تحت رعاية الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، نظم فرع جامعة القدس المفتوحة في سلفيت حفل التخريج السنوي (فوج القدس العاصمة)، وذلك يوم السبت الموافق 28/7/2018م، بحضور اللواء إبراهيم البلوي محافظ محافظة سلفيت ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن راعي الحفل، ود. باسم شلش مدير فرع سلفيت ممثلاً عن أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، ود. يوسف أبو زر عميد كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، ود. عماد اشتية عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، والسيد عبد الكريم زبيدي رئيس بلدية سلفيت، والسيد إيهاب السعدي قائد منطقة سلفيت، والسيد عبد الستار عواد أمين سر حركة فتح-إقليم سلفيت، ومديري الأجهزة الأمنية، وممثلين عن المؤسسات الرسمية ورؤساء البلديات، وممثلي العمل الوطني، وحشد كبير من المواطنين وذوي الخريجين.
بدأ الاحتفال بتلاوة القرآن الكريم وعزف السلام الوطني الفلسطيني فقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وتخلله عدد من الكلمات والفقرات الفنية وتوزيع الشهادات على الطلبة الخريجين وسط فرحة الأهالي والمشاركين.
وخلال كلمته، نقل عطوفة المحافظ اللواء إبراهيم البلوي تهاني ومباركة فخامة السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن" للطلبة الخريجين وذويهم، ولمجلس الأمناء وإدارة الجامعة وأساتذتها، لما قدموه ويقدمونه في سبيل رقي هذه الجامعة وتطويرها، ورفع المستوى التعليمي للطلبة، ومن ثم المساهمة الفاعلة في رفد الدولة الفلسطينية ببناة جدد وبقدرة تتزايد، لنقف جنباً إلى جنب مع تلك الشعوب المتقدمة لبناء الحضارة الإنسانية.
وقال: "نلتقي اليوم لتخريج كوكبة من طلبة هذا الصرح الأكاديمي الذي نعتز ونفخر به، إنها جامعة القدس المفتوحة.. جامعة منظمة التحرير الفلسطينية. هذه المؤسسة الرائدة علمياً وأكاديمياً ووطنياً ونضالياً أصبحت رافعة مهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال تخريج أجيال قادرة على تحمل الصعاب ومواجهة التحديات، مسلحين بالعلم والمهارات وروح التحدي والعزيمة والإبداع، رغم كل المعيقات التي يوجدها الاحتلال الذي يحاربنا بكل تفاصيل حياتنا وعلى رأسها التعليم، مؤكداً أن إرادة شعبنا لا تقهر بحكمة قيادته الوطنية.
وقدم مدير الفرع د. باسم شلش تهانيه الحارة للطلبة الخريجين قائلاً: "تحتفل جامعة القدس المفتوحة جامعة الوطن الفلسطيني، بتخريج كوكبة جديدة من خريجيها، وقد آثرت أن تطلق اسم "فوج القدس العاصمة" على فوجها الحادي والعشرين انسجاماً مع الحالة الوطنية العامة بخصوص قضية القدس، وهو ما يجسد الدور الوطني لجامعة القدس المفتوحة الممتدة جغرافياً في جميع ربوع الوطن، بأن القدس كانت وما زالت وستبقى العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية".
ثم أكد وقوف الجامعة، رئاسة وعاملين وطلبة بكوادرها وطواقمها الأكاديمية والإدارية كافة، خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، في معركته بالدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني، مثمنين الجهد الكبير الذي يبذله سيادته في نقل معاناة شعبنا الفلسطيني للعالم، وفضح ممارسات الإدارة الأميركية وعلى رأسها دونالد ترامب وإفشال مخططاته بصفقة القرن بعد قيامه بالخطوة المرفوضة المتمثلة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال. وتابع: "وهنا وفي هذا المقام، نكرر ما قاله الرئيس أبو مازن: إننا هنا باقون ولن نرحل بل سيرحل الاحتلال، وإعلان ترامب للقدس عاصمة للاحتلال لا يعني أي شيء، وشعبنا وقيادته سيواصلون التحدي والصمود، حتى نيل الحقوق وقيام الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".
إن الإنجازات اللافتة التي حققتها الجامعة ما كانت لتتحقق لولا التكاملية بين مجلس الأمناء ورئاسة الجامعة والعاملين والطلبة، "فنحن نؤمن بأن إشراك الطلبة والعاملين في اتخاذ القرارات لصالح المؤسسة هي استراتيجية مهمة أثبتت أنها تقود إلى تحقيق النجاحات على الصعد كافة، وهذا التكاتف يقود إلى ديمومة المؤسسة وحفظ حقوق الطلبة والعاملين، والنظام والقانون هو المناخ اليومي السائد في الجامعة، بانفتاح وشفافية ومسألة تحكمها أنظمة الجامعة المُحكمة".
وتابع د. شلش: "إننا اليوم، ونحن نقف لتخريج هذه الكوكبة من أبنائنا، لنزجي بباقات الورد والفرح لأبنائنا الناجحين في "الإنجاز" طلبة الثانوية، متمنين لهم مستقبلاً جامعياً ومهنياً مشرقاً، عنوانه التفوق والنجاح، فنجاحكم هذا هو جزءٌ أصيلٌ من النضال الوطني لشعبنا الفلسطيني للأجيال القادمة، على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفي كلمة مجلس اتحاد الطلبة القطري، تحدثت الطالبة نورس عبد الدايم، رئيسة المجلس في سلفيت، مهنئة الطلبة بتخرجهم، وقالت "لقد انطلقت جامعة القدس المفتوحة كطائر الفينيق لتجوب كل موطئ قدم في فلسطيننا الحبيبة، فلا تجد بيتاً أو أسرة فلسطينية لم تغرف من ينبوع جامعة القدس المفتوحة، فتارة هي (وطن في جامعة وجامعة في وطن)، وتارة تكون المصباح الذي أنار كل منزل فلسطيني".
ثم تابعت: "هذه المؤسسة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا تضافر جهودكم والتفافكم وانضباطكم للمعايير والأنظمة التي أقرها النظام الذي يحكم علاقتنا مع إدارة مؤسستنا الرائدة، هذا الدستور الذي صيغ بإجماع فصائل العمل الوطني العاملة على ساحة الجامعة، كما أن الشراكة الحقيقية التي تجمع ما بين مستويات الجامعة وطلبتها جعلت من الكادر الطلابي في جامعة القدس المفتوحة كادرًا مميزًا ومسؤولًا، هذه هي رسالة من يقودوا هذه المؤسسة في مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، فهم لم يمنحونا درجة علمية فحسب، إنما زرعوا فينا عنصر القيادة والمسؤولية، كيف لا وهم جزء أصيل من قيادة تاريخية صاغت التاريخ النضالي والثوري لشعبنا الفلسطيني، وهم الذين أطلقوا على الحركة الطلابية في جامعتنا بأنها سياج الجامعة".
وبعد ذلك، ألقت الطالبة مرام دواهكة، الأولى على فرع سلفيت، كلمة الطلبة الخريجين قائلة: "يسرنا أن نقف مساء هذا اليوم الطيب المبارك بين أيديكم ونحن على أبواب التخرج وقد حصدنا ثمار أربع سنوات قد مضت من الجد والاجتهاد، محملة بذكريات ستبقى عالقة في قلوبنا جميعا. لقد كنا وما زلنا، في رحاب القدس المفتوحة، أسرة واحدة نستظل بظلال العلم ونكافح من أجل رفعة فلسطين إلى غد أجمل، الجامعة التي خرجت على مدار سنوات عمرها العديد من أبناء هذا الشعب المعطاء، الذين وصلوا إلى أعلى المراتب والمراكز، بل وأصبح العديد من خريجيها أساتذة فيها وفي العديد من الجامعات الأخرى، وغيرهم ممن حصدوا العديد من الجوائز. هذا بالإضافة إلى العديد من طلبتنا الذين حصلوا على أعلى العلامات في امتحانات التوظيف للعام الحالي، ولم يكن ذلك محض صدفة إنما كان ثمرة جهود الإدارة الحكيمة لها من مجلس الأمناء ورئيس الجامعة ورؤساء الفروع على امتداد الوطن الغالي، إضافة إلى انتماء أساتذتها وموظفيها وتفانيهم. فكل التحية والتقدير لك جامعتنا على ما منحتيه لنا من علم ومعارف ومهارات ستؤهلنا للانخراط بقوة في سوق العمل داخل الوطن وخارجه.
وفي ختام حديثها، شكرت دواهكة كل من أسهم في إنجاح هذا الحفل الرائع، "وإن شاء الله نلتقي في العام القادم مع الفوج الثاني والعشرين وقد تحررت فلسطين من دنس الاحتلال".
وفي نهاية مراسم التخريج، قام ممثل سيادة الرئيس ومدير فرع سلفيت وأعضاء لجنة المنصة بتوزيع الشهادات على الخريجين.