الخليل: "القدس المفتوحة" يحتفل باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية
نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية بفرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل ووزارة التنمية الاجتماعية ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وكلية غرناطة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية وذلك يوم الأربعاء الموافق 18/04/2018.
وحضر الاحتفال ممثل محافظ محافظة الخليل د. رفيق الجعبري وممثلو وزارة التنمية الاجتماعية، ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين، وعميد كلية غرناطة، ومدير الإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي أ. محمد الحواش، وأ. د. محمد شاهين مساعد رئيس الجامعة للشؤون الطلاب، ود. عماد إشتيه عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، وأ. عبد القادر دراويش القائم بأعمال مدير فرع الخليل وأ. ماجد أبو ريان المساعد الأكاديمي، وعدد كبير من ممثلي المؤسسات الاجتماعية في محافظة الخليل، وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية. وتولى عرافة الاحتفال عضو هيئة التدريس د. مراد الجندي.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد الطويل ثم النشيد الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
ورحب أ. الدراويش بالمشاركين في اليوم الدراسي، ونقل لهم تحيات أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وأشاد بالعلاقات التشاركية بين المؤسسات ذات العلاقة (وزارة التنمية الاجتماعية ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وجامعة القدس المفتوحة)، وقال إن هذا الجهد المشترك يهدف إلى الارتقاء بمهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها مهنة إنسانية ذات رسالة نبيلة، كما شكر القائمين على تنظيم اليوم الدراسي، وتمنى للمشاركين يوما دراسيا ناجحا.
ثم ألقى أ. حمام كلمة وزير وزارة التنمية الاجتماعية د. إبراهيم الشاعر الذي يتمنى لهذه الاحتفالية ولهذا اليوم الدراسي النجاح والتوفيق والخروج برزمة توصيات مهمة تشكل إضافة إلى العمل التشاركي من أجل الوصول إلى مهننة حقيقية لعملنا الاجتماعي وإيجاد قانون عصري لمزاولة المهنة في مجال الخدمة الاجتماعية، كما عبر عن اعتزازه بالجامعة التي تمثل فضاءً علمياً وثقافياً واجتماعياً فاعلاً ومتفاعلاً مع المحيط الاجتماعي، وأوضح أن وزارة التنمية الاجتماعية تعيش تحولات حقيقية في العمل الاجتماعي وأن هذه التحولات مست كل جوانب التدخلات المهنية والفكر والسياسات الاجتماعية، وتحدث أيضا عن توجهات الوزارة وعلاقتها مع الممارسة المهنية وأكد أن التوجهات الجديدة تقوم على مقارنات تخص التمكين والمقاربة الحقوقية ومقاربة الاستثمار في الموارد المحلية والمقاربة الشعبية، وأن هذا الحفل يشكل ممارسة فعلية لهذه التشاركية بين مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي.
كما بين د. عثمان أن فكرة الاحتفال باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية كانت من منطلق الشراكة مع جامعة القدس المفتوحة بناء على توصيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو ومعالي وزير التنمية الاجتماعية د. إبراهيم الشاعر من أجل أن يكون هناك مؤسسات تعمل على تطوير ومهننة العمل الاجتماعي، وتحدث عن تخصص الخدمة الاجتماعية في الجامعة وقال إنه التخصص الذي يحقق الشروط والمعايير الدولية، لاعتماده شهادة الخدمة الاجتماعية فيها، وأضاف أن هناك تعليمات من الوزارة لتشكيل لجنة فنية من أجل الوصول إلى قانون تنظيم مهنة العمل الاجتماعي، كما وجه تحياته إلى جميع الأخصائيين، وأكد أن النقابة ستبقى داعمة لحقوق الأخصائيين، وهذا ينعكس ايجابياً على تقديم الخدمات على المجتمع والفرد والطلبة.
أما عميد كلية غرناطة د. أمارة فتحدث عن الكلية وأهدافها التي تتلخص في رفع مستوى أبناء شعبنا الفلسطيني عن طريق التعليم ورفع مكانة المرأة، وبين الصعوبات والقيود لالتحاق الطلبة بالجامعات في الداخل الفلسطيني، وأوضح أيضاً أن تخصص الخدمة الاجتماعية له دور كبير في بناء المجتمع، لأن هذا التخصص الإنساني المميز يسهم بتخفيض آلام مجتمعنا وبناء أسرنا التي تكوّن المجتمع الفلسطيني في كل مكان، كما ساعد التخصص على تخطي الصعوبات والعقبات والمشاكل المتعددة.
من جانبه تحدث د. الجعبري بكلمة شكر فيها الجامعة والقائمين على هذا الاحتفال ونقل لهم تحيات محافظ محافظة الخليل أ. كامل حميد، وأكد أهمية هذا اليوم لأهمية الخدمة الاجتماعية نفسها، وأن تطور وزارة الشؤون الاجتماعية وتحويلها إلى وزارة التنمية الاجتماعية يعمل على تطوير هذا القطاع وهذه المهنة، وأن الخدمة الاجتماعية والموضوع الاجتماعي وتأثيره على الشعب الفلسطيني مهم جداً ليس فقط على الحياة الاجتماعية وإنما على كل نواحي الحياة بكل تفرعاتها.
وتضمن الاحتفال في جلسته الثانية عرضاً لثلاثة أوراق علمية؛ الورقة الأولى حول "تعليم الخدمة الاجتماعية" قدمها د. عماد اشتية عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، والثانية حول "الأبعاد الاجتماعية في أجندة التنمية" قدمها أ. أنور حمام، والثالثة حول "قانون تنظيم مهنة الخدمة الاجتماعية في فلسطين" قدمها أ. فايز الفسفوس.
وفي الورقة التي قدمها د. عماد اشتية حول تعليم الخدمة الاجتماعية في فلسطين، أشار إلى أن الجامعة تعمل على نقل تعليم الخدمة الاجتماعية نقلة نوعية، لتنسجم مع التطورات الهائلة التي تشهدها مهنة العمل الاجتماعي في فلسطين سواء في تقنياتها وأساليب ممارستها والخدمات المقدمة التي تقودها وزارة التنمية الاجتماعية بصفتها مؤسسة رسمية رائدة تقود القطاع الاجتماعي، مشيرا إلى أن عام 2018 سيشهد تغيرات جذرية على مهنة الخدمة الاجتماعية من حيث ممارستها وتنظيمها، وهذا يتطلب ان تكون الجامعات الفلسطينية جاهزة لإحداث التغيرات المطلوبة في برامجها الأكاديمية لتستجيب لهذه التغيرات، ما يتطلب استمرار التعاون والتنسيق لبناء تحالف بين المؤسسات المهنية والأكاديمية والنقابية حتى نستطيع تحقيق هذا الطموح، الذي سينعكس حتما وبشكل ايجابي على فئات المستفيدين، وأكد ضرورة وضع استراتيجية وطنية لوقف التراجع في دور مؤسسات الرعاية والخدمة الاجتماعية المختلفة بسبب تراجع التمويل الخارجي. وهذا يتطلب فتح حوار جدي مع الشركات والمؤسسات الوطنية لتحمل مسؤولياتها في تقديم الدعم وتخصيص الميزانيات السنوية الثابتة للبرامج الاجتماعية كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية، ما يتطلب إنشاء صندوق وطني بإدارة رسمية وأهلية لتنسيق الميزانيات المقدمة من الشركات كمقدمة للاعتماد على الموارد المحلية وتعظيم المتاح منها.
وتناولت دراسة أ. أنور حمام الأبعاد الاجتماعية في اجندة التنمية وتأثيرها على الممارسة المهنية، حيث بين ان وزارة التنمية الاجتماعية تعيش تحولا عميقا وجوهريا في عملها، وهذا التحول يمس كافة جوانب التدخلات المهنية والفكر والسياسات الاجتماعية، على اعتبار ان التنمية تمثل سيرورة شاملة، اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في المجتمع. وأكد حمام ان الفكر التنموي الاجتماعي الفلسطيني يقوم على مقاربات جديدة تمكينية وحقوقية وتشاركية وكذلك الاستثمار بالموارد المحلية.
وهذه التوجهات الجديدة ترى في الخدمة الاجتماعية رأس حربة في عملية تحقيق التنمية، فالخدمة الاجتماعية التي نطمح لها هي تضمينة لا تترك احدا خلفها، وهي علاجية ووقائية وتنموية، وهي خدمة متعددة التوجهات والمجالات، ترتكز على الفهم الجديد لادارة الحالة وتنطلق من: الكرامة، والمساواة، واحترام قرارات وخيارات الناس، والاعتراف بجوانب القوة والضعف، والاعتراف بالطاقات الكامنة والمهارات.
وشدد حمام على ضرورة ايجاد معالجات معرفية ومهنية لجملة من القضايا التي تعترض مجال الخدمة الاجتماعية وخصوصا الاشتباك والخلط المفاهيمي لكثير من القضايا والمصطلحات والمسميات الوظيفية، وتعزيز الشراكة ما بين النظري والتطبيقي أي ما بين الجامعة ومؤسسات الخدمة الاجتماعية والنقابة، وصولا إلى مهننة العمل الاجتماعي عبر قانون عصري ينظم مزاولة الخدمة الاجتماعية.
وقدم أ. فايز الفسفوس عضو الأمانة العامة لنقابة الأخصائيين والنفسيين في فلسطين ورقة عن قانون مزاولة مهنة الأخصائيين الاجتماعيين الفلسطينيين الذي تم الانتهاء من صياغة مسودته، وقدم تم صياغة القانون من خلال تشكيل وزارة التنمية الاجتماعية في بداية عام 2017 للجنة فنية وطنية مكونة من وزارة التنمية الاجتماعية كرئيس للجنة، وعضوية كل من نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وجامعات فلسطينية وخاصة جامعة القدس المفتوحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الغوث الدولية وغيرها.
وأوضح أن هذا القانون جاء ليلبي الحاجة لوجود قانون فلسطيني عصري يواكب التطورات في ميدان الخدمة الاجتماعية وينظم مهنة العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية ويسد الفراغ التشريعي الناظم لهذا المجال وينهض بالمستوى المهني للأخصائيين الاجتماعيين ويضمن سلوكهم وفقاً لمبادئ وقواعد أخلاقيات مهنة الخدمة الاجتماعية، كما أن هذا القانون يوحد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في تخصص الخدمة الاجتماعية ويشجع الجامعات على تقييم المساقات التعليمية في تخصص الخدمة الاجتماعية وضمان تأهيل كاف لخريجي التخصص وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة.
وفي نهاية العرض تم تلخيص المواد الأساسية التي تضمنها قانون مزاولة مهنة الأخصائيين الاجتماعيين الفلسطينية ومن بينها من يحق له ممارسة الخدمة الاجتماعية وشروط الترخيص لمزاولة الاخصائي الاجتماعي والتسجيل في سجل الأخصائيين الاجتماعيين.
وعبر أ. محمد حواش مدير الإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي في مداخله له عن إعجابه بهذا اليوم الدراسي، مؤكداً التكاملية بين المرشدين التربويين ومؤسسات التربية والتعليم ومدير الإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي والجهات المنظمة لهذا اليوم الدراسي، وأعلن ان الوزارة ستعين هذا العام ما يقارب مئة مرشد تربوي في مديرياتها المختلفة.
وفي ختام الندوة، فتح باب النقاش والأسئلة بين الحضور والمحاضرين، وجرى تكريم المؤسسات الاجتماعية والتربوية والأهلية التي تستقبل طلبة الجامعة في مجال التدريب كما تم تكريم المرشدين الأخصائيين الاجتماعيين في تلك المؤسسات.