إعداد الطالبة: صفاء خليل محاميد
إشراف: الأستاذ الدكتور مروان فريد جرار
قسم تعليم الاجتماعيات
جامعة القدس المفتوحة/ فرع جنين
عالجت هذه الدراسة موضوع (الطقوس والمعتقدات الشعبية في قرية دير أبو ضعيف). وتكمن أهميتها في الكشف عن الطقوس المنتشرة في القرية على اختلافها ، وبيان علاقتها بالحضارات القديمة، وتحديد دورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والروحية في القرية. وهذا تطلب من الباحثة إجراء عشرات المقابلات مع سكان القرية من شرائح مختلفة ، ومشاهدة طرق ممارسة بعض هذه الطقوس ، والأدوات المستخدمة في ذلك، والتي هي في معظمها أدوات ذات دلالات وثنية دون أن يعلم سكان القرية بذلك.
هدفت الدراسة إلى التعرف على طقوس الزواج والطلاق والعقم والحمل والولادة، وطقوس ما بعد الولادة( استقبال المولود، والمشيمة، والحمام، والذبح للمولود، والتسمية، وحلق الشعر، والطهور، والتسنين، والمولد)، إضافة إلى طقوس المرض والعلاج والوفاة.وتم في الدراسة تأصيل هذه الطقوس من خلال ربطها بالطقوس الدينية والاجتماعية في الحضارات القديمة(وادي الرافدين، ووادي النيل ،وبلاد الشام).
ولتحقيق هذه الأهداف، كان لزاماً على الباحثة طرح الأسئلة الآتية. ما معنى الطقس؟ وهل توجد علاقة بين الطقس والمعتقد؟ هل هناك علاقة بين الطقس والدين؟ ما هي أهم طقوس الزواج والطلاق في قرية دير أبو ضعيف؟ هل تمارس طقوس للعقم ؟ ما هي أهم هذه الطقوس؟ هل توجد طقوس للحمل والولادة ؟ ما هي أهم هذه الطقوس؟. ما هي أهم طقوس المرض والعلاج ؟ هل هناك طقوس سحرية متبعة في العلاج ؟ما هي أهم هذه الطقوس؟ ما هي الأدوات المستخدمة في الطقوس وما هي جذورها ؟ هل توجد علاقة بين الطقوس والمعتقدات الشعبية في القرية، وبين الطقوس والمعتقدات الشعبية في الحضارات القديمة؟ ما تفسير ذلك؟
ضمت الدراسة خمسة مباحث: عالج المبحث الأول طقوس الزواج (خطبة، عقد قران، كسوة ، حنة، ، حمام عريس، زفة) وطقوس الطلاق، وعلاقتها بالطقوس الكنعانية والإغريقية والسومرية والفرعونية والبابلية القديمة. وكرّس المبحث الثاني لاستكشاف طقوس العقم والحمل والولادة؛ فتم الحديث عن الطقوس السحرية التي تلجأ إليها المرأة العاقر في القرية لغاية الآن ، وطقوس الحمل وإعلانه، والتعرف على جنس الجنين، ومكانة المرأة الحامل ، وطقوس الولادة وما يرافقها من طقوس أثناء عسر الولادة والتخلص من المشيمة. وناقش المبحث الثالث طقوس ما بعد الولادة (الحمام، التمليح ، التسنين، حلق الشعر، الذبيحة، الطهور)ودلالات ذلك. وتحدث المبحث الرابع عن طقوس المرض والعلاج والأدوات المستخدمة، وتم التطرق إلى الاعتقاد الشائع في القرية حول المرض، وطرق علاجه، والطقوس السحرية الخاصة بالعين والحسد، وعلاقتها بما كان يمارس في الحضارات القديمة. وخصص المبحث الخامس لمعالجة طقوس الوفاة(إعلان الوفاة، غسل الميت وتكفينه ودفنه، أسبوع الميت، وأربعين الميت) ، وعلاقة قسماً منها بالطقوس والمعتقدات القديمة.
وخلصت الدراسة إلى الآتي:
1. تنتشر في قرية دير أبو ضعيف طقوس دينية واجتماعية مختلفة،تمارس من قبل السكان دون البحث في جذورها ومدى توافقها أو تناقضها مع المعتقدات الدينية. ولا نبالغ إن قلنا أن بعضها يأخذ صفة القداسة في القرية.
2. يتمسك سكان دير أبو ضعيف بمجموعة من طقوس الزواج (خطبة ، عرس، حنة، دخلة) وهذه الطقوس في معظمها ترجع إلى حضارات قديمة، وهي طقوس ذات مضامين وثنية بشكل آو آخر) لكنها ما زالت تلعب دوراً اجتماعياً واقتصادياً وروحياً في القرية.
3. يتمسك سكان القرية بطقوس خاصة بالعقم والحمل والولادة، وهي مشابه للطقوس الوثنية القديمة، مع ملاحظة تراجع دور الطقوس الخاصة(بالداية) في القرية، وإن كانت ما زالت تمارس عند بعض العائلات.
4. تمارس في القرية طقوس خاصة بالمرض والعلاج ، وما زال قسم من السكان يتعاملون مع المرض على أنه عين وحسد أو مس، ويمارسون طقوس علاج سحرية وان تراجع دورها، بسبب زيادة الوعي وتطور العلم والطب ومحاربة الدين لهذه الأمور.
وتوصي الباحثة بالآتي:" نظراً للأهمية الكبيرة لما تحمله الأنماط المتعددة للعادات والتقاليد والممارسات التراثية من أبعادً حضارية متصلة بحياة المجتمع والأفراد كتعبير أدبي وفني عن انفعالاتهم ومشاعرهم المرتبطة بممارساتهم اليومية، لا بد من تطوير آليات عمل من شأنها تعميق فهم هذه الممارسات وتطويرها ولا بد من عمل مسوحات ميدانية من قبل فرق متخصصة لجمع الطقوس وتدوينها وتحليلها ونشرها، مع الحاجة إلى مركز أبحاث متخصص في التراث في فلسطين،ومجلة تعني بالشأن ذاته".