احتفال التخريج في فرع رام الله والبيرة يتحول إلى مناسبة وطنية تضامنية مع الأسرى


نشر بتاريخ: 17-08-2022

الأشقاء الثلاثة الأسرى من عائلة أبو حميد يتخرجون من "القدس المفتوحة"
 
لم يكن حدثاً عادياً إذ تحول احتفال تخريج الفوج الـ(25) "فوج علمُنا عِزُنا"، الذي نظمه فرع جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة، في مدرج حديقة الاستقلال الثلاثاء 16/8/2022م، إلى مناسبة وطنية بامتياز للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال. لكن أسرة الأسرى من عائلة أبو حميد خطفت الأضواء استثناء، فها هي العائلة التي يقبع خمسة من أبنائها في سجون الاحتلال تحضر حفل تخريج ثلاثة من الأشقاء الأسرى الذين تخرجوا من جامعة القدس المفتوحة، وهم: ناصر الذي يعاني من مرض السرطان ومحكوم بالسجن (7) مؤبدات وخمسين عاماً، ونصر الذي يقضي حكماً بالسجن (5) مؤبدات، ومحمد الذي يقضي حكماً بالسجن مؤبدين وثلاثين عاماً.
 
تجاوزت زوجة أسير وابن أسير آخر همّ السنين ووجع المرحلة لينفضا عن جبهتيهما كل حزن، يتقدمان بخطوات بطيئة لكنها واثقة، يفخران بتخريج الأشقاء الثلاثة في يوم واحد من جامعة القدس المفتوحة ضمن "برنامج تعليم الأسرى" الذي تقوم عليه الجامعة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتتسلم العائلة شهادة ابنها الأسير ناصر أبو حميد (الذي يعاني من مرض السرطان)، وسط تصفيق استثنائي من الحضور، الذين وقفوا احتراماً وتقديراً لأسرة طالما مثلت عنوان العنفوان والتحدي.
 
ونيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس راعي الحفل، ألقت عطوفة محافظ رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام كلمة قالت فيها: "باسم فلسطين وباسم الشهداء، والشهداء الأحياء الذين لا يمكن أن يظلوا أرقاماً... نرفع لهم القبعات". وأضافت: "نحتفل اليوم بتخريج أسرى ومن ضمنهم عائلة أبو حميد العظيمة، التي تقدم نموذجاً في
 
التحدي والصبر والثبات"، موجهة التحية للأسرى الخريجين كافة، ومن بينهم الأشقاء الثلاثة من عائلة أبو حميد، والأسير الخريج رمزي براش.
 
وأكدت أن "شعبنا سيبقى شوكة في حلق الاحتلال"، منوهة إلى "ضرورة أن يتوحد أبناء شعبنا لإنهاء الانقسام للتفرد لمجابهة الاحتلال".
 
وفي مشهد مؤثر، اصطحبت الدكتورة غنام (وردة) زوجة الأسير محمد أبو حميد، التي آثرت الارتباط بأسير رغم علمها أنه يمضي حكماً بالمؤبدات، منوهة إلى أن محمد وزوجته وردة سيرزقان قريباً بطفل من نطف تم تهريبها من سجون الاحتلال.
 
ويقول مدير فرع رام الله والبيرة د. حسين حمايل: "نشعر بالفخر في هذه الجامعة العظيمة التي حققت التميز في جميع التخصصات في درجتي البكالوريوس والماجستير"، مشيراً إلى أن الجامعة مكنت الطلبة من فئات مختلفة، ومن ضمنهم الأسرى والمحررون، من إكمال تعليمهم.
 
ونوه إلى أن "الجامعة توفر للطالب ثلاثة عناصر أساسية، وهي فرصة الجمع بين العمل والدراسة، وامتلاك المعرفة، وفرصة لإكمال الدراسات العليا".
 
ثم وجه التحية لأسرى الحرية، مشيراً إلى أن (29) أسيراً فلسطينياً قد تخرجوا في هذا الفوج، من بينهم ثلاثة أشقاء من عائلة أبو حميد.
 
ولفت إلى أن "والدة الأسيرة أم ناصر أبو حميد، غابت عن الحفل بسبب تراجع الحالة الصحية لابنها الأسير ناصر"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيفرح بإنجازاته رغم أنف الاحتلال.
 
وتسلم شهادة الأسير نصر ابنه، بينما تسلم شهادة الأسير محمد زوجته.
 
يذكر أن أم ناصر أبو حميد هي والدة الأسرى الخمسة القابعين في سجون الاحتلال وهم: ناصر (50) عاماً، ونصر(48) عاماً، وشريف (46) عاماً، ومحمد (39) عاماً، وإسلام (36) عاماً، وكلهم يقضون حكماً بالمؤبدات في سجون الاحتلال، وقد تغيبت الأم عن الاحتفال في اللحظة الأخيرة نتيجة ورود نبأ يفيد بتراجع الحالة الصحية لفلذة كبدها ناصر.
 
يذكر أن سلطات الاحتلال اعتقلت على مدار العقود الماضية جميع أبناء عائلة أبو حميد بالإضافة إلى والدهم، وهدمت منزلهم خمس مرات، كان آخرها عام 2019، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.