"القدس المفتوحة" وهيئة مكافحة الفساد تنظمان يوماً دراسياً حول الأخبار المفبركة والزائفة المرتبطة بقضايا الفساد


نشر بتاريخ: 04-10-2022

نظمت كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة، بالشراكة مع هيئة مكافحة الفساد، الثلاثاء 4 تشرين الأول 2022، يوماً دراسياً بعنوان "الأخبار المفبركة والزائفة المرتبطة بقضايا الفساد"، وذلك في مبنى كلية مسقط برام الله، بحضور عدد من الصحافيين وممثلين عن وزارة الإعلام ووكالات الأنباء، وعمداء كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية، وطلبة الكلية وبعض المختصين والمهتمين.
وأوضح نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. حسني عوض، أن "هذا اليوم يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة في إطار العمل المشترك بين الجانبين، حيث تتحمل الجامعة مسؤوليتها في تعزيز وعي الطلبة وخلق جيل جديد رافض للفساد".
وأشار إلى أن "الأخبار الزائفة منتشرة منذ القدم، ولكن تأثيرها تضاعف بشكل كبير في عصر التكنولوجيا والإعلام الرقمي"، مشدداً على أهمية محاربة هذه الأخبار، حيث إن "انتشارها ينعكس سلباً على النسيج الاجتماعي وله آثار سلبية على كافة مكونات الحياة السياسية والاقتصادية".
وأكد أهمية الموضوع الذي يتناوله اليوم الدراسي، نظراً لما يحمله من مخاطر وتهديدات تمس النسيج الاجتماعي، ويؤثر سلباً على حياة المواطنين، مشيراً إلى أن الهيئة تولي اهتماماً كبيراً لوسائل الإعلام المهنية ودورها الريادي في مجابهة الأخبار الزائفة.
بدوره، قال نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد أ. جمال قاش، في كلمة ألقاها خلال افتتاح اليوم الدراسي، إن "هذا اليوم يأتي في إطار مراكمة الجهود المهنية انطلاقاً من أهمية الدور الذي يلعبه القطاع التعليمي الذي توليه الهيئة أهمية كبيرة وتعول عليه في حمل رسالة مكافحة الفساد ونقلها للطلبة، وذلك بهدف خلق بيئة ثقافية رافضة للفساد قائمة على أساس النزاهة والشفافية والمساءلة".
وشكر أ. قاش جامعة القدس المفتوحة على الجهود الكبيرة التي تبذلها في سبيل تنفيذ ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، حيث تم ترجمة هذه الجهود بسلسلة من الأنشطة والفعاليات الداعمة والمساندة لدعم توجهات الهيئة في مجال تعزيز قيم النزاهة وتدابير الوقاية من الفساد.
وعقدت ثلاث جلسات في اليوم الدراسي؛ جاءت الأولى بعنوان "المخاطر الناشئة عن المعلومات المفبركة والزائفة على المجتمع"، وأدارتها الإعلامية أ. هند خليفة، حيث تحدث فيها أ. منتصر حمدان عن "تأثير الأخبار الزائفة على خلق الفساد الانطباعي"، فيما استعرض أ. عماد الأصفر من معهد الإعلام التابع لجامعة بيرزيت "خطورة الأخبار المزيفة والكاذبة على النسيج الاجتماعي"، مبيناً أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه الجامعات لتعزيز قدرات الطلبة لكتابة أخبار بطريقة مهنية واحترافية بعيداً عن ملاحقة جنون مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة خصبة لنشر الأخبار الكاذبة. 
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "المسؤولية المهنية في مجابهة مخاطر انتشار الأخبار المفبركة والمضللة"، وأدارتها الإعلامية أ. عبير البرغوثي. وأكد أ.  محمد البرغوثي مدير عام الأخبار في تلفزيون فلسطين، على المسؤولية الاجتماعية للإعلام الوطني في نقل الحقيقة بعيداً عن أي تهويل، مبيناً أن "الفساد موجود في كل الدول بما فيها فلسطين، وأن تناول قضاياه ضمن الدور الرقابي للإعلام واجب أخلاقي ومهني، لكن المبالغة في هذا الأمر استناداً إلى شائعات وأكاذيب يقود غالباً إلى نتائج وخيمة"، محذراً من ضرورة التفريق بين الدور الرقابي للإعلام من جهة، ونشر الشائعات لتفتيت النسيج الاجتماعي وتحقيق أهداف فئوية ضيقة.
بدوره، استعرض أ. معمر عرابي رئيس تحرير وكالة أنباء وتلفزيون "وطن"، سياسات التعامل مع الأخبار المفبركة لدى الإعلام المستقل، مشيراً إلى أن الفاصل بين الأخبار المضللة والمساءلة الإعلامية هو الأصول المهنية في التأكد من مصدر المعلومات، مبيناً أن "الإعلام أمام مسؤولية وطنية ومهنية تتمثل في القيام بدوره الرقابي من خلال القيام بتحقيقات استقصائية تستند إلى جمع المعلومات والأدلة دون الوقوع في شرك الأخبار المضللة والشائعات".  
كما تحدث د. م. عماد الهودلي عميد كلية الإعلام بجامعة القدس المفتوحة، عن دور كليات الإعلام في تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات، لافتاً إلى أن "المهنية بعناصرها المختلفة، وخاصة فيما يتعلق بكيفية التأكد من صدق المعلومة قبل النشر، هي مسألة في غاية الأهمية، لتخريج جيل مدرب من الصحافيين والإعلاميين القادرين على تقديم معلومات حقيقية مبنية على الصدق لا على التفاعلات التي تفرضها عناصر الإثارة واللهث وراء الإعجابات".
وقال د. م الهودلي، إن  تدريس أخلاقيات المهنة والقوانين الناظمة لمهنة الصحافة والإعلام هي مهمة أكاديمية ونقابية، لذا "لا بد من تثبيت مواثيق الشرف التي تؤكد ضرورة فحص المعلومة قبل النشر والعمل على تطويرها، وأن تتضمن المساقات الأكاديمية المختلفة في كليات الإعلام لهذه الأمور".
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "بناء ثقافة التحقق والتدقيق" وأدارتها الإعلامية نجاح مسلم، واستعرض أ. بكر عبد الحق "آليات التحقق والتدقيق في الأخبار والمعلومات الزائفة"، فيما تحدث أ. أسامة السعدي عن "التكييف القانوني للتعامل مع الأخبار المفبركة والمضللة".