"القدس المفتوحة" و"ياسمين الخيرية" تعقدان مؤتمراً تربوياً محكماً حول "التربية الخاصة نحو نظام خدماتي متميز"


نشر بتاريخ: 30-09-2020

عبر تقنية الصف الافتراضي لجامعة القدس المفتوحة، أوصى المشاركون في مؤتمر "التربية الخاصة نحو نظام خدماتي مميز"، الذي عقد إلكترونياً عبر تقنية الصف الافتراض يوم الأربعاء الموافق ‏30‏/09‏/2020م، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، بإعادة النظر في أسس ومعايير تصميم المناهج الفلسطينية، بحيث تراعي تمثيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالطرق المناسبة، والتفاعل معها بصورة تتجاوز النمطية.

وأكد المشاركون في المؤتمر الذي عقدته كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة وجمعية ياسمين الخيرية لرعاية وتأهيل الاشخاص ذوي الإعاقة، على أهمية توسع وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التربية الخاصة في تطبيق البرامج التدريبية المستندة إلى السلوك التطبيقي لتطوير المهارات الاجتماعية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة.

وطالب المشاركون في البيان الختامي الذي قرأته أ. وفاء الشيخ مديرة جمعية ياسمين الخيرية، بتعزيز قدرة المعلمين على إنتاج تقنيات تعليمية وتوفيرها، وتدريبهم على توظيفها في تعليم الطلبة في غرف المصادر في المدارس. كما دعوا إلى إعادة النظر في أسس ومعايير تصميم المناهج الفلسطينية بحيث تراعي تمثيل الإعاقات بالطرق المناسبة، والتفاعل معها بصورة ملائمة تتجاوز النمطية.

وشدد المشاركون على أهمية العمل بقانون الأشخاص ذوي الإعاقة المعدل، وبالتوسع في تطبيق سياسة التعليم الجامع في المدارس والجامعات في فلسطين، وتكييف النظام التعليمي لتبني الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما دعا المشاركون إلى زيادة الاهتمام لدى مؤسسات التربية الخاصة في استخدام استراتيجية نمذجة الفيديو في التدخل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتأكيد على مختصي ومعلمي التربية الخاصة والمعلمين لحل المشكلات  النفسية والسلوكية والاجتماعية لدى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكان أ. د. سمير النجدي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، افتتح المؤتمر، ناقلاً تحيات رئيس الجامعة أ.د. يونس عمرو للحضور، واعتذاره عن عدم المشاركة لانشغالاته، مؤكداً على دعم الجامعة ومتابعتها للجهود التي بذلت في إنجاح فعاليات المؤتمر.

كما شكر أ. د. النجدي الأكاديميين والتربويين وصناع القرار والباحثين الأجلاء الذين تقدموا بأبحاثهم وعصارة فكرهم في أوراق ستعرض في المؤتمر.

وأكد أن "قضية الإعاقة تحظى باهتمام كبير في دول العالم لأن نظرتهم للإعاقة والمعاقين تعكس حضارتهم وتقدمهم، ويأتي مؤتمر اليوم تتويجاً للتعاون مع جمعية ياسمين، لإتاحة الفرصة أمام الخبراء والتربويين والباحثين في مجال التربية الخاصة وعلم النفس والطفولة المبكرة، لتبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بالتربية الخاصة".

من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة في جمعية ياسمين الخيرية لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة أ. عمر محمد أمين: "يأتي المؤتمر وعقده فيما بيننا، جامعة وجمعية، تتويجاً لشراكة امتدت لأكثر من عشر سنوات عبر العديد من البرامج التي تشهد لكوادر الجامعة. كما يأتي في ظل حاجة ماسة لتطوير نظام خدماتي متميز ومأسسته؛ فمجتمعنا ما زال بحاجة إلى العديد من المؤسسات نظراً لندرة المؤسسات، كما أن المؤسسات بحاجة أيضاً إلى تأهيل كوادر قادرة على تحمل المسؤولية وروافد مادية حتى تستطيع تقديم خدماتها على أكمل وجه".

وتقدم أ. عمر أمين بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر ولجميع المشاركين بأوراق العمل، مذكراً أن جمعية ياسمين الخيرية لرعاية وتأهيل ذوي الاعاقة تأسست قبل 16 عاماً على يد أولياء أمور أطفال ذوي إعاقة ذهنية والتوحد، وذلك بإمكانات مادية وخبرات بسيطة، كما وأكد أ. أمين على أهمية استمرار الشراكة مع الجامعات الفلسطينية؛ لتدريب كوادر في مجال التربية الخاصة، وتشجيع قطاع العمل في المؤسسات والجمعيات التي تعمل مع ذوي الإعاقة.

من جانبه، قال أ. د. مجدي زامل رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، إن "التربية الخاصة تحظى في عالمنا المعاصر باهتمام غير مسبوق، فهي تُسهم بوصفها مهنةً، تُعنى بتطوير الكفاءات الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية للأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعملُ على تحقيق المبادئ المتصلة بالتعليم الجامع الذي يؤمن بالتعليم للجميع".

وأضاف أنه "بتوجيهات من رئيس الجامعة، أ.د. يونس عمرو، جاء مؤتمرُنا هذا يناقشُ ثلاثةَ محاورَ رئيسةٍ أولُها خدمات مؤسسات التربية الخاصة وفق معايير الجودة، وثانيها البيئة التعليمية ودورها في التربية الخاصة، وثالثها كوادر التربية الخاصة ومعايير الجودة. وذلك للخروج بتوصياتٍ فاعلة تُسهم بصورة إيجابية في رسم السياسات وتوفير المقومات اللازمة لهذه الفئة"

وتابع قائلاً: "شُكلتْ اللجانُ الخاصةُ بالمؤتمر من الأكاديميين المتخصصين بالتربية الخاصة، وعلمِ النفس، والتربويين، وأصحابِ الخبرةِ، ووَصلَنا سبعة وعشرونَ بحثاً، حُكّمتْ وفق معاييرِ علمية من أعضاءِ اللجنة العلمية، وجرى إقرارُ خمسة عشرَ بحثاً منها للمؤتمر". 

وجرى المؤتمر بحضور عضوين من أعضاء هيئة التدريس في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان.

إلى ذلك، قال المهندس حسين يونس مدير مركز التعليم المفتوح بـ"القدس المفتوحة"، إن مركزه قدم دعماً فنياً وكل ما يلزم من أجل إنجاح أعمال المؤتمر الذي عقد عبر خدمة الصف الافتراضي التي تنفرد بتقديمها الجامعة على مستوى الوطن، وذلك بتوجيهات من د. م. إسلام عمرو مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، وتم بث المؤتمر مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بفضائية القدس التعليمية.

 

جلسات المؤتمر:

 تخلل المؤتمر ثلاث جلسات الأولى عقدت تحت عنوان "خدمات مؤسسات التربية الخاصة وفق معايير الجودة"، وتولى رئاسة الجلسة د. نبيل المغربي، قدم خلالها أ. محمود حوامدة من جامعة القدس المفتوحة وأ. إدريس أدومو من جامعة نيقوسيا، ورقة بعنوان: " Human Computer Interaction (HCI) Interventions for People with Disabilities"، كما قدمت أ. دعاء حمدان من المعهد الفلسطيني للطفولة بجامعة النجاح ورقة حول "نمذجة الفيديو: تدخل للتوحد"، وقدم د. تامر سهيل ود. محمود عبيد من جامعة القدس المفتوحة ورقة حول "فاعلية برنامج تدريبي مستند إلى أسلوب تدريب المحاولات المنفصلة في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ضمن الفئة العمرية (6-12) سنة"، وقدمت د. يمان صليّح ود. سلام البسطامي من جامعة النجاح الوطنية ورقة حول "تدريس الرياضيات لطلبة متلازمة داون". وفي ختام الجلسة، قدمت د. شادية مخلوف من جامعة القدس المفتوحة ورقة حول "طرق تعديل السلوك العدواني لدى أطفال الإعاقة السمعية من وجهة نظر الأخصائيين".

 

وفي الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان: "البيئة التعليمية ودورها في التربية الخاصة"، وترأسها د. محمود عبيد، عرضت مجموعة من الأوراق أولاها حول "دور توظيف التقنيات التعليمية في غرف المصادر في مديرية التربية والتعليم بجنوب نابلس من وجهة نظر معلمي غرف المصادر" للباحثة أ. فتحية ياسين من التربية والتعليم بجنوب نابلس. ثم قدم الباحث أ. فراس توفيق أسمر، من كلية الأمة بالقدس، ورقة بعنوان "ذوو الإعاقة في منهاج اللغة العربية الفلسطيني الجديد في المرحلة الأساسية الدنيا (الصف الأول إلى الصف الرابع) للعام الدراسي 2019/2020". وقدم أ. أحمد خالد أبو يوسف وأ. حنان جميل قباجه من مديرية التربية والتعليم بشمال الخليل، ورقة حول "دور معلمات غرف المصادر في مساعدة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في اكتساب المهارات". وقدم الباحثون: د. أمير فايد حرارة، ود. محيي الدين حرارة، ود. نافز سليمان مسالمة، من جامعة القدس المفتوحة بغزة، ورقة "دور مدرسة مصطفى صادق الرافعي الثانوية للصم للبنين في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة". كما قدم الباحثون: د. منور عدنان نجم، وأ. صبا الضابوس، وأ. نور الناجي، وأ. هدى النمنم، وأ. هبة صافي، من الجامعة الإسلامية بغزة، ورقة حول "متطلبات التعليم الجامع في المرحلة الأساسية في محافظات فلسطين الجنوبية".    

وفي الجلسة الثالثة التي عقدت تحت عنوان "كوادر التربية الخاصة ومعايير الجودة"، التي ترأستها أ. نانسي حيدر، قدم أ. د. يحيى ندى من جامعة القدس المفتوحة بنابلس "دراسة مسحية من وجهة نظر الأخصائيين حول مستوى التعاون بين أولياء الأمور وأخصائي التربية الخاصة في شمال الضفة الغربية وأثره في الأطفال ذوي الإعاقة العقلية". كما قدمت أ. وفاء الشخشير من مديرية التربية والتعليم بنابلس تصوراً مقترحاً لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التربية الخاصة في شمال الضفة الغربية في فلسطين. وعن واقع ممارسة مراكز التربية الخاصة لدورها في إرشاد وتوجيه أسر التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، فقد تحدث أ. إسماعيل الأفندي من جامعة القدس المفتوحة بالقدس. ثم تحدث د. ناصر جاسر الأغا ود. محمود عساف من جامعة القدس المفتوحة بخان يونس، عن "دور القيادة الخادمة في تعزيز رأس المال النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعات الفلسطينية"، وأخيراً تحدث د. أحمد عبد المعطي سعد من جامعة القدس المفتوحة بشمال غزة عن "السمات الشخصية المميزة للطلاب الضعاف دراسياً الدارسين في المرحلة الأساسية الدنيا من وجهة نظر المعلمين".