القدس المفتوحة بالعاصمة تخرج "فوج الأغوار"


نشر بتاريخ: 09-08-2021


تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن"، أقيم في محافظة القدس، يوم الأحد الموافق 8-8-2021م، حفل تخريج الفوجين الثالث والعشرين والرابع والعشرين (فوج الأغوار)، بحضور ممثلي المؤسسات المحلية والأمنية والمجتمعية في المحافظة، وأهالي الخريجين. وبدأ الاحتفال بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الطالب محمود ابو خروب، والوقوف تحية للسلام الوطني، ونشيد الجامعة فقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

وحضر الحفل ممثل فخامة السيد الرئيس نائب محافظ محافظة القدس السيد عبدالله صيام بالنيابة عن عطوفة المحافظ عدنان غيث المبعد قصرا من دولة الاحتلال عن الضفة الغربية، ومدير الجامعة في القدس أ. د. ابراهيم الشاعر،  ومديرو وممثلو المؤسسات الرسمية والأمنية والأهلية، وشخصيات اعتبارية ودينية، وممثلو فصائل العمل الوطني، والهيئتان الأكاديمية والإدارية، وجمع من أهالي الخريجين وطلبة الجامعة، ومجلس الطلبة. 

وفي كلمة ممثل فخامة الرئيس، بارك نائب محافظ محافظة القدس الأخ عبدالله صيام للخريجينوذويهم،  ناقلاً لهم تحيات فخامة الرئيس محمود عباس ابو مازن، معبرًا عن اعتزازه بالدور الأكاديمي والوطني الذي تجسده جامعة القدس المفتوحة، والذي يشكل جزءاً أصيلاً من الدور الذي تؤديه المؤسسات الوطنية في مواجهة الاحتلال وتعزيز الصمود لأبناء شعبنا، وذلك من خلال الاستثمار في العلم لحماية المشروع الوطني. كما وجه صيام التحية لأسرة جامعة القدس المفتوحة رئيساً وعاملين وطلبة، مشيداً بدورها في مدّ جسور العلم والأمل، وكسر حدود المكان والزمان لأبناء شعبنا الذين مهما اشتدّت عليهم الصعاب، يقبلون على العلم والتعلم، مؤكداً بأن القدس ستظل عاصمة فلسطين الأبدية؛ لأن قوة العدالة والحق ستنتصر على الباطل مهما طال الزمن".

وأضاف صيام بأن "الشعب الفلسطيني شعب يعي أن العلم والتقدم مسار مقدس، نسلكه نحو تحقيق النصر والحرية، وإننا عبر سنوات كفاحنا لطالما وضعنا نصب أعيننا رسالة العلم والتعليم من أجل أن يستمر بقاؤنا ونحافظ على هويتنا الوطنية، لهذا فإن وطننا الزاخر بمؤسساته الأكاديمية وجامعاته يستحق أن نفاخر به ونعتز بمنجزاتنا في هذا المجال".   

وأضاف: "إن شعبنا يواصل معركته الأسطورية في درب التحرير والبناء، والآن وأكثر من أي وقت مضى يؤكد تمسكه بحقوقه الوطنية كافة، ويؤكد أيضاً تمسكه بثوابته الوطنية الراسخة؛ كي يعيش بحرية وكرامة ويحقق استقلاله المنشود ويقيم دولته كما يشاء، متجاوزاً المكائد والخذلان، ماضياً بخطىً واثقة نحو أهدافه المشروعة".  

وفي كلمة ترحيبية باسم رئيس الجامعة، رحب أ. د. الشاعر بالحضور، معلناً "احتفال جامعة القدس المفتوحة، جامعة الوطن الفلسطيني، بتخريج كوكبة جديدة من أبنائها في الفوج الذي آثرتْ أنْ تُطْلِقَ عليه اسم "الأغوار"، انسجاماً مع الحالة الوطنية العامة المتمثلة بالصمود أمام الهجمة الاستيطانية الشرسة والتحديات التي تواجِهُها منطقة الأغوار، وهو ما يجسِّد الدور الوطني لجامعة القدس المفتوحة الممتدة جغرافياً في ربوع الوطن كافةً، من رفح جنوباً حتى جنين شمالاً".

وأضاف أ. د. الشاعر أن "الجامعة وهي تحتفل اليوم بتخريج الفوجين الثالث والعشرين والرابع والعشرين، بعد أن تعذر إقامة الاحتفال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، تعود اليوم إلى صناعة البهجة من بوابة القدس الشرقية، لتطلق على الفوج اسم "فوج الأغوار"، في رسالة واضحة إلى أن "شعبنا وقيادته لا ينظرون فحسب إلى هذه البقعة المهمة من النواحي الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية، ، بل يزرعون في عقول وأذهان أبنائهم بأن الأغوار واجهة أخرى للصراع بين الحق والباطل، فكما أن أبناء شعبنا يخوضون معركة الصمود والتحدي في أرجاء القدس عاصمة فلسطين، وفي الشيخ جراح وسلوان وساحات المسجد الاقصى المبارك ، مدافعين عن المقدسات وشرف الأمة، فإن أبناء شعبنا أيضاً يجسدون صمودهم وثباتهم في الأغوار ليؤكدوا بأن هذه البقعة الجغرافية المهمة على الصعد كافة إنما هي جزء أصيل من الدولة الفلسطينية المعترف بها دولياً، وأن كل ممارسات الاحتلال فيها ما هي إلا جرائم ومخالفات للقوانين والشرائع والدولية".  

وأكد أ. د. الشاعر "وقوف الجامعة، رئاسة وعاملين وطلبة، بكوادرها وطواقمها الأكاديمية والإدارية كافة-خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في معركته ودفاعه عن حقوق شعبِنا الفلسطينيِّ، مُثمنين الجهد الكبير الذي يبذله في نقل معاناة شعْبنا الفلسطينيِّ أمام العالم بشتى الطرق، وعلى رأسها الحرب الدبلوماسية التي يخوضها لإفشال ما يسمّى بـ "صفقة القرن"، فالقدس كانت وما تزال وستبقى العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، بإرثها وتراثها الدينيِّ، والثقافيِّ، والحضاريِّ، والإنسانيِّ، والسياسيِّ، وهي مفتاح صمود شعبنا ونضاله وعزته؛ شعبنا الذي سيواصل التحدي والصمود لنيل حقوقِه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وذكّر أ. د. الشاعر بأن فكرة جامعة القدس المفتوحة التي دعمها القادة العظام، وعلى رأسهم الرمز الخالد رحمه الله ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس حفظه الله، هي أكبر دليل على قدرة الفلسطينيين على الإبداع الخلاق والتكيف مع ظروفهم مهما كانت صعبة، و"لهذا فإن فلسفة التعليم المدمج التي تقوم على فكرة الجمع بين المحاضرات الوجاهية والمحاضرات الافتراضية نجحت في تكريس ثقافة تعليمية ناجحة أثبتت فعاليتها وطنيًا وعربيًا ودوليًا، فباتت من كبريات الجامعات العالمية التي تتبنى هذه الفلسفة، لإدراكها أنها تصقل شخصية الفرد وتؤهله وتسلحه بالعلم اللازم لمواجهة الحياة ومتطلباتها، إضافة إلى أنها تحقق معظم الأهداف بكلفة مالية محدودة".

ووجه أ. د. الشاعر رسالة خاصة إلى قطاع غزة الحبيب، الذي "واصلت فيه الجامعة رسالتها التعليمية رغم كل ظروف العدوان والبؤس،  موجهاً لهم كلمة حب ووفاء"، كما وجه رسالة شكر وعرفان إلى عطوفة المحافظ ممثل فخامة الرئيس وإلى أخوتنا في مجلس الأمناء ومجلس الجامعة الذين لم يبخلوا بجهد من أجل دعم مسيرة الجامعة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم كبير، فها هي الجامعة تنتشر في ربوع الوطن كافة لتجسد على الأرض شعاراً رفعته مفاده "جامعة في وطن ووطن في جامعة"، لتواكب كل جديد من خلال طرح تخصصات متميزة في درجتي البكالوريوس والماجستير، ومن خلال اعتماد برنامج الدكتوراه في الإرشاد النفسي والتربوي، بالشراكة مع الجامعة الإسلامية في غزة، آملين أن يكون ذلك باكورة مرحلة جديدة من تعزيز البحث العلمي، لتؤكد الجامعة التي رعت الإبداع والتميز في مختلف المجالات بأنها ستظل في مقدمة الركب لترسيخ فكرة التعليم العصري المدمج القائم على الجمع بين اللقاءات الوجاهية ووسائط التعليم الإلكتروني، ليثبت هذا النظام جدواه في تخطي التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على القطاعات المختلفة وأهمها التعليم.  

وألقت الخريجة ولاء الشويكي ، كلمة الخريجين التي وجهت من خلالها دعوة ورسالة لطلبتنا في الثانوية العامة: "التحقوا بهذا الصرح التعليمي العظيم.. جامعة فلسطين الغراء.. جامعة القدس المفتوحة". وأضافت: "أبارك لنفسي ولكم هذا التخرج في هذه اللحظة التي ننتظرها سنوات، فالحمد لله الذي أنعم علينا بهذه الفرحة وإقامة هذا الحفل بالرغم مما نمر به من أزمات، ولا أقول لكم بأن هذه نهاية الطريق، بل إنها والله بدايته، فأنتم أمل هذا الوطن وشعاع النور الذي سيزيل ظلام الاحتلال بإذن الله، فلتسخروا هذا العلم في خدمة الوطن وأبناء الوطن، ولتكن لكم رسالة سامية توصلونها لجميع العالم بأننا بالرغم من ظلام الاحتلال إلا أننا نبدع ونرتقي وننجز، ولن يثنينا شيء عن تحقيق ما نريد. وها هي جامعتنا العظيمة تفتح أمامنا أبواب الماجستير والدكتوراه بتخصصات حديثة وعصرية، فاستزيدوا من العلم واغتنموا هذه الفرصة، فالعلم لا ينتهي وهو رفعة لصاحبه.  

وألقى الطالب عبد أبو ارميله كلمة المجلس القطري نيابة عن رئيس مجلس القدس محمد الجولاني والذي بدوره بارك للطلبة للخريجين وذويهم حفل تخرجهم، متمنياً أن يوفقهم الله في بناء مجتمع العلم والمعرفة وأن يكونوا خير سفراء لجامعتهم ووطنهم وقدم شكرة الجزيل للسيد الرئيس ابو مازن ولرئاسة الجامعة ومجلس الامناء وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية ولمجلس الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية على الجهود المبذولة لرفع اسم الجامعة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

واختتم الاحتفال، الذي تولت عرافته عضو الهيئة التدريسية د. رندة النجدي، باستكمال إجراءات التخريج، بتوزيع الشهادات على الخريجين، حيث تلا المساعد الأكاديمي أ. سهيل قريع قرار التخريج، وتبعه  أ. عصام الترتير رئيس قسم التسجيل بقراءة أسماء الخريجين والأوائل منهم.

وقدمت مجموعة كشافة نادي شباب العيزية فقرة فنية نالت إعجاب الجمهور.