رام الله والبيرة: كلية التنمية الاجتماعية والأسرية تنظم ندوة حول واقع مرض الثلاسيميا في فلسطين
نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية بفرع جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة ندوة تعريفية بعنوان "واقع الثلاسيميا في فلسطين"، بإشراف د. انشراح نبهان عضو هيئة التدريس في الكلية، ضمن فعاليات مساق "التدريب الميداني (3)" في خدمة الجماعة.
عقدت الندوة في ضوء نشاط استطلاعي نظمه طلبة المقرر سابقاً، عبر توزيع استبانات علمية هدفت إلى تحديد مدى معرفة طلبة الفرع بمرض الثلاسيميا وخطورة المرض ومدى انتشاره. وشارك في تعبئة الاستبانات (150) من الطلبة، مظهرة فجوة كبيرة في معرفة الطلبة بالمرض وأضراره الجسدية والنفسية والاجتماعية.
هدفت الندوة التعريفية إلى تعزيز وعي الطلبة بهذا المرض، وأسباب انتشاره، والطرق الملائمة للتعامل معه، إضافة إلى التعرف على واقع المصابين بالمرض وأسرهم من الجانبين النفسي والاجتماعي.
حضر الندوة السيد أحمد عياش المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، فيما شارك في أعمالها د. نضال حمد أخصائي الطب النفسي ورئيس قسم الصحة النفسية في مديرية صحة رام الله والبيرة، ومن جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا شاركت أ. جهاد أبو غوش عضو مجلس الإدارة وأمين سر الجمعية، وأ. ولاء شماسنة منسقة المشاريع، هذا بالإضافة إلى مشاركة السيد تقي الدين صباح عضو المجلس الشبابي لمرضى الثلاسيميا ومثقف مريض في الجمعية وهو أحد طلبة جامعة القدس المفتوحة في فرع نابلس.
وفي البداية، نقلت د. نبهان تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ومدير الفرع د. حسين حمايل، وركزت على دور طلبة الخدمة الاجتماعية والجامعة بشكل عام في التوعية والتثقيف المستمرين بهذا المرض والمساهمة مع المؤسسات ذات العلاقة في الحفاظ على فلسطين وطناً خالياً من الثلاسيميا.
ثم تحدث د. نضال حمد عن الآثار النفسية للمرض، وأشار إلى أن خطورته تكمن في أنه مرض مزمن يرافق الإنسان مدى الحياة في معظم الأوقات. ويترتب عليه معاناة المريض وأفراد أسرته من اضطرابات وانفعالات نفسية لا تقف عند حد إذا تم إهمالها، كما أن تلك الاضطرابات والانفعالات تزداد بتقدم العمر.
أما أ. أبو غوش فتناولت واقع العلاقة بين الجمعية والجامعة، وأكدت أن جامعة القدس المفتوحة هي أول جامعة وفرت منحاً طلابية للدراسة مجاناً فيها للطلبة الذين يعانون من المرض ويرغبون في إكمال دراستهم. وأشارت إلى أن تضافر الجهود الوطنية في فلسطين، وخاصة الإعلامية، جعل من فلسطين بلداً خالياً من أي ولادات تحمل هذا المرض عام 2013. وحالياً يتم تعميم التجربة الفلسطينية على عدد من البلدان التي تعاني من انتشاره، مؤكدة أن تكلفة العلاج السنوية للمريض الواحد في فلسطين تصل إلى (25) ألف دولار.
وبينت أبو غوش بشكل مفصل نتائج الاستبانة التي وزعت على طلبة الجامعة مظهرة فجوة معرفية لدى الطلبة في التفريق بين "ناقل المرض" و"حامل المرض".
وتحدثت أ. ولاء شماسنة بشكل مفصل عن المرض، ونسبة انتشاره عالمياً، وتناولت ببعض التفصيل الإحصاءات التي تبين عدد حاملي المرض وناقليه في فلسطين. وأكدت أن طرق الوقاية تتمثل في عدم زواج حامل المرض من شخص يحمل المرض، لأنه إذا كان الذكر والأنثى حاملين للمرض فسينقل المرض للأولاد بكل تأكيد، كما أن من ورث المرض بشكل فردي لا يشكل أي خطورة على الأولاد، إلا إذا ارتبط بشخص حامل للمرض أيضاً.
وفي نهاية اللقاء، تحدث الطالب صباح، بصفته أحد مرضى الثلاسيميا، عن تجربته ومعاناته هو وأسرته بسبب غياب التوعية آنذاك للأزواج، وعدم توفر الأدوات اللازمة لتخفيف آثار المرض على المريض وأسرته في الثمانينيات من القرن الماضي.
وخرجت الندوة بضرورة استمرار مؤسسات التوعية والإعلام، وعلى رأسهم الجامعات، في التوعية بأهمية الوقاية من الوقوع في هذا المرض، فهو قرار شخصي يمكن التحكم به لتفادي تبعاته وأخطاره على المواليد وأسرهم.