جنين: "القدس المفتوحة" وإقليم "فتح" يحييان ذكرى استشهاد عرفات والاستقلال


نشر بتاريخ: 19-11-2022

أقيم في جامعة القدس المفتوحة-فرع جنين، مهرجان إحياء الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، وذكرى إعلان وثيقة الاستقلال بعنوان "مهرجان الوفاء لسيد الشهداء ياسر عرفات"، وتحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وبتنظيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح-إقليم جنين، وحركة الشبيبة الطلابية، ومجلس اتحاد الطلبة في الجامعة، وذلك يوم السبت الموافق 19/11/2022م.
وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، وتلاها السلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وفي كلمة الجامعة، نقل د. سهيل أبو ميالة مدير فرع الجامعة في جنين، تحيات رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي، ورحب بالحضور الذي تمثل بالمؤسسات العسكرية والرسمية والأهلية، وأهالي الشهداء في محافظة جنين، والشخصيات التي حضرت لإحياء الذكرى، وطلبة وموظفي الجامعة، ومترحماً على شهداء جباليا في قطاع غزة. 
واستذكر د. أبو ميالة نضال وكفاح الشهيد أبو عمار المتواصل في سبيل قضية شعبه، لنيل الحرية والاستقلال، مؤكداً أن "هذه الذكرى تمثل مناسبة لاستخلاص دروس في التضحية والفداء، نستلهم منها ومن سيرة القائد الشهيد كيف نصنع المستقبل، وكيف نواصل المضي على طريقه ونهجه، لنصل للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأشار إلى أن "ياسر عرفات ما زال حاضراً فينا جميعاً من خلال هؤلاء الشباب والشابات الذين يحرصون على إحياء ذكرى استشهاده في كل عام لتجديد الوفاء له وللوطن". وأضاف أن "ما يواسينا نحن الفلسطينيين اليوم هو قوة الرئيس أبو مازن الذي يثبت كل يوم أنه خير خلف لخير سلف"، وتابع: "نقف اليوم في هذه الذكرى المريرة.. ونحن نواصل حمل الأمانة ونحث الخطى نحو فلسطين الدولة والهوية على خطى (ياسر عرفات) هذا الرجل الأسطوري الذي انتقل بالفلسطينيين من طوابير وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين إلى معسكرات الثورة الفلسطينية، وصولاً إلى الأراضي المحتلة فوق ثرى فلسطين"
وأضاف أن وقفة قيادتنا وشعبنا تجاه الشهداء والأسرى عبرت ولا تزال تعبر عن الانتماء للوطن وقضية الأسرى، وقال إن "رسالتنا واحدة من الحركة الأسيرة لقيادتنا وشعبنا، وهي الاستمرار في النضال حتى تبييض السجون والعمل على إنهاء الانقسام".
واستذكر بطولات شهداء جنين قائلاً: "هلا نظرت إلى جنين يا سيدي لترى طبيبها وحكيمها (الطبيب عبد الله أبو التين) يرتقي مشتبكاً... وعقيدها أبو الرعد يقدم نجليه إلى السماء ويتخفى مطارداً.. وبنادق الحق فيها تهتف باسم داود الزبيدي ثائراً.. هذه جنين وهذا دربها، هذه جنين وهذا وعدها.. فطوبى لجنين.. لأمهات الشهداء.. لمسلكيتها الثورية ولنهجها".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نائب الرئيس، محمود العالول، في كلمته: "لن يكون سلام في الشرق الأوسط دون أخذ سلامنا، ودون الحصول على استقرار شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، دون الخضوع لأي جهة كانت، وتبييض السجون من كافة الأسرى والأسيرات"، مؤكداً أنه "لن يتم التوقيع على أي معاهدة مع إسرائيل دون إطلاق سراح الأسرى، ولن تكون هجرة جديدة ولا نزوح عن أرضنا"، ثم ترحم على الشهداء الضحايا الذين ارتقوا في جباليا في ظروف غامضة، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق حول ظروف استشهادهم.
 وأضاف العالول: "الانقسام أداة هدم لمشروعنا الوطني، وإنهاء حلم شعبنا في إقامة دولته، الذي استشهد من أجله مهندس الثورة ومهندس بناء القانون والمؤسسات الشهيد أبو عمار"، داعياً كافة أبناء شعبنا إلى الالتفاف حول قيادتنا الشرعية. 
ونقل العالول تحيات الرئيس محمود عباس لكافة أبناء شعبنا على حضورهم لجامعة الشهيد ياسر عرفات، التي أنشأها عام 1990.   
وقال: "إن الرئيس الشهيد أبو عمار هندس الأمن، واليوم نرى أن الأمن والأمان والاستقرار فرضته المؤسسة الأمنية، ومن خلال التفاف شعبنا وثقافته التي أصبحت سائدة تقر عين الشهيد أبو عمار"، ثم تابع: "هذه هي رسالة هذا المهرجان الحاشد، لنؤكد أننا سائرون على دربه، وأننا نفتخر بمفجر الثورة التي قادها الشهيد عبر طرق طويلة وصعبة، بعد أن رسخ قيمة القرار الوطني المستقل، ليسود فيه مجتمع ديمقراطي ذو تعددات، ونلتزم بحرية الأديان"، مؤكداً أن "للمرأة الفلسطينية مكاناً مهماً في المجتمع الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "حلم الثوار هو ما يراه إعلان استقلال الدولة، وهذا الحلم تحقق كثيراً. ثم ندد بالعدوان والجرائم التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء شعبنا وضد أسرانا"، محذراً من الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة، وأن "هناك خطر حقيقي من هذه الحكومة اليمينية بعد إعلانها، خطر على أقصانا وقدسنا وأسرانا وأطفالنا، "وعلينا أن نستعد جيداً لهذه الحكومة المتطرفة".  
واستذكر سيرة الشهيد الراحل أبو عمار، التي تسلمها وسار على دربه الرئيس محمود عباس.
وشارك في المهرجان، إضافة إلى العالول وأبو ميالة، قائد منطقة جنين العميد محمد الأعرج، وقادة المؤسسة الأمنية، ومديرو المؤسسات الرسمية والأهلية، وعضو المجلس الثوري وفاء هب الريح، وأمين سر إقليم فتح في المحافظة والمدينة عطا أبو ارميلة، وعرفات القنديل، وأمناء سر الشعب وأعضاء الإقليم، والأطر النسوية، وحركة الشبيبة، وطلبة الجامعة، وذوو الشهداء في المحافظة، ورئيس مجلس اتحاد الطلبة محمد السعدي، ومنسق الشبيبة قصي سباعنة.
 وتخللت المهرجان فقرات فنية للفرقة القومية للأمن الوطني، التي أنشدت من أغاني الثورة الفلسطينية، وجرى تكريم أهالي شهداء محافظة جنين الذين رووا بدمائهم الطاهر أرض فلسطين، والذين ارتقوا إلى العلا خلال العامين 2021م و2022م.