"القدس المفتوحة" و"إبداع المعلم" و"الحملة العربية للتعليم" يفتتحون الملتقى التربوي الوطني


نشر بتاريخ: 29-12-2020

 تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، افتتحت كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، ومركز إبداع المعلم، و"الحملة العربية للتعليم"، يوم الثلاثاء الموافق ‏29‏/12‏/2020م، ملتقى تربوياً وطنياً بعنوان: "مستقبل التعليم ما بعد جائحة كوروناCOVID-19 "، الذي سيستمر على مدار يومين، عبر تقنية الصف الافتراضي لجامعة القدس المفتوحة، ويبث عبر صفحة "فيسبوك" التابعة لفضائية القدس التعليمية.

افتتح الملتقى بحضور رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، ونائبه للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، ومدير مركز إبداع المعلم، السكرتير العام للحملة العربية للتعليم أ. رفعت صباح، وممثلون عن وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وقسم التعليم في وكالة الغوث الدولية في الضفة الغربية، وتربويون وباحثون من فلسطين وخارجها.

كلمة رئيس الجامعة

رحب أ. د. عمرو بالقائمين على الملتقى التربوي الوطني من كلية العلوم التربوية في الجامعة، ومركز إبداع المعلم، والحملة العربية للتعليم، والحضور من داخل فلسطين وخارجها، شاكراً كل من أسهم في إنجاح الملتقى، وخاصاً بالشكر فضائية القدس التعليمية على تغطيتها لوقائع الملتقى، ومركز تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في الجامعة ومركز التعليم المفتوح لإنجاحهما في توفير الخدمات اللوجستية والفنية لإنجاح فعاليات الملتقى.

واستعرض أ. د. عمرو تاريخ الجامعة ونشأتها، موجهاً الشكر للقيادة الفلسطينية لدعمها مسيرة الجامعة، خاصة بالشكر فخامة الرئيس محمود عباس الذي تبرع بدعم سخي لصالح استكمال أحد أبنية فرع رام الله والبيرة الجديدة.

وقال أ. د. عمرو إن الجائحة فرضت تحديات صحية واقتصادية وتعليمية على المجتمع بأسره، وكشف عن حاجة العالم إلى ضرورة مواءمة الأنظمة التعليمية للتعايش مع الأزمات.

ولفت أ. د. عمرو إلى تجربة القدس المفتوحة في الجائحة مميزة، كونها استندت إلى نظام التعليم المدمج الذي يجمع بين المحاضرات الوجاهية والوسائل التكنولوجية الحديثة.

وأكد أن "تمتع الجامعة ببنية تكنولوجية متطورة وكوادر بشرية متميزة جعلها تكتسب الخبرات اللازمة للتعامل مع الأزمات بما فيها الجائحة، لذلك واءمت الجامعة عمليتها التعليمية مع المستجدات، ونجحت في إدارتها عبر التعليم الإلكتروني الذي وفرت له كل السبل للنجاح من خلال ابتداع عدة وسائل وأدوات تحقق التفاعلية المطلوبة بين الطالب والمدرس والمادة التعليمية وكان آخرها إطلاق فضائية القدس التعليمية، فحققت مخرجات تعليمية لا تقل جودة عن التعليم في الظروف الطبيعية".

وأكد أ. د. عمرو أن "مستقبل التعليم بعد الجائحة لن يكون كما كان قبلها، إذ إن المستقبل بات واضحاً لصالح التعليم الذي يعتمد على المزاوجة بين الوسائل الإلكترونية الحديثة، والنظم التقليدية المتطورة. لهذا، باتت متطلبات العصر تفرض نفسها بقوة، وهو ما جسدته "القدس المفتوحة" ليس في الجائحة فحسب، بل كانت متنبهة لذلك منذ سنوات طويلة، متخذة من هذا النهج سبيلاً لها، استئناساً بما هو موجود في الجامعات الأخرى".

 

كلمة سكرتير عام الحملة العربية للتعليم

من جانبه، توجه سكرتير عام الحملة العربية للتعليم، رئيس الحملة العالمية للتعليم

أ. رفعت صباح، لكل كوادر جامعة القدس المفتوحة بالتقدير والاحترام، ولهذه الجامعة التي "ما فتئت تتألق في الاستجابة للأزمات، خصوصاً أنها أثبتت في هذه الجائحة قدرتها على التكيف والمرونة، وأنها جامعة الكل القادرة على قيادة المرحلة، وكل مرحلة باقتدار".

وأكد أن "الوقائع على الأرض حافلة بالتعقيدات، والحال هنا يشمل فيما يشمل الحديث عن مستقبل التعليم، فالأمور الآن على المحك، وكثير من المسلمات صارت موضع شك، وهو ما يستوجب مراجعة شاملة لا تقف عند حدود هذا الإجراء أو ذاك، بل تلامس جوهر الأمر، فالأمور تستوجب محاكمة سياسات، وحوكمة إجراءات، وتعظيم تدخلات، وتفعيل التخطيط الاستراتيجي، والانتصار للجانب العلمي في المعالجة، وخلخلة قناعات".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى التخلّي عن كثير مما ارتبط بمنهجيات التعامل من تخطيط لا يولي حالة الطوارئ الوزن الكافي من الاهتمام، نحن الآن مطالبون بأن نجتث محدودية الأفق".

وأشار إلى أن "الحديث عن مستقبل التعليم يجب أن يتجاوز بالضرورة الحالة التي تعتري المشهد حالياً، فالحديث مقتصر على الآليات والوسائل، مع أن توفير الوسائل قد يتأتى بتوفير التمويل مع صعوبة ذلك، لكن ولو افترضنا جدلاً أنه يمكن توفير الوسائل، فهل سنكون حينها أنجزنا المطلوب؟".

 ولفت إلى ضرورة الحذر ونحن نخطط للمستقبل كي لا يدوس الاهتمام بالتكنولوجيا دون عداها الكثير من الثوابت والمنطلقات، "فالتعليم المنصف والشامل، والدمج والإدماج، ومجانية التعليم وإلزاميته، كلها أمور يجب أن تظل من المحددات التي توجه المسار، ولعل ما يتصف به الهدف الرابع من مرونة وشمولية، يتيح لنا الانطلاق منه في هندسة المدخلات في أثناء التخطيط، وبما يتيح لنا هندسة المخرجات، بحيث تكون أي خطط للتعليم المستقبلي خططاً وازنة وعميقة وشاملة، تتناول التدخلات وتستحضر الحقوق، فالتوازن بين الإجراء والمنطلقات بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، مع التسليم بصعوبة التخطيط أصلاً في ظل ما أفرزته الجائحة من تدحرج الأحداث بصورة مقلقة للغاية".

كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى

إلى ذلك، أكد رئيس اللجنة التحضيرية، عميد كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة أ. د. مجدي زامل، أن كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، ومركز إبداع المعلم، والحملة العربية للتعليم، بادروا لعقد هذا الملتقى لإتاحة الفرصة أمام الخبراء والتربويين والباحثين في مجالات العلوم التربوية؛ لتبادل المعارف والخبرات والتجارب المتصلة بموضوعات الملتقى، وبلورة ورقة سياسات لدعم التعليم والتعلم في الظروف الاستثنائية وحالات الطوارئ.

وأشار إلى أن الملتقى "جاء لإلقاء الضوء على إعادة هندسة النظام التعليمي من خلال معرفة واقع النظام التعليمي "الإنجازات والإخفاقات"، ومستقبل التعليم في فلسطين".

ونوه إلى أن "النظام التعليمي يواجه تحديات وأزمات كثيرة، كالتحولات العالمية في المجالات الاقتصادية والتقنية، والازدياد الهائل في المعرفة والاتصال، والطلب المتزايد على التعلم، والتنافس الحر في الخدمات التربوية، هذا فضلاً عن مرور المجتمعات بكوارث وأزمات سياسية وعسكرية وصحية، الأمر الذي يوجب على صناع القرار في ميدان التربية والتعليم، مراجعة النظام التعليمي برمته".

وأضاف: "التعليم في البلدان العربية واجه، قبل جائحة كورونا، كثيراً من المعوقات والمشكلات الناشئة عن طغيان الطابعِ النّظري، وغياب في الرؤى والفكر التربوي، الأمر الذي قد يسهم في محدودية دور التعليم في التنمية، وضعف المحتوى التعليمي، وتراجع في المنظومة القيمية، والإنتاجية للمعرفة، فكيف إذن سيكون الحال في ظل هذه الجائحة التي تفرض ذاتها؟".

وأكد أن "الأمر يستدعي بناء سياسات تربوية وتعليمية معاصرة، تراعي جميع الظروف العادية والظروف الاستثنائية وحالات الطوارئ، وتساعدنا في بناء أطفالنا، في فضاءات تعليمية تعلمية ثرية، محفزة للإبداع والريادة".

جلسات اليوم الأول

 عقدت خلال اليوم الأول جلستان، إضافة إلى الجلسة الرئيسة، تضمنت الأولى التي هي بعنوان "إعادة هندسة النظام التعليمي"، محورين رئيسين، الأول: "التغيرات في التعليم العام في إطار توظيف التعليم عن بُعد والتعليم الوجاهي"، قدمه د. بصري صالح، وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وجاء المحور الثاني بعنوان: "التغيرات في التعليم العالي في إطار توظيف التعليم عن بُعد والتعليم الوجاهي"، قدمه أ. د. محمد أحمد شاهين، مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون الطلبة. أما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان: "واقع النظام التعليمي: الإنجازات والإخفاقات"، نفذت من خلال ثلاث مجموعات عمل، الأولى: اهتمت بـ "فلسفة التعليم"، وتولى إدارتها د. أحمد فتيحة من جامعة بيرزيت، وأ. هلا القبج من مركز إبداع المعلم. والثانية اهتمت بـ "استراتيجيات التعليم والتعلم"، وتولى إدارتها د. نبيل المغربي مساعد عميد كلية العلوم التربوية في القدس المفتوحة، وأ. إسماعيل الأفندي منسق التربية العملية لفروع الوسط من القدس المفتوحة. وناقشت المجموعة الثالثة "استراتيجيات التقويم"، وتولى إداراتها أ. د. حسني عوض عميد الدراسات العليا والبحث العلمي في القدس المفتوحة، وأ. د. إسماعيل الفرا عضو هيئة تدريس في القدس المفتوحة. واختتمت الجلسة بعرض نتائج المجموعات الثلاث. وتولى عرافة الملتقى د. إياد اشتية، مساعد عميد شؤون الطلبة في "القدس المفتوحة".