من بين الخيام.. الزهارنة: شكراً لجامعتي.. طمحت لمشروع أضخم لولا الحرب


نشر بتاريخ: 07-05-2024

"كنت أعد لمشروع ضخم يحاكي الذكاء الاصطناعي لولا الحرب".. كلمات ترددت بين الخيام على وقع أصوات أطفال نازحين بقطاع غزة.. بهذه الكلمات افتتحت الطالبة الملتحقة بجامعة القدس المفتوحة أفنان ياسر الزهارنة، بكلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، متخصصة في "أنظمة المعلومات الحاسوبية".
  استعداداً لمناقشة مشروع تخرجها في "القدس المفتوحة"، تسير الخريجة الزهارنة بثوبها الفلسطيني المطرز، على الرمل بين خيام النازحين بعد أن أجبرها العدوان الإسرائيلي، شأنها شأن أهالي قطاع غزة كافة، على ترك بيت العائلة الذي حلمت أن تستكمل فيه فرحة التخرج عقب احتفال كان سيُنظم في حرم الجامعة بحضور الأهل ومشاركة الزميلات.
 
شكراً لجامعتي 
في البداية، خرجت كلماتها تترى مترحّمة على الشهداء متمنّية الشفاء للجرحى، مهدية مشروعها لروح أبيها، ولأمها "التي كانت سبباً في وصولي إلى هذه المرحلة"، ولزوجها وعائلتها، وتابعت: "وأقدم شكري لجامعتي، جامعة القدس المفتوحة التي لم تسلم فروعها من الهدم والتدمير بسبب العدوان، وأخص بالذكر الفرع الذي كنت ملتحقة به (فرع غزة). كما أقدم لها شكراً خاصاً لمتابعتنا واحتضانها في هذه الأوضاع الصعبة، ولتوفيرها التعليم عن بعد". 
 
مشروع ضخم لولا الحرب
في مشهد من أمام عشرات خيام النازحين وصبية حولها يلعبون، تؤكد الزهارنة أنها كانت بصدد إعداد "مشروع ضخم" يندرج في الذكاء الاصطناعي، تقول: "كان مشروع تخرجي ضخماً يحاكي الذكاء الاصطناعي، ولكن بسبب الحرب والظروف الصعبة القائمة أقصرته على تطبيق مفتوح المصدر".
 
لن أطيل عليكم! .. "TASKATI"
 لا منصة ولا شاشة تستند إليها ولا لجنة مناقشين، ليس سوى حركة يدين وكلمة واعية تقولها "لن أطيل عليكم". كيف لمشروع كهذا أن يأخذ حق المناقشة برمل وخيمة، وصاروخ عابث ربما! تقول: "TASKATI" هو تطبيق اخترته لمشروع تخرجي، وهو كغيره يعتمد في لغة برمجته على "دارت" و"فلاتر"، ويقوم على ترتيب أوقات ومهام كثير من المستخدمين، وكثير من الشركات والمؤسسات الساعية لهذه الخدمة"، وتستدرك: "صحيح أنه ليس التطبيق الوحيد، لكن "تاسكاتي" فضلاً عن أنه ينظم المهام، فقد أجريت عليه تعديلاً يتيح القدرة على التواصل بين أفراد المجموعات مع المحافظة على السرية التامة". ثم تطرقت إلى الجزء العملي من المشروع، منبهة بأنه تطبيق متاح التنزيل من "متجر بلاي"، يشترط على مستخدمه تحديد تاريخ ووقت محددين، ثم إدراج البيانات التي تتضمن المعلومات الشخصية والبريد الإلكتروني.
قبل أن تنهي "المناقشة".. ومن أمام كاميرا هاتف محمول بجودة متواضعة وربما يعاني -كحال أهالي القطاع كلهم- من شح الكهرباء، تختم الزهارنة بقولها: "أكرر شكري لجامعتي وللدكتور أشرف طه، الذي أشرف على مشروعي هذا.