"القدس المفتوحة" ممثلة بعميد كلية الآداب تشارك في ندوة أدبية


نشر بتاريخ: 02-06-2020

نظمت منظمة همسة سماء الثقافة الدولية ومؤسسة "دولي نت" ندوة بعنوان "اللغة العربية والتحديات التي تواجهها"، وذلك بمشاركة أصحاب الاختصاص والخبراء والمستشارين في ما يخص اللغة العربية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وبالتنسيق مع مدير فرع جامعة القدس المفتوحة في نابلس أ. د. يوسف ذياب، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، ومدرسة الرومي في بريطانيا، وكلية القاسمي في الداخل الفلسطيني، وجامعة عبد المالك السعدي في تطوان-المملكة المغربية، والاتحاد العربي للمرأة المتخصصة-فرع تونس، وبمشاركة جمهور عربي ودولي من قادة الأعمال وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية، ومشاركة دولية واسعة. 
          افتتحت الندوة سعادة الدكتورة فاطمة أبو واصل إغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافه الدولية، سفيرة فلسطين للثقافة، مرحبة بالضيوف قائلة عبر المنصة الإلكترونية (زووم): "ينبلج الحنين إلى حياتنا الطبيعية ، لكن موكب الحياة لا بُد أن يستمر في مسيرة نسأل الله أن يسير بنا مسرعاً إلى بر الأمان، فاليوم جئنا نمتطي جواد العلم لنرسم البسمة على الوجوه ونشعل شموع الفكر ونملأ الدنيا علوماً ومعارف وكلمات، يلقيها على مسامعكم ضيوفنا الكرام الذين حضروا إلينا من كل حدب وصوب ليكونوا معكم ويجيبوا عن اسئلتكم".
ووضح الأستاذ الدكتور محمد المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، قائلاً: "إن اللغة العربية لها خصائص، والواقع يثبت ما لهذه اللغة من خصائص، وهي وعاء القرآن الكريم. إنه لا خوف عليها من الانقراض، إنما الخوف على المضرية الحسناء التي فرط بها أهلها وأبناؤها، والواقع العربي يعيش أزمة لغوية كبيرة ليس أن اللغة بها خلل، إنما الخلل يكمن في تقديم اللغة إلى أبنائها، وبالتالي ثمة ضمور". 
أما الأستاذ الدكتور الطيب أبو سن، المستشار التربوي في مدرسة ابن الرومي في لندن، فقد ركز في كلمته على "أهمية توحيد المناهج والاهتمام بمفرداتها، ليستطيع الدارس إدراك معانيها، والإلمام بخلفيات النص، ما يعني فتح الحوار والنقاش بين المعلم والطالب، وهذا من شأنه أن يقوي طلاقة التعبير".
وتحدث عميد كلية الآداب بجامعة القدس المفتوحة أ. د. عبد الرؤوف خريوش، ناقلاً للمجتمعين تحيات رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور يونس عمرو عضو اتحاد المجامع العربية، مبرزاً تحديات عدة تواجه اللغة العربية، منها: إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، حيث استعرض ثلاث تجارب في هذا المجال وجوانب الإنجاز والقصور فيها، كما تناول دور المجلس الدولي للغة العربية في توحيد مقررات أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية والعالمية، وإيجاد منصة إلكترونية لتدريس اللغة العربية فيها، مستعرضاً عدة أمور مهمة علمية وقومية ولغوية وحضارية تفرضها الحياة المعاصرة على اللغة العربية.
     أما الأستاذة آمال لعبادي، المتخصصة في اللغة العربية وأستاذة في معهد بورقيبة للغات الحية وممثلة عن الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع تونس، فقد تحدثت عن التحديات التي تعترض اللغة العربية، وقال إن القصور في البحث اللّغوي يجعل اللغة العربيّة غير منسجمة مع الواقع المتطوّر، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعثر اللغة العربية الفصحى، وجمود في أساليب التّعليم ووسائله، ما جعل العربية لغة صعبة في نظر أبنائها وغيرهم. فالتطوّر العلمي في علوم عدة يعدّ أكبر تحدّ للغة العربيّة.
وفي كلمته، ركز الدكتور أحمد الضبيب، رئيس جامعة الملك سعود سابقاً، على أن اللغة العربية لن تنقرض؛ لأن هذا المصطلح لن ينطلق إلى اللغة العربية وجميع اللغات المكتوبة، إنما يصح وصفها "الميتة". وتابع أن "اللغة العربية في طريقها إلى الموت، وأن موضوع حياة اللغة العربية أكبر من أساليب التعليم، فهناك أفكار للتفكيك والنعرات الإثنية والقبلية. وللأسف، نجد نوعاً من التفكيك والاستغناء عن العربية". 
 
واستعرض الأستاذ الدكتور فاروق مواسي، محاضر متقاعد في كلية القاسمي بالداخل الفلسطيني، الوضع الذي تعانيه اللغة العربية من اللغات الأخرى. ومن دراسة، وجد البروفيسور مواسي أن ضعف اللغة هو المعلم غير المؤهل لتعليم اللغة.
في حين، تناول الأستاذ محمد الإدريسي، الباحث بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان- المغرب، واقع اللغة العربية في المغرب في ظل استخدام لغات أخرى في لغة الخطاب العامة، انطلاقاً من تجربته في التدريس. ومن المعلوم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد إلى جانب الأمازيغية، وفق نص الدستور المغربي، بيد أن الواقع يثبت أن اللغتين معاً لا تحظيان بالقيمة المعتبرة لهما في الحياة التعليمية والاستعمال في عالمي المال والأعمال والإدارة، ذلك أن الفرنسية تحتل هذه المساحات وتتبوأ المكانة الأولى، وما فضل عنها تحوزه العامية المغربية في الإشهار والبرامج الإعلامية. وبسطت القول في أن ذلك راجع إلى اللوبي الفرانكفوني المرتبطة مصالحه الاقتصادية والثقافية بفرنسا.
ولما كانت الفرنسية هي السائدة في هذه المجالات، والعامية المغربية هي وسيلة التواصل اليومي، اقتصر توظيف اللغة الفصحى في لغة الرسمية وخطب الجمعة والتعليم. وكان من نتائج ذلك أن أصبح الطالب غير ملم بها، ويجد صعوبة كبيرة في استعمالها داخل الفصول الدراسية والمحافل الثقافية والاجتماعات الرسمية.
وتحدثت الأستاذة سمية حامد إبراهيم، مديرة مدرسة الرومي ببريطانيا، عن توحيد المناهج وما هو مفيد للطالب، وتكلمت عن أبناء المهاجرين وتدريس اللغة الأم اللغة التي تؤكد هوية الإنسان.
وفي الختام، ركز المتحدثون على أهمية توحيد المناهج الدراسية وضرورة إعداد المعلم وتوظيف التكنولوجيا في خدمة اللغة العربية ونشرها، مطالبين الأمين العام لمجمع الشارقة بضرورة الإسراع في إنجاز المعجم التاريخي الذي تتولاه الشارقة مع اتحاد المجامع العربية في القاهرة.