"القدس المفتوحة" ومعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي يعقدان ندوة علمية بعنوان "إدارة أزمة كورونا في السياق الفلسطيني: قيادة الأزمة وصنع السياسات"


نشر بتاريخ: 03-10-2020

  

عقدت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي، ومعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، يوم السبت 3-10-2020م، ندوة عبر تقنية الصف الافتراضي، وذلك تحت رعاية من رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.

افتتح الندوة أ. د. سمير النجدي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، بكلمة نقل فيها تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، مستعرضاً دور الجامعة خلال جائحة كورونا، والآليات التي اتخذتها لاستمرار العملية التعليمية.

وأشار أ. د. النجدي إلى أن "كل القطاعات في مختلف البلدان تأثرت من جائحة كورنا التي ما زلنا نعيش في ظلالها، دون معرفة ما يحمله المستقبل".

وقال إن قطاع التعليم العالي من القطاعات التي تضررت كثيراً بهذه الجائحة، مشيراً إلى أن "جامعة القدس المفتوحة أبدعت في إيجاد الحلول لضمان استمرار الحياة الجامعية خلال العام 2020، وتمكنت من إنجاز الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي (2019-2020) والفصل الصيفي، وبدأت بالفصل الأول من العام الجامعي (2020-2021)"، لافتاً إلى تحقيق نتائج طيبة.

وأضاف: "نحن في جامعة القدس المفتوحة استطعنا الانتقال إلى التعليم الإلكتروني في غضون أسبوع من إعلان حالة الطوارئ، لأن الجامعة تمتلك المقومات التكنولوجية والبشرية التي تؤهلها للاندماج في المستجدات التي فرضتها الجائحة".

وبين أن هذا النوع من التعليم راق لكثير من الأساتذة والطلية الذين يطالبون إدارة الجامعة بالإبقاء عليه حتى لو انتهت جائحة كورونا.

وأكد أن عقد هذه الندوة تمثل فرصة لاكتشاف الأبحاث التي تربط بين المشاكل التي فرضتها جائحة كورونا على المجتمع وكيفية معالجتها.  

بدوره، تحدث د. نايف جراد، مدير المعهد الفلسطيني لأبحاث الأمن القومي، عن أزمة كورونا التي طالت الصحة العامة والأمن الصحي والأمن المجتمعي والقطاعات المختلفة، مشيراً إلى أن المعهد الفلسطيني لأبحاث الأمن القومي تعامل منذ بداية انتشار فيروس كورونا بالبحث والدراسة لمعرفة كيفية الاستفادة الفلسطينية من هذه الأزمة.

وأشار إلى أن هذه الأزمة كان لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مبيناً أن المستوى السياسي استجاب سريعاً للتحديات بإعلان حالة الطوارئ، ما أدى إلى الحد من انتشار الوباء في المجتمع الفلسطيني، وكذلك تطبيق تعليمات ولوائح منظمة الصحة العالمية.

وأكد د. جراد أن ازدياد انتشار الفيروس ووتيرة تطوره السريعة حالت دون تمكين الفلسطينيين من ضبط الحالة لعدة أسباب، أبرزها تحكم الاحتلال بمفاصل الحياة الفلسطينية، وبسبب العمالة الفلسطينية في إسرائيل والتواصل المباشر والدائم مع أراضي عام 48 التي تفشى فيها المرض.

وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية اتخذت جملة قرارات، رغم إمكاناتها المحدودة، للإسهام في الحد من انتشار الفيروس، لكن هذه القرارات ليست فعالة، والمسؤولية لا تقع على كاهل النظام السياسي وحده، بل إن المواطن يتحمل جزءاً كبيراً منها، فكثير من الفئات الاجتماعية استهترت بالوباء وتسببت بانتشاره".

ولفت إلى أن جامعة القدس المفتوحة تتصدر مجموعة من الأوراق العلمية لطلبة الماجستير التي تتناول أزمة كورونا في السياق الفلسطيني بأسلوب رصين، معرباً عن أمله بأن تسهم هذه الأوراق في الخروج بنتائج تساعد المؤسسات المجتمعية والأكاديمية للخروج من الأزمة الحالية ومساعدة صناع القرار على استقراء توجهاتهم المستقبلية.

وقال إن جامعة القدس المفتوحة أثبتت ريادتها خلال هذه الأزمة، فكانت سباقة في تطوير أساليب التواصل مع الطلبة، مشيراً إلى أنها جامعة فعالة وتستطيع أن تقدم الكثير من أجل ترشيد السياسات الفلسطينية.

وأكد أ. د. ذياب جرار، عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، أن الندوة تسعى لتحقيق أربعة أهداف:

-إقحام طلبة الدراسات العليا في دراسة الظواهر المختلفة بمنهج علمي سليم قد يفضي إلى سياسات وأدوات تدخل لمعالجة المشكلات.

-معرفة قدرة الحكومة والمؤسسات المختلفة على التنبؤ بوقوع الجائحة قبل حصولها، وفق تحليل استراتيجي دولي لاستقراء التداعيات على البلد.

-معرفة إن كانت الاستراتيجيات والأدوات التي تتبعها الحكومات المحلية ملائمة للواقع وتساهم في التقليل من تداعيات الأزمة.

-التعرف على إجراءات الحكومة الفلسطينية والقطاعات المختلفة لبلورة توجهات استراتيجية مستقبلية للاستفادة من تجربة كورونا في كيفية التعامل مع أزمات مستقبلية مثيلة.

ولفت أ. د. جرار إلى أن جامعة القدس المفتوحة كانت رشيقة جداً في التعامل مع جائحة كورونا، وهذا ناتج عن كونها تمتلك بنية تحتية مميزة وكوادر بشرية مدربة ومؤهلة في مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومركز التعليم المفتوح، بالإضافة إلى كادر أكاديمي مدرب، ما ساهم في تجسيد تجربة نجاح الجامعة في التعليم الإلكتروني.

بدوره، أوضح أ. د. حسني عوض عميد الدراسات العليا والبحث العلمي، أن عقد هذه الندوة         

"تجسيد لاتفاقية تعاون بين جامعة القدس المفتوحة ومعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، ويأتي ضمن رسالة الجامعة واستراتيجيتها في مجال تشجيع البحث العلمي ومواكبة التطورات المحلية والإقليمية والعالمية".

وأضاف: "تسعى عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي إلى تطوير قدرات طلبة المساقات الدراسات العليا كي يواكبوا المشاكل التي يواجهها مجتمعهم، ويحاولوا البحث فيها وإلقاء الضوء للمساهمة في إيجاد الحلول".

بدوره، تحدث د. حسين رداد عن ضرورة استفادة المؤسسات الأكاديمية المختلفة من تجربة "القدس المفتوحة" في التعليم الإلكتروني كي تكون مستعدة لأزمات مستقبلية.

وأدار الندوة د. شاهر عبيد، الذي ترحم على ضحايا كورونا وتمنى الشفاء للمصابين.

ولفت إلى ضرورة تحقيق التكاملية بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لتحقيق التنمية في مختلف الميادين.

وأشار إلى أن جائحة كورنا فرضت تحديات على القطاعات المختلفة، ومنها العملية التعليمية التي واجهات تحديات لم تواجهها حتى في الحروب، وكات التعليم الإلكتروني هو الحل الأمثل لتسيير العملية التعليمية.

وعرضت في الندوة مجموعة من الأوراق البحثية، بينها ورقة للدكتور رمزي عودة مدير وحدة الأبحاث في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، بعنوان "جائحة كورونا في السياق الفلسطيني وآليات التصدي لها"، أشار فيها إلى أن إدارة جائحة كورنا في فلسطين مرت بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: مرحلة الإغلاق والحظر الشامل على كامل مناطق السلطة الوطنية، واتسمت بانقطاع سبل التعليم وشلل الحياة الاقتصادية وتراجع الدخل القومي.

المرحلة الثانية: مرحلة الإغلاق المحدود للمناطق المصابة وتتبع دائرة الوباء، واتسمت باستئناف الحياة الاقتصادية مؤقتاً.

 المرحلة الثالثة: مرحلة التعايش مع الوباء، وهو توجه ذهبت إليه معظم الدول حالياً، باستئناف الحياة الاقتصادية، ولكن ضمن إجراءات الرقابة والوقاية وسياسة التباعد الاجتماعي، وربما هي المرحلة التي ساهمت في زيادة وباء كورنا.

وأكد د. عودة وجود عدة إشكاليات واجهت الحكومة الفلسطينية، منها أن جائحة كورونا تزامنت مع أزمة اقتصادية خانقة، ما حد من إمكانيات الحكومة للتدخل خصوصاً على صعيد تعويض أصحاب المصانع والعمال المتضررين، والعجز في الناتج القومي، وكذلك الأزمة السياسية مع الاحتلال، ما أثر سلباً على عجلة الاقتصاد وتسبب في خروج آلاف الشركات الصغيرة من السوق.

ولفت د. عودة إلى أن الثقافة المجتمعية السائدة كانت من ضمن الإشكاليات التي تسببت بانتشار الوباء، سواء من خلال التقليل من المخاطر أو إقامة الأعراس التي فاقت من تفشي الوباء، متطرقاً إلى

نقص الخبرات سواء الطبية أو الأمنية في كيفية التعامل مع أزمات كهذه.

وقدم سائد ارزيقات (طالب ماجستير) ورقة علمية بعنوان "المسيرة التعليمية وأزمة كورونا"، أشار فيها إلى افتقار وزارة التربية والتعليم إلى الآليات المناسبة لمعالجة الأزمة والتعامل معها.

كما استعرضت نداء إسماعيل البدر (طالبة ماجستير) ورقة علمية بعنوان "واقع إدارة الأزمات في التربية والتعليم بالتطبيق على أزمة كورونا".

وقدمت سهاد شحادة (طالبة ماجستير) ورقة بعنوان "مدى نجاح الحكومة الفلسطينية في إدارة أزمة كورونا". واستعرضت تمارا حداد (طالبة ماجستير) ورقة بعنوان "نجاح الحكومة الفلسطينية في إدارة أزمة كورونا".

كما قدم أحمد زيود (طالب ماجستير) ورقة بعنوان "واقع إدارة أزمة كورونا في السياق الفلسطيني".

بدوره، استعرض د. صلاح صبري ورقة بحثية بعنوان "تحليل علاقة الوحدات المحلية والحكومة المركزية في ظل جائحة كورونا في فلسطين".