طالبة تجمع بين العلم والإبداع: وأنت تنتظر شهادتك الجامعية.. اِصنع الفارق
في عالم يزداد تسارعًا وتطورًا، تبرز قصص شباب يجمعون بين متطلبات الدراسة الأكاديمية وشغفهم الشخصي، ليثبتوا أن الإبداع لا يعرف حدوداً ولا يتوقف عند تخصص معين، وتسعى الكثير من الطالبات إلى تحقيق الاستقلالية المالية وإبراز مواهبهن بطرق مبتكرة، من بين هذه القصص الملهمة، قصة الطالبة الجامعية وردة غانم، التي قررت أن تجعل من الأشغال اليدوية جزءًا لا يتجزأ من حياتها، وأكثر الوسائل الإبداعية التي تجمع بين الشغف والعمل، لتثبت أن الفن والإبداع يمكن أن يكونا رفيقين للعلم والدراسة.
كانت وردة، الطالبة الجامعية المتفوقة التي تدرس تخصص "اللغة الإنجليزية وآدابها" في جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، تقضي ساعات طويلة في صناعة المكارم (المكارم الطولية، الجدارية، الكوستر، تعاليق الباب، ميداليات). ومع دخولها الجامعة، بدأت توازن بين الوقت الذي تقضيه في المحاضرات والواجبات الدراسية من جهة، وشغفها في الأشغال اليدوية من جهة أخرى، فالوقت الذي تقضيه في هوايتها وسيلة للاسترخاء والتفريغ. وبدأت تخصص وقتاً كل يوم للعمل على هوايتها.
مع مرور الوقت، لاحظت أن أعمالها اليدوية بدأت تلقى إعجاب من حولها، فقررت أن تخطو خطوة إضافية وتحول هوايتها إلى مشروع صغير، بدأت ببيع بعض منتجاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهكذا تحولت هوايتها إلى مصدر دخل إضافي يساعدها في تغطية بعض مصاريفها الجامعية. استطاعت أن تكيف نفسها وحياتها بين الدراسة والعمل من خلال التنظيم الجيد، معتمدة على جدول زمني دقيق يحدد أوقات الدراسة والعمل، ما يساعدها على تحقيق أهدافها دون ترك أثر سلبي على تحصيلها العلمي.
على الرغم من أن الأشغال اليدوية قد تبدو بعيدة عن تخصصها الأكاديمي في اللغة الإنجليزية وآدابها، تؤكد وردة أن الإبداع اليدوي ساعدها في تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير خارج الصندوق، فكثيرًا ما كانت تواجه تحديات في تصميم مشاريعها اليدوية، وهو ما أكسبها الصبر والتركيز والدقة، وهي صفات يحتاجها كل إنسان جعل العلم طريقاً له، كما أن العمل اليدوي كان بمثابة متنفس لها من ضغوط الدراسة. تعتقد وردة أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الجمع بين العلم والفن يفتح آفاقًا جديدة في حياتها المهنية والشخصية.
قصة وردة ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل رسالة لكل شاب يحاول الموازنة بين الموهبة والدراسة. فهي تثبت أن الإبداع يمكن أن يكون جزءًا من حياتنا الأكاديمية والمهنية، بل يعززها ويطورها. والأشغال اليدوية ليست مجرد هواية، إنما وسيلة للتعبير عن الذات، وتفريغ الطاقة الإيجابية، وبناء مستقبل مليء بالإنجازات، وتحويل الشغف إلى مصدر دخل.
وردة مثال حي على أن الشغف والإصرار يصنعان الفارق في حياة الإنسان، وأن الجمع بين العلم والفن ليس مستحيلاً، بل طريق نحو حياة أكثر إبداعًا وإنجازًا، وأن الطالبة الجامعية قادرة على تحقيق أحلامها بجهدها وإبداعها.