رام الله والبيرة: كلية التنمية الاجتماعية والأسرية تنظم ورشات عمل حول دراسة الحالة الفردية
نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في فرع رام الله والبيرة سلسلة من ورش العمل التي تناقش وتلامس موضوع دراسة الحالة الفردية، التي هي المحور الأساس لمقرر تدريب ميداني2، والتي عقدت في دار الأمل للأحداث وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك بإشراف أ. ثائرة محمد.
جاءت هذه الورش لتتماشى مع الخطة المعرفية للمقرر، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمام الطلبة لإكسابهم المهارات المهنية اللازمة لدراسة الحالة الفردية التي تؤهلهم للممارسة المهنية "الأخصائي الاجتماعي" بشكل مهني وفعال، لأنه ومن خلال هذه الورش يتدرب الطالب على أرض الواقع ويتفاعل مع حالات هي موجودة داخل المؤسسة تتلقى الخدمات المطلوبة، والفائدة الأخرى التي يتلقها الطالب هي التعرف على دراسة الحالة من زوايا مختلفة حسب طبيعة عمل المؤسسة.
وفي بداية كل ورشة تم التطرق وكمقدمة لرسالة المؤسسة وأهدافها والفئات المستهدفة ونشاطات المؤسسة، وفيما يخص الورشة الأولى التي عقدت في دار الأمل، تناول أ. مالك أبو خليل مدير المؤسسة خطوات دراسة الحالة باعتبارها مؤسسة إيواء داخلي "للأطفال الذين هم في خلاف مع القانون" والذين تتراوح أعمارهم من 12-18 سنة، وهي كالآتي:
1. التعارف وبناء الثقة: تعتبر الخطوة الأولى في دراسة أي حالة، وهي التعارف وبناء الثقة مع المنتفع من خلال التعرّف على اسمه، وتعرفه على الأخصائي الاجتماعي الذي يتعامل معه وبالمكان المتواجد فيه. وتم التأكيد على أهمية الانطباع الأول وبناء الثقة في دراسة أي حالة يمكِّن الأخصائي الاجتماعي من الذهاب إلى أبعد ما يمكن في معالجة الحالة. علماً بأن بناء الثقة يبدأ من الاستقبال.
2. البيانات الأساسية الأولية: الخطوة التالية في دراسة الحالة، وهي الحصول على البيانات الأولية عن الحالة مثل: الاسم، وتاريخ الميلاد، والعمر، ومكان السكن، والمرحلة الدراسية، وعدد أفراد الأسرة، والأمراض المزمنة إنْ وجدت. مع ضرورة التأكد من المعلومات الطبية بشكل خاص؛ لأنَّ وجود أمراض مزمنة يتطلب عناية طبية خاصة، ومعرفة في كيفية التعامل مع الحالة، وإلا فإنَّ الحالة قد يتعرض إلى خطر الموت
3. نموذج الاستلام: نموذج الاستلام الذي يجب أن يتم تعبئته لدى استلام الحالة، والذي يتضمن معلومات مثل الاسم، والطرف الذي قام بتسليم الحالة، ووضع الحالة عند الاستلام، ومظهر الحالة، ووقت تسليم الحالة، وتوقيع الطرف الذي قام بالتسليم. فهذه البيانات التي يتم تدوينها في هذا النموذج يتم الاعتماد عليها لاحقاً عند التشخيص.
4. بطاقة الاستقبال الأولي: بطاقة الاستقبال الأولي التي تشمل معلومات عن الحالة مثل الاسم، وتاريخ الميلاد، والعمر، ومكان السكن، ورقم الهاتف، وسبب التحويل، ووقت وصول الحالة إلى المؤسسة.
5. وصف الحدث: يتم وصف الحدث الذي يتضمَّن الشكل، والسلوك، والحالة النفسية.
6. التكوين الأسري: إذ يعطي لمحة عن البيئة الأسرية التي ينحدر منها الطفل ويشمل ذلك عدد أفراد الأسرة، وعمر كل فرد فيها، والحالة الاجتماعية للأبوين، ومجال العمل.
7. الوضع الاقتصادي للأسرة: يشمل معلومات اقتصادية مثل مستوى الأسرة الاقتصادي، وعدد العاملين في الأسرة، وطبيعة عمل كل منهم، ومسؤولية توفير الاحتياجات الاقتصادية لأفراد الأسرة.
8. نظرة الحدث للتعليم والعمل: إذ يتم معرفة نظرة الحدث للتعليم والعمل من خلال تقرير فيما إذا كان الحدث يرغب في الاتجاه نحو التعليم أم العمل. فعلى سبيل المثال، في حال الرغبة بالاتجاه نحو العمل، يتم إجراء التشخيص المهني الذي يهدف إلى معرفة المهنة التي تناسب هذا الحدث.
9. الملاحظات السلوكية: إذ يتم وبشكل يومي تسجيل بعض الملاحظات مثل الارتباك، أو الخوف، أو البكاء، أو الانعزالية، أو الاعتداء. وهذه الملاحظات تساعد في بناء الخطة الإرشادية التي سيتم اتباعها مع الحالة.
10.الجلسات الفردية والجماعية: الجلسات الفردية التي يتم إجراؤها مع الطفل والتي يجب أن يتم توثيقها من حيث اسم الحالة، والمكان، وعنوان الجلسة، وتقييم الجلسة، والتوصيات. كما أن الجلسات الجماعية يتم خلالها تقديم الإرشاد بشكل جماعي.
11.خطة التدخل الإرشادية: يتم استخدام كل ما سبق من بيانات لإعداد خطة التدخل الإرشادية والتي قد تهدف إلى جعل الطفل يعود إلى مقاعد الدراسة، أو التدخل النفسي، أو العمل مع الأسرة، أو تأهيله مهنياً.
12.آلية التدخل الإرشادية: وبعد وضع خطة التدخل الإرشادية، يتم وضع الآلية المناسبة للتدخل الإرشادي مع الحالية بحيث تستند هذه الآلية على خطوات تنفيذية لتنفيذ خطة التدخل.
13.تقييم خطة التدخل: وأخيراً، وبعد تنفيذ خطة التدخل، تأتي خطوة تقييم خطة التدخل لمعرفة فيما إذا حققت خطة التدخل الأهداف المرجوة منها أم لا، وتصويب أي خلل في تنفيذ الخطة.
أما فيما يخص الورشة الثانية والتي تم تنفيذها في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، حيث استخدم نمط جديد مع الطلبة من خلال إسناد حالة فردية لكل مجموعة من الطلبة ونقاش كيفية دراسة هذه الحالة، ومن ثم استعراض كل مجموعة للحالة التي أسند إليها ونقاشها بشكل جماعي لتعميم الفائدة. يذكر بأن الاخصائي الاجتماعي أ. أحمد أبو زيد هو من قام بالتحضير لهذه الورشة.
مع العلم بأنه، وفي بداية الورشة، تم استعراض كل ما يتعلق بدراسة الحالة من حيث: البيانات الأولية عن الحالة، ومصادر جمع المعلومات، وأساليب جمعها، والوضع الأسري للحالة من حيث المعلومات الأولية عن الأسرة والوضع الاجتماعي والوضع الاقتصادي والأفراد العاملين في الأسرة، والتاريخ التطوري للحالة، والمستوى الأكاديمي للحالة، والحالة الانفعالية والنشاط الجسمي، ثمَّ يقدِّم التشخيص، ويصيغ العبارة التشخيصية، للوصول إلى برنامج التدخل المهني للحالة.
من جانبها، تناولت أ. ثائرة محمد، مفهوم دراسة الحالة قائلة إنَّ دراسة الحالة هي نوع من أنواع البحث العلمي بشكل مصغر. وتستخدم هذه الدراسة بشكل مكثف في تقارير الخدمة الاجتماعية، وأشارت إلى وجود أكثر من نوع أو نمط من دراسات الحالة.
وفي السياق نفسه، نبهت إلى أنَّ القواعد المهنية لدراسة الحالات الاجتماعية هي واحدة، إلا أنَّ خطوات دراسة الحالة الاجتماعية من مؤسسة لأخرى تختلف؛ وذلك بسبب طبيعة عمل المؤسسة .