كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة والحملة العربية للتعليم تنظمان الندوة الوطنية العلمية بعنوان "الفاقد التعليمي التعلمي بين جائحتي الصراع وكوفيد 19"


نشر بتاريخ: 01-12-2021

 تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة الأستاذ الدكتور يونس عمرو، عقدت كلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة والحملة العربية للتعليم، مساء يوم الثلاثاء الموافق 30-11-2021م، الندوة الوطنية العلمية بعنوان "الفاقد التعليمي التعلمي بين جائحتي الصراع وكوفيد 19"، وسط حضور مميز من مختلف الدول العربية، التي عقدت عبر تقنية "زووم"، ومباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفضائية القدس التعليمية.

ونيابة عن رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ألقى أ. د. سمير النجدي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، كلمة شكر فيها القائمين على الندوة، متمنياً أن تخرج بتوصيات يمكن تطبيقها وتسهم في تقليل الضرر لمشكلة الفاقد التعليمي. وأشار إلى أن جامعة القدس المفتوحة دأبت دائماً على تنظيم نشاطات مميزة تحاكي الواقع وتعالج الكثير من القضايا التي يعاني منها مجتمعنا الفلسطيني، وخير دليل مساهمتها في المجتمع الفلسطيني وتأثيره فيه.

وأكد أ. د. النجدي أن الفاقد التعليمي يعدّ أحد التحديات التي تلقي بظلالها على العملية التعليمية، مشيراً إلى أن الاحتلال سعى لتجهيل الشباب طوال فترة احتلاله لفلسطين، منبهاً إلى أن فكرة إنشاء الجامعة جاءت للتغلب على إجراءات الاحتلال، المتمثلة في إغلاق الجامعات والمدارس والاستناد إلى نهج تعليمي يتجاوز حدود المكان.

ولفت إلى أن "الفاقد التعليمي مشكلة تعاني منها المجتمعات في الظروف الطبيعية، لكنها أصبحت في ظل جائحة كورنا قضية لافتة، وعانت فلسطين كبقية دول العالم".

بدوره، قال أ. د. مجدي زامل عميد كلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة: "منذ سنوات والأنظمة التعليمية في الدول العربية تعاني من تداعيات خطيرة تهدد بفشل تلك الأنظمة في المضي قدماً نحو تحقيق أهداف الألفية وأهداف التنمية المستدامة" وتابع: "على الرغم من الإنجازات التي حققتها بعض الدول في قطاع التعليم، إلا أنها لم تكلل بالنجاح، نتيجة ما تتعرض إليه بعض الدول من صراعات، منها سياسية، وعسكرية، واقتصادية، صحية وغيرها. ومع مجيء جائحة كوفيد-19، ازداد الفاقد التعليمي التعلمي جراء الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وجائحة كوفيد-19، إضافة إلى وجود الفاقد التعليمي في الظروف الاعتيادية".

وأكد أ. د. زامل أنه "بتوجيهاتٍ من رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، سارعت كلية العلوم التربوية إلى الاهتمام بهذا المجال، والتعاون مع الحملة العربية للتعليم، لتشكيل فريق بحثي ضم نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، للعمل على دراسة تأثيرات جائحتي الصراع وكوفيد-19 على الفاقد التعليمي التعلمي، وعمل الفريق البحثي على إنجاز المهمة وفق منهجية علمية سليمة"، معرباً عن شكره للفريق البحثي الذي ضم أعضاء هيئة تدريس من كلية العلوم التربوية في الجامعة.

وألقى د. زاهي عازار، رئيس الحملة العربية للتعليم/ لبنان، كلمة لفت فيها إلى "الواقع العربي الصعب الذي تعيشه شعوبنا العربية من صراعات واحتلالات وجوائح وتأثيرها على العملية التعليمية"، مشيراً إلى أن هذه الندوة تهدف إلى خلق تفاعل كبير بين مكونات المجتمع والأكاديميين، منبهاً إلى الحاجة للاستفادة من الشراكة بين "القدس المفتوحة" والحملة العربية للتعليم؛ "لتعميم التجربة وتعميق المعرفة ونشرها وتجاوز الفاقد التعليمي التعلمي وبناء مستقبل واعد لشبابنا".

بدوره، تحدث د. مهني غنايم، أستاذ التخطيط التربوي واقتصاديات التعليم في جامعة المنصورة ورئيس اللجنة العلمية لمؤتمر الفاقد التعليمي التعلمي، مشيراً إلى أن "الفاقد التعليمي قضية قديمة حديثة في كل الأنظمة التعليمية، لكنها باتت أكثر وضوحاً مع جائحة كورونا والصراعات المسلحة، وخاصة في الدول العربية".

ولفت إلى أن منظمة الأمم المتحدة أشارت في تقارير لها إلى أن "الفاقد التعليمي خلال جائحة كورنا أضر بنحو 1.6 مليار طالب، وتسببت بخسائر بمليارات الدولارات"، معرباً عن أمله بالتعاون بين القطاعات الحكومية والمجتمعية والأهلية لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن الفاقد التعليمي.

ونبه أ. رفعت الصباح رئيس الائتلاف الفلسطيني، في كلمة له، إلى "قلة الحلول والاستراتيجيات في معالجة مسألة الفاقد التعليمي"، مشيراً إلى أن التعليم هو الخاسر الأكبر بسبب الصراعات وجائحة كورونا.

وأشار إلى أن الفلسطينيين عاشوا تجربة الفاقد التعليمي خلال الانتفاضة الكبرى عام 1987 واحتاجوا إلى سنوات لمعالجة ما تسببت به من فاقد تعليمي.

وطالب أ. صباح بأن يكون التعليم حاضراً في خطط عمل المؤسسات الأكاديمية والأهلية والمجتمعية والحكومية حتى في ظل الأزمات والصراعات، مشيراً إلى أهمية بناء استراتيجية تعليمية تأخذ في الاعتبار التحولات الرقمية والتركيز على القيم.

وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، عقدت جلسة علمية أدارها أ. د. محمد شاهين مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون الطلبة، الذي أشار إلى أن "مشكلة الفاقد التعليمي والتربوي والاجتماعي والنفسي، جوانب لا يمكن إهمالها في العملية التعليمية في كل البلدان في الظروف الطبيعية، لكن الصراعات والنزاعات تزيد من حجم المشكلة، وتدفع باتجاه تغييرات جذرية في البنية التعليمية".

وعرض د. نبيل المغربي مساعد عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة، ملخصاً عن البحث الذي نفذه الفريق البحثي في فلسطين، مبيناً المفاهيم المرتبطة بالفاقد التعليمي التعلمي، والمشكلة البحثية، وحدود البحث، والمنهجية، والنتائج التي خلص إليها البحث، ومن ثم دار الحوار مع المتحدثين (د. منى بلبيسي، ود. هشام جلمبو، ود. خالد دويكات، ود. كفاح حسن، وأ. إسماعيل الأفندي، وأ. لميس شلش) حول النتائج التي خلص إليها البحث. وقدم أ. د. شاهين عدداً من الأسئلة تمحورت حول: الفهم الواضح للهدر المدرسي/ وضع الفاقد التعليمي وأبعاده، وإجراءات وآليات وأدوات قياس الفاقد التعليمي في ظل جائحتي الاحتلال وكورونا، والتباينات في الفاقد التعليمي بين المحافظات الفلسطينية وبخاصة الشمالية والجنوبية، ومجالات الفاقد التعليمي الأكثر تأثراً بسبب جائحتي الاحتلال وكورونا، والتحديات التي تواجه منظومة التعليم في فلسطين للحد من الفاقد التعليمي، وطبيعة المبادرات التي نفذت أو ستنفذ للتعامل مع الفاقد التعليمي من قبل النظام التعليمي المتمثل في وزارة التربية والتعليم.

وأوصى المشاركون في الندوة بعدد من التوصيات، أهمها: تجميع المؤشرات الخاصة بالفاقد التعليمي التعلمي للانطلاق منها في بناء التدخلات.

وطالبوا باستثمار الخبرات المتوافرة لبناء تدخلات واقعية للتعامل مع الفاقد، وكذلك اعتبار موضوع تعويض الفاقد تعليمياً ونفسياً واجتماعياً، أولوية.

وأشاروا إلى ضرورة تعظيم دور الإعلام في إسناد الجهود الموجهة على هذا الصعيد، لافتين إلى أهمية تعزيز الشراكات بين الأطراف جميعها؛ فالوقت ليس مناسباً لمواصلة المحاصصة والاستئثار. كما أشاروا إلى ضرورة توفير المقومات والتمويل اللازم لإسناد خطط التعامل مع الفاقد التعليمي التعلمي.

وأكدوا أيضاً ضرورة تطوير استراتيجيات التعليم والتعلم، ومنظومة التقويم، وبناء أدوات قياس محكمة لقياس جوانب الفاقد التعليمي لدى الطلبة لكل مرحلة تعليمية.

كما أوصوا بضرورة تكاتف الجهود بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني مع الجهات الرسمية في وضع استراتيجية فاعلة للتعامل مع الفاقد التعليمي التعلمي بجوانبه ومجالاته كافة.