مركز التراث الشعبي "جفرا" يعقد ندوة تراثية بعنوان "التراث الشعبي المشترك في بلاد الشام"


نشر بتاريخ: 06-03-2024

تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. سمير النجدي، عقد مركز "جفرا" التابع لجامعة القدس المفتوحة، ندوة تراثية بعنوان "التراث الشعبي المشترك في بلاد الشام – محاولات الطمس لا تلغي الهُوية"، وذلك الثلاثاء 5/ 3/ 2024م، عبر تقنية "تيمز".
 
افتتحت الندوة بآيات عطرة من الذكر الحكيم والسلام الوطني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
 
ورحب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د حسني عوض في كلمة رئيس الجامعة بالحضور والمشاركين، ناقلاً تحيات رئيس الجامعة، مؤكداً "أهمية عقد هذه الندوات التي تعزز الروابط بين بلاد الشام، ولاسيما أنّ تاريخنا واحد ومصيرنا مشترك، وتراثنا متشابه كثيراً، في ظلّ الهجمة الشرسة التي يشنها الأعداء على أبناء شعبنا في غزة وعلى مساجدنا ومؤسساتنا التعليمية في الوطن"، ومتمنياً للمشاركين التوفيق والنجاح.
 
وعبر مدير مركز جفرا للتراث الشعبي د. حسن أبو الرّب، عن شكره للباحثين الذين لبّوا دعوة المشاركة من سوريا والأردن وفلسطين، موضحاً سياسة المركز القائمة على استنهاض همم الباحثين في كل ما من شأنه أن يعزز التراث والهوية، وثبات الفلسطيني على أرضه وتمسكه بتاريخه الذي يحاولون تزويره وسرقته.
 
وبيّنت الإعلامية الأردنية أ. جينا صالح، في الورقة الأولى بعنوان "دور الأدب الشامي في حفظ الهوية"، بعض أنواع التراث الشامي ودوره في تعزيز الهوية العربية لبلاد الشام كما في الغناء الشعبي والأزياء وغير ذلك. وقدّم الباحث من سوريا أ. د. شهاب الدين فرفور، ورقته بعنوان: "الموشحات والمقامات التراثية في بلاد الشام" مستعرضاً مسيرة العلامة عبد الغني النابلسي، صاحب الأشعار والمقامات، الذي يعدّ مدرسة في علمه وأدبه، مستعرضاً بعض النماذج الغنائية على موشحات بمقام السَّرت، وهو إيقاع معين في الغناء غلب على الموشحات الدينية الصوفية. وهو شائع في بلاد الشام، وفي سوريا على الأغلب.
 
وتحدثت الباحثة من الناصرة أ. نائلة عزام لبس، عن أنماط غناء المرأة في زفّة العريس والمهاهاة وتنويمة الأطفال، بالإضافة إلى ما هو شائع في فلسطين والشام عموماَ.
 
وتناول الباحث من سوريا د. غسان القيم، في الورقة الأخيرة، فضل مدينة أوغاريت الأثرية التي بناها الكنعانيون قبل ألفي عام ق.م، وهي من ضمن المدن التي أسسوها على سواحل الشام، وكيف قدّمت هذه المدينة التي ما تزال ماثلة في بعض جدرانها وساحاتها القديمة، عظيم الأثر في زراعة القمح وتعليم الأبجدية لمدن الشام، من خلال ما عثر عليه المنقّبون من نقوش فيها.
 
وطرح الحضور العديد من المداخلات، منها مداخلة الباحثة د. فاطمة النجار من الأردن، عن الزيّ الشعبي المشترك في بلاد الشام، ثم مداخلة د. عبد الرحيم غانم من طولكرم، التي أكد فيها قوة الروابط التراثية والتاريخية في بلاد الشام، وبعد ذلك، قدمت الباحثة أ. ازدهار عبد الحليم الكيلاني من الناصرة مداخلة حول المثل الشعبي المشترك في بلاد الشام، ثم قدمت أ. مقبولة حسن خليل من طولكرم مداخلة عنوانها كيف يمكن تحقيق شراكات فاعلة مع المهتمين بالتراث في بلاد الشام، وظهور إنجازات يمكن لها أن تنعكس على واقعنا الشامي؟ ثم قدّمت مديرة في وزارة الآثار الفلسطينية بمحافظة الخليل د. سارة الشماس، مداخلة حول معاصر السمسم التي عرفتها فلسطين منذ القدم وانتشرت في الخليل والقدس ونابلس ثم إلى مدن الشام.
 
وتناول عضو في مجلس "جفرا"- فرع رفح د. بسام اظهير، من خلال كلمة مكتوبة، دور العادات الشعبية الشامية في حياتنا، مبيناً أنه "إذا تتبعنا عادات بلاد الشام وتقاليدها الشعبية التي ترتبط بالمراحل المختلفة من دورة حياتنا، منذ الميلاد إلى الوفاة، وفي المناسبات المختلفة، فإننا نشعر وكأنها تنبع من مصدر واحد، وإن اختلفت في بعض السلوكيات التي لا تبتعد كثيراً عن المنبع"، متابعاً أنه" رغم المعاناة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني من قتل وتدمير وتشريد كما هو في غزة، فإن ذلك يعود بذاكرتنا إلى الخيمة (أيام النكبة) وما أدراك ما الخيمة ومآسيها، فقد تحلى هذا الشعب بالثبات والرباط والصبر والمصابرة، وقد عكس لنا شاعرنا سميح القاسم صورة هذا الشعب في قوله: يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم، وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم".
 
وشكر مدير مجلس المسؤولية المجتمعية في الجامعة أ. د يوسف عواد، الباحثين على إسهاماتهم المؤثرة في إنجاح الندوة وإغنائها بالأوراق والمداخلات القيمة، مطالباً بعقد المزيد من هذه الندوات الجامعة لتراث شامي شامل، نفيد منه من جهود أخوتنا الباحثين في بلاد الشام، لنؤسس لرؤية تراثية يمكن البناء عليها في تعزيز الصمود والثبات والهوية.
 
واختتم عميد كلية الآداب أ. د زاهر حنني، الندوة مقدماً الشكر لكل من أسهم بورقة علمية أو بمداخلة أو بحضور، مذكّراً بضرورة جميع الأوراق العلمية والمداخلات من أجل طباعتها في كتيب خاص بالندوة، ومبيّناً أن كثيراً من المحاور التراثية التي تناولها المشاركون على درجة عالية من الأهمية، ولا بدّ أن يخصص لها ندوات مستقلة.
 
وقد حضر الندوة عدد من موظفي الجامعة، وطلبة الماجستير، وضيوف مهتمون بشؤون التراث. وقامت على عرافة الندوة عضو المجلس التنفيذي في مركز جفرا د. عائدة صبيحات.