إعداد الطالبة :
وردة صالح محمود محمود
إشراف :
د.فتحي أبو عصبة
المقدمة
وسائل الإعلام كثيرة ومتعددة منها المقروء والمسموع والمرئي، وما من أحد ينكر أهمية هذه الوسائل في حياة الفرد والجماعة، فهي النافذة التي نطل بها على كل ما يدور من حولنا من أخبار ومعارف، ونحن على صلة وثيقة بها ولا غنى لنا عنها، وإذا كان الأمر كذلك فمن الضروري أن تتسم هذه الوسائل بالصدق والموضوعية، وأن تتحرى السلامة اللغوية قراءة وكتابة، فأي خروج على قواعد النظام اللغوي يؤدي إلى خروج عن الهدف الذي تسعى إليه وانحراف عن المسار الذي ينبغي المحافظة عليه، غير أن المتتبع لما يجري في هذه الوسائل من تجاوزات وأخطاء تتملكه الدهشة، ويصاب بالغثيان ومما يزيد الأمر خطورة محاولة البعض هجر اللغة الأم إلى لغات بديلة تذكرنا بعصور الاستعمار والاحتلال.
لهذه الأسباب مجتمعة فقد قررت الكتابة حول هذا الموضوع لأسلط الضوء على هذه الظاهرة التي تفشت في وسائل الإعلام.
أهمية الموضوع:
إلى أين وصلت لغتنا العربية؟ ما موقعها بين لغات العالم؟ ما مدى اهتمام أبنائها واعتزازهم بها؟ هل أعطيت الفرصة الحقيقية والطبيعية في توحيد الأمة، وتثبيت هويتها في الوقت الحاضر؟ وكم يتحقق من ذلك على أرض الواقع الذي نعيش؟ هل بقيت اللغة العربية حية أو أنها ماتت ولله المرجع والمآب؟ لماذا نعيب لغتنا والعيب فينا؟!
أسئلة كثيرة وكبيرة، بحاجة إلى جهود عظيمة للإجابة عنها.
ولا أريد في هذا المشروع المتواضع أن أتعمق كثيراً في الأخطار التي تواجه لغتنا العريقة، ولا أريد أن أتبحث عن هذه الأخطار في بطون الكتب والمجلات وغيرها، لأن هذا العمل كبير بحاجة إلى تضافر جهود جماعية تنطلق من وحدة الأمة، عندما يكون قرارها السياسي بيدها، ولكن أريد أن أتناول جانباً صغيراً ومهماً في هذا الخصوص، ألا وهو الأخطاء في لغتي الصحافة والإعلانات، وتعدّ هذه القضية مهمة وخطيرة؛ لارتباطها باللغة العربية جوهراً ومظهراً: فمن حيث الجوهر، لتعلقها بالقواعد الأساسية للغة العربية من إملاء، ونحو، وصرف، وتركيب، ودلالة و...، أما من حيث المظهر، فلأنها تعكس ثقافة الأمة، ومدى انتمائها للهوية، ويزيد الأمر خطورة في ظهور هذه اللغة الممسوخة للعيان: في وسائل الإعلام بأنواعها، وفي أماكن الدعاية والإعلان، في مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وعلى اللوحات المنتصبة على واجهات المحلات التجارية، وعلى أطراف الشوارع وغيرها من الأمكنة المخصصة لهذا الغرض.
أهداف الموضوع
سعيت من وراء هذا البحث إلى تسليط الضوء على الأهداف الآتية:
(1) أن نتذكر أهمية اللغة العربية، و أنها لغة القرآن العظيم والرسول الكريم.
(2) أن تنشئ الأمة العربية أجيالاً مثقفة قادرة على التمييز بين الخطأ والصواب.
(3) أن نتعرف مضارّ اللغات الأجنبية الدخيلة على لغتنا العربية، وأن لا نطلق العنان لألسنتنا للتحدث بغير العربية، وعدم السماح لأقلامنا بأن تخط بغير الحروف العربية الخالية من الأخطاء والشبهات.
منهج البحث
لما كان الحديث يدور حول الأخطاء الشائعة في وسائل الإعلام الفلسطينية، فمن الطبيعي أن يكون المنهج الغالب على هذه الدراسة هو المنهج الإحصائي إضافة إلى المنهجين الوصفي والتحليلي.
دراسات سابقة: تناول هذا الموضوع عدد من الدارسين والباحثين، ومن هؤلاء الدارسين على سبيل المثال لا الحصر:
· عبد الهادي بو طالب (معجم تصحيح لغة الإعلام العربي).
· محمود سليمان ياقوت (فن الكتابة الصحيحة).
خطة البحث
لقد قسمت هذا المشروع إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: أسباب الأخطاء في لغة وسائل الإعلام، وجعلته في أربعة مباحث:
المبحث الأول: أعداء العربية وطرقهم في محاربتها.
المبحث الثاني: مظاهر الانفتاح على الأمم الأخرى بين السلبيات والإيجابيات.
المبحث الثالث: ظاهرة العامية المنتشرة في لغة الإعلانات الصحفية.
المبحث الرابع: الآثار السلبية لغياب الرقابة على وسائل الإعلام.
الفصل الثاني: أنواع الأخطاء في لغة الصحافة، وجعلته في ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الأخطاء في لغة الإعلام المسموع والمرئي.
المبحث الثاني: الأخطاء في لغة الإعلام المكتوب.
المبحث الثالث: الأخطاء في لغة الإعلانات.
الفصل الثالث: اقتراحات من أجل التخفيف من الأخطاء، وجعلته في مبحثين:
المبحث الأول: دور المؤسسات الرسمية في التخفيف من الأخطاء في اللغة.
المبحث الثاني: دور التربية البيتية في التخفيف من الأخطاء.
الخاتمة.
قائمة المصادر والمراجع
و لا بد من الإشارة إلى إن هناك بعض الصعوبات التي واجهت الباحثة، وهي متابعة عناوين الصحف والمجلات ورصدها، وذلك لمحدودية الوقت والإمكانات.
وترى الباحثة أنه من الواجب عليها أن تقدم الشكر لكل من مدّ لها يد العون والمساعدة والتسهيلات في متابعة رصد الإعلانات والعناوين.
والله نسأل أن يسهم هذا البحث في حث المسؤولين وكل من يعنيهم الأمر على خدمة اللغة العربية وصونها مما يتهددها من أخطار ودعوات مريبة هدّامة والعمل على رقيها.