سقطت الذاكرة..بقلم الطالبة: يسرى يوسف منصور- فرع سلفيت
اجتاحني صمت الليالي في حضرة الأكفان
اختلس الواقع أحلامي وآمالي
انهالت كثبان الضباب فوق الأماني
أرعبتني شجاعتي أمام تربص القنابل
وعشوائية الرصاص
أرهقني بكاء طفل رضيع
يبحث عن نهدي أمه تحت التراب
أدماني جلد الروح وخدش الفؤاد
أبعدني الإصرار عن المخاوف
التقطت أنفاسي من تحت الركام
ارتطم بي جرحا ينزف دماء
سقطت علي الذاكرة
تدلت إلى أحضاني
تستنجد بي لإخراجها من تحت الأنقاض
فاحت رائحة الياسمين
مددت يدي لاكتشف مصدر العطر الفواح
إذا به هو.. والدماء
فاقد النبض والأنفاس
فأخذت أزحف علي أجد ما يهدئ من روع ما أراه
فإذا بها تتشبث بيدي
وشظية تتلوذ في أحشائها
أنه حبيبتي..
وهو حبيبي
أخذت أضغط على جرحها ونسيت جرحي
ضممتها إلى صدري لأنقلها من تحت الأنقاض
هممت بالنهوض على أقدامه
فتعثرت بساق مبتور
يبحث عن جسده المفقود بين الأشلاء
فوقعت أرضا
لا قدرة لي على النهوض
فقد كان ساقي
وأخي
وحبيبتي الحسناء
وطفلا يصرخ في أحشائي
يبحث عن الأمن والأمان