فرع الخليل... محطة أخرى من التألق والإبداع في زمن كورونا


نشر بتاريخ: 06-05-2020

  

الخليل- سماح أبو زينة

بعد أن أعلن سيادة الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، وعلى إثر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية برئاسة د. محمد اشتية، وبناء على توجيهات أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وقرارات لجنة الطوارئ المركزية في الجامعة، والتي عقدت اجتماعها برئاسة أ. د. يونس عمرو بتاريخ 9/3/ 2020 ، والتي كان من أبرزها توسيع مساحة استخدام التعليم الإلكتروني، فقد شكل مدير فرع الخليل  أ. د. تيسير أبو ساكور لجنة طوارئ محلية برئاسته ضمت كلاً من المساعد الأكاديمي أ. ماجد أبو ريان، ورئيس قسم التسجيل أ. علاء التميمي،  ولجنة الدعم الفني برئاسة رئيس قسم المختبرات أ. محمد عودة.

وكان الهدف من تشكيل هذه اللجنة الحرص على استمرار العملية الأكاديمية من خلال الوسائل والطرق الإلكترونية التي وضعتها الجامعة، وحل أية مشكلة إلكترونية تواجه أعضاء هيئة التدريس والطلبة في مواعيد الصفوف الافتراضية، وأثناء إجاباتهم على الأنشطة التي طلب منهم حلها، وحتى في فترة الامتحانات النهائية التي عقدت إلكترونياً.

وأدت توجيهات رئيس الجامعة ومتابعة اللجان المختلفة وتعاون أعضاء هيئة التدريس ووعي الطلبة وحرص المجتمع الى نجاح الخطة التي وضعتها الجامعة، فراحت تنهض بواجباتها ومهماتها بكل ثقة واقتدار في المجالات التالية:

أولاً: الصفوف الافتراضية :

طلبت إدارة الفرع من الأقسام الإدارية ومن أعضاء هيئة التدريس حث الطلبة على حضور هذه الصفوف، وحرصت على إيصال مواعيد ومواضيع تلك الصفوف إلى الطلبة، وأيضاً أوعزت إدارة الفرع لموظفي قسم المختبرات بأن يكونوا على استعداد على مدار الساعة لحل أية مشكلة فنية تواجه الطلبة، وقد نجحت هذه الصفوف بشكل كبير، وذلك لطبيعة الظرف، حيث إن الجميع ملتزمون بيوتهم، والطلبة وجدوا في حضور هذه المحاضرات الافتراضية عملاً مفيداً وهو في النهاية يساهم في عدم توقف المسيرة التعليمية.

ومن خلال تواصلنا مع أعضاء هيئة التدريس فإنهم يعزون سبب نجاح تأثير الصفوف الافتراضية في هذه المرحلة إلى :

توجيهات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو والتي كانت بمثابة المصباح الذي أنار الطريق، وهو من يملك الخبرة والحكمة والرؤية والبصيرة، ولهذا دائماً يحول الأزمات إلى فرص للتقدم والازدهار.

وجود وحدات فنية مختصة وعلى رأسها مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICTC)، ومركز التعليم المفتوح (OLC) ، ويعمل فيها مهندسون أكفاء ومنتمون لجامعتهم.

جاهزية وتأهيل أعضاء هيئة التدريس العلمية والفنية في مجال إعطاء الصفوف الافتراضية، وهم قادرون على التعامل مع كل جديد في هذا المجال، بل إن عدداً منهم أصبح خبيراً في هذا الشأن.

إتقان الطلبة للتعامل مع الصفوف الافتراضية، ووعيهم الوطني الذي شكل دافعية للتعلم في هذه الظروف الصعبة.

وجود محتوى تعليمي رقمي لكافة المقررات الدراسية في كلياتها المختلفة.

•  التقنيات الحديثة والمتطورة التي حرصت الجامعة على وجودها.

*حرص أعضاء هيئة التدريس على رفع مستوى التفاعل داخل تلك الصفوف، حرصا منهم على أن هذه المساحة الافتراضية يمكن للطلبة أن يتجلوا في تفكيرهم وتحليلهم وإبداْ وجهات نظرهم تجاه القضايا محل النقاش.

 

ثانيا: النشاطات الإلكترونية :

أفاد المساعد الأكاديمي في الفرع أن نسبة الذين شاركوا في حل النشاطات تجاوزوا93 %، وأوجدت هذه النشاطات حالة من التفاعل الايجابي الفعال بين الطلبة أثناء سعيهم لحل النشاطات، فوسائل التواصل الاجتماعي كانت ميدانا للتساؤلات وتبادل وجهات النظر في المسائل التي طرحتها الأنشطة.
ويقيم أعضاء هيئة التدريس في الفرع ايجابي اًهذه الأنشطة، وبعضهم يرى أن على الجامعة تبنيها بدل التعيينات في المستقبل.

ثالثا: فضائية القدس التعليمية.
تحولت فضائية القدس التعليمية في هذه الأزمة إلى فضائية الأسرة الفلسطينية، وصفها أحد التربويين في الخليل بأنها شاشة العلم والمعرفة والثقافة الوطنية، حيث نجحت في استقطاب الآباء والأمهات الذين غالباً ما يتحكمون في الرموت داخل البيوت، وذلك اثر قيامها ب تصوير وتسجيل المحاضرات التعليمية الخاصة بطلبة الثانوية العامة "ثانوية أن لاين" ، فهم أي الوالدين حريصون جلب أي وسيلة تساهم في تفوق ابنائه م خاصة في مرحلة الثانوية العامة، فكيف وفضائية القدس التعليمية تخصص ساعات بث لدروس من قبل أكفأ المعلمين موجهة لطلبة الثانوية العامة في الوطن.
كما أن طلبة الفرع أفادوا أنهم كانوا يحرصون على حضور المحاضرات التي تخصهم والتي تبثها فضائية القدس التعليمية ، وذلك لعدة أسباب من أهمها توفر الوقت وأيضا أن اسلوبها يشكل مفاتيح أساسية للدخول الى المقرر الدراسية واستيعاب ما فيه من نظريات ومعارف وتطبيقات.
وأشار عدد من الطلبة بأن أسرهم تتابع فضائية القدس التعليمية لبثها برامج متنوعة وهادفة خاصة في شهر رمضان المبارك.

رابعا : الامتحان النهائي الإلكتروني.
قامت إدارة الفرع وعبر الأقسام المختصة بتوصيل الفيديو التوضيحي لكيفية الدخول والتعامل مع الامتحان الالكتروني، كما وضعنا التعليمات الكاملة بخصوص الامتحان بين يدي الطالب حتى لا يخطئ او يتعرض للارتباك.

ومر يومين على تقديم الطلاب لامتحاناتهم النهائية الالكترونية، والتغذية الراجعة أن التعامل مع التطبيق الالكتروني كان سهلا ولم تواجه الطلاب أية مشاكل تذكر، حيث بلغت درجة التزام طلاب فرع الخليل 96% في تقديم الامتحانات الإكترونية.

وتدخل موظفو قسم المختبرات لحل الإشكاليات التي ظهرت لدى البعض، أعضاء هيئة التدريس أكدوا أن هذا النمط من الامتحانات هو منهج عالمي لقياس تحصيل الطلاب، كما يعد هذا النوع من الأسئلة، من أفضل أنواع الأسئلة وأكثرها صدقا وثباتا واستخداما في الاختبارات العالمية وهو من الاختبارات التي تستخدمها أرقى الجامعات العالمية.

وبهذا تميزت جامعتنا في زمن محاربة وباء الكورونا، كما كانت مميزة في كل المحطات التي واجه فيها شعبنا وباء الاحتلال، وستبقى متميزة حتى ينجز شعبنا حلمه المشروع بإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.