الخليل: جلسة نقاش حول الانتخابات في الهيئات المحلية
شارك فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل في جلسة نقاش عامة عقدت في الفرع حول أسباب تراجع دور الأحزاب لحساب العشائر في تشكيل القوائم الانتخابية للهيئات المحلية، بالتعاون مع المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية (REFORM)، وذلك بهدف الوقوف على أسباب عزوف الشباب عن الترشح لانتخابات الهيئات المحلية، وتأثير التدخلات العشائرية والمحددات المجتمعية على وجود الشباب في القوائم الانتخابية، وتطوير آليات تعزيز مشاركة الشباب في الهيئات المحلية.
وشارك في الجلسة مدير فرع الخليل د. عبد القادر الدراويش، وعضو إقليم حركة فتح أ. محمد حميدات، ومنسق الإطار الطلابي لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في الخليل أ. بهاء فروخ، وممثلين عن الأطر الطلابية والطلبة من جامعة القدس المفتوحة.
وتحدث د. عبد القادر الدراويش، في بداية الجلسة، عن واقع مشاركة الشباب في انتخابات الهيئات المحلية، متطرقاً إلى أن عزوف الشباب عن المشاركة ليس بالضرورة ابتعاداً عن الهم الوطني، بل نتيجة للتخبط بين احتياجات الشباب وعدم وجود نظام قادر على توفيرها، فعدم ثقة الشباب في النظام وعدم وجود بناء سليم قائم على التنشئة الفكرية والنقدية انعكس على دور الأحزاب، فـأصبحت الأحزاب غير قادرة على استيعاب الشباب، ما أدى إلى لجوئها للتجمعات العشائرية وتغليبها على المشاركة الحزبية عند تشكيل القوائم الانتخابية.
فيما تطرق أ. محمد حميدات والسيد بهاء فروخ إلى تحليل دور الأحزاب والحركات السياسية في تعزيز المشاركة السياسية للشباب، حيث أعزوا ضعف مشاركة الشباب إلى النهج السلبي الذي تنتهجة الأحزاب، والذي يقود إلى إقصاء الشباب عن المشاركة الحقيقية، مشيرين إلى ضرورة العمل لتعزيز مشاركة الشباب الحقيقية ورفع نسبة تمثيلهم في الهيئات المحلية، والتغلب على التدخلات المجتمعية والعشائرية كونها تقف حاجزاً أمام مشاركة الشباب والمرأة.
وفي نهاية الجلسة، أوصى المشاركون إلى ضرورة دراسة مدى انعكاس المحددات المجتمعية على الشباب، وتطوير آليات التأسيس لعملية ديمقراطية حقيقية، وتعزيز دور الأحزاب في نشر الوعي بأهمية المشاركة السياسية لدى الشباب، وتطوير البرامج التي تحاكي احتياجات الشباب السياسية والمجتمعية لاستعادة ثقة الشباب بالأحزاب، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في إطار القانون الأساسي الفلسطيني، والتركيز على أهمية تفعيل دور الإعلام في تعزيز ثقافة المواطن، وتأسيس نظام ديمقراطي تعددي يحترم الآخر رغم اختلافه.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الجلسة نفذت ضمن مشروع "حوار على السطح" المنفذ بالشراكة مع مؤسسة (Konrad Adenauer) الألمانية، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة من القيادات الشابة، وتطوير أدوات مساندة تمكنهم من إحداث التغيير المجتمعي، من خلال توفير مساحات آمنة ومنصات تفاعلية تربط النشطاء بممثلي الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، ما يتسنى للشباب فرصة التعبير عن مخاوفهم والانخراط في تنظيم سياسات حكومية أكثر استجابة لاهتماماتهم على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، وتعزيز قدرات الشباب والنساء لتيسير النقاش العام لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم في مجتمعاتهم، ما من شأنه أن يقوي النسيج المجتمعي ويضمن حفظ التعددية والسلم الأهلي داخل المجتمع.