبيبة في خطوتي الأولى، ولما وصلنا حرم الجامعة، عرفت أن ما يقال عنها حقيقة غير مبالغ فيها"، ثم راحت تصف ما رأت: "ليست ككل الأمكنة، إنه حرم جامعي، العاملون فيها خلية نحل. أثلج صدري وسرني استقبال موظفي الجامعة وممثلي الحركة الطلابية لي ولغيري من الطلاب الجدد، استقبلونا بابتساماتهم العريضة وترحيبهم الكبير واحتفائهم المثير، يتسابقون لخدمة الطلبة، ويعطونهم إجابات شافية وواضحة عن كل شأن من شؤون الدراسة الجامعية، وصولاً إلى مكتب مدير الفرع، الذي استقبلنا بكل حفاوة وتواضع، وشعرت أنني جزء ومكون أساسي من هذه المؤسسة".
ثم ختمت خلود حسونة كلمة إلى نساء فلسطين اللواتي لم تتح لهن فرصة التعليم الجامعي حتى الآن، بالتوجه إلى جامعة القدس المفتوحة، تقول: "فضلتها دوناً عن غيرها، علماً أن الكثير من المؤسسات التعليمية تواصلت معي للالتحاق بها، ولكني رأيت في "القدس المفتوحة" ما جعلني أقرر أن أكون واحدة من أسرتها".