دودين: "القدس المفتوحة"عززت لديّ الإصرار والتحدي لمستقبل أفضل


نشر بتاريخ: 31-10-2015

تحلم منذ صغرها أن تدرس أحد التخصصات الطبية، فقُدر لها أن تتزوج مبكراً، ولكن إرادتها دفعتها إلى أن تكمل تعليمها في المدرسة والجامعة، فكانت "القدس المفتوحة" فرصتها الوحيدة لإتمام تعليمها الجامعي.
بدأت السيدة غادة دودين عملها كمرشدة تربوية في إحدى مدارس جنوب الخليل بعد تخرجها من جامعة القدس المفتوحة وحصولها على درجة بكالوريوس في تخصص الخدمة الاجتماعية عام 2000م، لتصبح اليوم منسقة لمركز المصادر الذي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصةالتابع لتربية جنوب الخليل، تقول: "بدأت عملي مرشدة تربوية في إحدى مدارس جنوب الخليل، وكانت أولى تجاربيفي العمل ضمن نطاق تخصصي. وفي الوقت الحالي أعمل أخصائية اجتماعية ضمن فريق عمل متخصص في علاج الحالات الخاصة في المدارس،وأعمل أيضاً منسقة لهذا المركز التابع لقسم الإرشاد والتربية الخاصة في مديرية جنوب الخليل، ونحن-من حيث المتابعة الفنية-نخضع لمدير عام قسم الإرشاد في الوزارة".
إن التوفيق بين دراستها ودورها كأم ومربية ليس أمراً يسيراً، فقد بذلت جهداً كبيراً، تقول: "إن وجود طفلتين أثناء دراستي، وإنجابي الثالث قبيل التخرج لَصعوبة كبيرة،فما زلت أذكر معاناتي ذلك اليوم،يوم ولادتي ابني محمداً، ومع ذلك صممت على ألا أذهب إلى المشفى قبل أن أؤدي امتحاني في مادة علم النفس الاجتماعي،فقدسهرت ودرست المادة باجتهاد،وما أحببتأن أضيع تعبي".
إن فرصة الالتحاق بالجامعة فتحت لها باباً من الأمل لتغير من مستقبلها ودورها في الحياة، ولتحقق دورها في خدمة مجتمعها بدراستها تخصص (الخدمة الاجتماعية)، تتابع: "منحتني الجامعة فرصة ذهبية،فقد تخرجت بتخصص (الخدمة الاجتماعية)، هذا التخصص البكر في الجامعات الفلسطينية آنذاك،وكانت فرص العمل متوفرة في مؤسسات القطاع الخاص التي تعنى بالطفولة والحالات الخاصة، في الوطن عامة، وفي المدارس الحكومية بقسم الإرشاد المدرسي على وجه خاص".
حققت غادة تقدماً مهنياً بعد التخرج، ونشرت المعرفة بين زملائها، تقول: "حصلت على مرتبة عالية في وظيفتي، وشاركت في كثير من الندوات والمؤتمرات والدورات في مجال عملي كأخصائية اجتماعية، وهذا ما زاد من خبرتي العملية والمعرفية على المستوى الشخصي، أما على المستوى الإنساني فقد ثقّفتُ زملائي وتلك الحالات التي كنت أتعامل معها".
   وترى غادة أن خريجي الجامعة يمتلكون مهارات وأسس علمية قوية تمكنهم من التعامل مع وظائفهم كأخصائيين اجتماعيين بمهنية، تضيف: "من خلال تجربتي في مجال عمل التربية والتعليم، أرى أن طلبة "القدس المفتوحة" ينافسون باقي خريجي الجامعات في الحصول على وظائف حكومية وأخرى في القطاع الخاص، وهم ناجحون جداً في عملهم، ومتفوقون في حياتهم العملية، وهذا ينطبق عليّ في مجال عملي".
     للجامعة دور في صقل شخصية المرأة التي تتخرج في جامعة القدس المفتوحة، تقول: "لا أنكر أن الجامعة صقلت شخصية المرأة وحررتها من أفكارها البالية، ومنحتها فرصة استقلالها من النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وعززت عندها المقدرة لتكون متعاونة مع زوجها، تدعم أسرتها وبيتها، وتنشئ أبناءها بشكل سليم".
   تلتقي غادة بالعديد من الخريجين حيث تعمل، تقول في ذلك: "من خلال عملي، أرى أن خريجي "القدس المفتوحة" لديهم اطلاع كبير في مجال تخصصاتهم، فهم يملكون مهارات في التعامل مع الطفل والشيخ وذي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الحالات الإنسانية، بينما خريجو الجامعات الأخرى يقتصر عملهم بالتركيز على حالة معينة أو وضع معين، بتطبيق المعارف التي تعلموها في الجامعات. ثم إن خريج "القدس المفتوحة" لديه مقدرة أكبر على العطاء والعمل؛ فيتعامل مع الحالات بوجه مهني يساهم في تطوير معارفه وقدراته، وينمي أسلوبه في مواجهة الصعوبات التي تواجهه في ميدان العمل، ويصبح ذا قدرة فائقة على الربط بين ما تعلمه في الجامعة من نظريات ومفاهيم علمية من جهة، والحياه العملية والفعلية وكيفية الموازنة بينها في الميدان من جهة أخرى".
   وتضيف: "تطلعاتي المستقبلية كثيرة، أولها حصولي على درجة الماجستير في مجال تخصصي، ونيل مرتبة عليا في عملي، ثم تحقيق حلمي بأبنائي يتفوقون وينالون شهاداتهم العليا، هؤلاء الأطفال الذين كنت أحسبهم يوماً حجر عثرة أمام دراستي، وها أنا أراهم ينهلون من علوم الطب والصيدلة، ويحققون ما حلمت به في طفولتي".