فرع رام الله والبيرة: جهد استثنائي على مدار الساعة لخدمة آلاف الطلبة


نشر بتاريخ: 06-05-2020

مع دخول حالة الطوارئ  الناجمة عن جائحة فيروس كورونا حيز التنفيذ، أسس فرع جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة خلية طوارئ دائمة التواصل ضمت رؤساء الأقسام الإدارية إلى جانب مدير الفرع ومساعده الأكاديمي، وتمثلت البدايات الأولى للعمل على خدمة الطلبة، إيلاء ملف التسجيل واستكمال إجراءاته أولوية قصوى، حتى يتمكن الطلبة المسجلون غير القادرين على الوصول إلى الفرع من إتمام الإجراءات، حيث تفرغ موظفو قسم القبول والتسجيل بالفرع وعبر خطوط اتصال مباشرة من تقديم خدمات التسجيل للطلبة.
وعلى المستوى الأكاديمي، ووفق خطة الجامعة في تطوير الأنشطة الإلكترونية والإعداد للامتحانات النهائية، فقد استطاع أعضاء الهيئة التدريسية في فرع رام الله والبيرة كما سائر فروع الجامعة، من إنجاز هذا الملف باحترافية واقتدار.
من جانب آخر، شكلت في الفرع لجنة دعم فني ضمت موظفي قسم المختبرات، حيث توزع العاملون وفق الكليات في الفرع، وتم تنظيم مجموعات التواصل عبر تطبيق "واتساب"، حيث استطاع طاقم القسم من تقديم خدمات الدعم الفني كاملة لآلاف الطلبة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فيما يتعلق بالإجراءات والمعاملات الطلابية مع الأقسام الإدارية الأخرى.
وعن الاستعدادت النهائية لانطلاق الامتحانات النهائية، أكد د. حسين حمايل مدير فرع رام الله والبيرة، بأن الجهود المضاعفة والكبيرة التي بذلها أعضاء هيئة التدريس في الفرع ورافقتها عملية الدعم الفني المتواصلة المقدمة من الأقسام الإدارية الأخرى، تكللت بنجاح مذهل على مستوى إجراء الامتحانات إلكترونياً.
وأشار حمايل إلى أن هذه العمليات التي جرت على مستوى الفرع وكافة فروع الجامعة الأخرى، قد سبقها ورافقها أيضاً ساعات عمل طويلة ومضنية من المراكز الفنية في الجامعة: مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومركز الإنتاج الفني، ومركز التعليم المفتوح، وكذلك فضائية الجامعة (القدس التعليمية)، وذلك لضمان سير كافة العمليات الإلكترونية بسلاسة ويسر وجودة عالية.
وأكد حمايل بأن أسرة الجامعة، وعلى رأسها أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، قد عملت وواصلت الليل بالنهار من أجل توفير البيئة الإلكترونية التعليمية لطلبتها. 
وخلال المرحلة التي سبقت الامتحانات النهائية، ناقش أعضاء الهيئة التدريسية في فرع رام الله والبيرة مشاريع التخرج مع طلبتهم في المنازل، بسبل وأدوات متعددة تراوحت بين استخدام تطبيقات الاتصال المرئي إلى المكالمات الصوتية، وقد عبر أعضاء هيئة التدريس عن فعالية النمط وجودته العالية، إذ يحقق الغرض الفعلي من المناقشة الوجاهية، كما ويخفف من التوتر الذي يواجهه الطلبة خلال المناقشات الوجاهية.
وقد شهدت المناقشات مواقف قد لا تتكرر مجدداً، فهذا الطالب في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، يزيد جبر، وهو من مرتبات الأمن الوطني، يناقش مشروع تخرجه خلال وجوده على حاجز المحبة المقام على مدخل مدينة طوباس، وسط فرحة عارمة واحتفالية من زملائه الذين معه.
فيما يناقش الطالب من ذوي الهمم العالية عبد الله ناصر مشروع تخرجه من المنزل بتغطية إعلامية لوكالة الأنباء الرسمية (وفا) لتغطية هذه المناقشة.
ومن القصص المؤثرة التي مرت خلال الفترة السابقة حالة إصابة إحدى الطالبات من منطقة شمال غرب القدس بفيروس كورونا، وأقامت لما يزيد على شهر كامل في أحد الفنادق المخصصة للحجر الصحي في مدينة رام الله. وعن تجربتها في التعليم الإلكتروني خلال فترة إصابتها قالت: "تلقيت الدعم المعرفي من أساتذتي في الجامعة بشكل دائم ومتواصل ولم تبخل عليّ الجامعة بأي مساعدة ممكنة، حيث تمكنت من تنفيذ المطلوب من أنشطة إلكترونية وخلافه رغم ما مررت به من ظروف، ولم يكن ذلك ليحدث لولا تفاني أعضاء هيئة التدريس وتواصلهم ودعهمهم الدائم"، واستطردت قائلة: "لقد خرجت من الفندق إلى الحجر المنزل منذ أيام معدودة، وها أنا أستعد لتقديم الامتحانات الإلكترونية مطلع الأسبوع المقبل".
وقد عبّر الكثير من الطلبة في فرع رام الله والبيرة، عبر فيديوهات تم نشرها عبر صفحة "فيسبوك" (بندرس وبنوفر وبنشتغل- القدس المفتوحة)، عن نجاعة التجربة الإلكترونية في مشاريع التخرج ومتابعة المشرفين عليهم عبر وسائل الاتصال المتاحة.
وعن ردود أفعال الطلبة حول تجربة التعليم الإلكتروني، زودنا بعض الطلبة بآرائهم، وهذه الطالبة ليندا عوض تقول: "هذا النمط عزز قدرات الطلبة في الاعتماد على الذات بشكل أكبر والتفكير بشكل أعمق، خصوصاً مع وجود الأنشطة الإلكترونية النوعية التي قربتنا بشكل أكبر إلى مفهوم الامتحان الإلكتروني.
الطالبة ديانا يوسف قالت بأن فلسفة جامعة القدس المفتوحة في التعليم قد سمحت لمختلف الشرائح من استكمال التعليم الجامعي، واستكملت قائلة بأن التعليم الإلكتروني في المنازل شكل فرصة كبيرة للطلاب من ناحية المحاضرات والتعامل مع أعضاء هيئة التدريس ومناقشة المادة والأنشطة. واختتمت مشاركتها بالإشارة إلى أنها وبصفتها موظفة حكومية، لم تكن قادرة في السابق على حضور المحاضرات بسبب العمل، ولكن "التعليم الإلكتروني كان أفضل بكثير لي وللموظفين لمتابعة المحاضرات وفهم المادة، كما أن الأنشطة الإلكترونية تزيد من اعتماد الطالب على البحث لتقديم المعرفة".
الطالبة أماني دار مطر، قالت في مداخلتها بأنها كانت تعاني في البداية من فكرة الأنشطة الإلكترونية، ولكنها مع عملية البحث المستمر، وجدت بأن هذا النوع من الأنشطة يقدم فرصة كبير للاستكشاف والتنقيب عن المعرفة بدلاً من الحصول عليها دون تعب أو جهد.
وعلى صعيد المسؤولية المجتمعية، وفرت إدارة فرع رام الله والبيرة مقراً خاصاً للجنة طوارئ الشبية الطلابية في محافظة رام الله والبيرة، والتي يرأسها عضو إقليم رام الله والبيرة فادي حمّاد. ويشار إلى المشاركة الفعالة لأبناء حركة الشبيبة الطلابية ومجلس الطلبة بالفرع في هذه اللجنة، فيما قامت اللجنة خلال الفترة الماضية بعشرات الأنشطة التطوعية المجتمعية، كزيارة التجمعات السكانية لتوزيع الطرود الغذائية، وكذلك حواجز المحبة المقامة على المداخل الرئيسية لتجمعات السكانية في المحافظة، أما على الصعيد الثقافي فقد قامت اللجنة أيضاً بتوزيع القصص وأدوات الرسم والدفاتر على الأطفال في المنازل في بعض قرى وبلدات المحافظة.