رام الله والبيرة: ورشة تثقيفية حول الابتزاز الإلكتروني


نشر بتاريخ: 13-11-2019

نظمت كلية التنمية الاجتماعية والأسرية في فرع جامعة القدس المفتوحة في رام الله والبيرة، ندوة تثقيفية متلفزة تحت عنوان "جريمة الابتزاز الإلكتروني: تعريفها القانوني وأشكالها وضحاياها وطرق الوقاية منها"، وذلك بمشاركة مدير الفرع د. حسين حمايل، والعميد علاء شلبي مدير شرطة محافظة رام الله والبيرة، والعقيد سامر الهندي مدير دائرة الجرائم الإلكترونية في المباحث العامة، والشيخ ماجد صقر مدير عام إعداد الدعاة في وزراة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، كما حضر الندوة بعض أعضاء هيئة التدريس في الكلية رؤوساء الأقسام الإدارية في الفرع والعشرات من طلبة التخصص، وبعض ممثلي الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية.
وانطلقت فعاليات الندوة بكلمة افتتاحية وتعريفية قدمتها منظمة الندوة د. انشراح نبهان عضو هيئة التدريس في كلية التنمية الاجتماعية والأسرية، حيث قدمت خلالها شرحاً مقتضباً عن موضوع الندوة وأهمية المداخلات المهنية التي سيتم التطرق لها في المحاور.
في افتتاح الندوة، تلا الطالب هاشم جبر آيات من القرآن الكريم، أما في الكلمة الترحيبية فنقل د. حمايل مدير الفرع تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو للحضور والمشاركين، مؤكداً أهمية محتوى الندوة وضرورة البناء عليه معرفياً عبر نقل تجربة الطلبة المشاركين إلى مجالات أوسع، ودعا الطلبة إلى تنفيذ مبادرة تطوعية من تنفيذهم عبر عقد ورشات تثقيفية في مدارس المحافظة بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم.
وأشار د. حمايل إلى الخطورة المحدقة التي يتعرض لها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بسبب جهلهم وعدم اكتراثهم بالتحصينات التكنولوجية من جهة، والنفسية من جهة أخرى. واختتم د. حمايل كلمته بدعوة الحضور للاستفادة الكاملة من المداخلات العلمية والفنية التي سيقدمها أصحاب الاختصاص. ووجه الشكر لفضائية الجامعة وتلفزيون" فلسطين مباشر" على تغطيتهما لفعاليات الندوة.
وفي كلمته، تحدث العميد علاء شلبي عن دور جهاز الشرطة الفلسطينية في التوعية بمفهوم الجريمة الإلكترونية ونشر هذه المعرفة بشكل دائم، مشيراً إلى أن حالات الشكاوى التي تصل جهاز الشرطة تتنامى عاماً بعد عام.
وأشار العميد شلبي إلى أن 90 حالة حتى ساعة انعقاد الندوة قد تم تحويلها إلى النيابة العامة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الحالات التي لا يتم تحويلها، وخاصة في الحالات التي تتعلق بالإناث والأطفال، خوفاً من إحداث مشكلات اجتماعية أكبر داخل الأسر التي يتعرض أحد أفرادها إلى جريمة إلكترونية.
وجاءت مداخلة العقيد سامر الهندي بالحديث عن مجموعة محاورة هامة في موضوع الجرائم الإلكترونية، موضحاً حالة التطور التي أوجدها قانون الجريمة الإلكترونية الذي أقر في العام 2017 وما تلاه من تعديل في العام 2018، وقدم تعريفاً للجريمة الإلكترونية في ضوء تضمينها القانون. وتناول الهندي في المحور الثاني موضوع البنية التكنولوجية الفلسطينية ومدى تدخل الاحتلال الإسرائيلي في فرض تضييقات وتدخلات مستمرة. وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكنت وزارة الاتصالات من تأسيس فريق فلسطين لمكافحة الطوارئ والاستجابة للتهديدات على الإنترنت، ولكن بسبب تدخلات الاحتلال وعبر مئات الأبراج الاحتلالية المزودة للإنترنت، المنتشرة في فلسطين، تبقى عملية التحصين والحماية غير مضمونة بالمطلق.
وتحدث الهندي عن بعض مشاكل القصور التي يشكلها القانون الدولي والعجز عن ملاحقة الشبكات المنظمة الإجرامية التي تمارس الابتزاز الإلكتروني، التي يقع ضحيتها العشرات من المستخدمين، مشيراً إلى أن ملاحقة هذه العصابات والشبكات يتطلب استصدار مذكرات قضائية عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) ولكن العملية الواحدة قد تستمر لشهور طويلة، كما أن النتائج في هذه الحالات لا تكون في الغالب مضمونة. واستكمل الهندي حديثه مشيراً إلى أن بعض مرضى النفوس استغلوا حالة الانقسام السياسي في فلسطين لتشكيل مجموعة تعتاش على سرقة الحسابات الشخصية للمستخدمين على شبكة "فيسبوك" وغيرها من الشبكات، وجمع أرصدة اتصال هاتفي من خلال رسائل لأصدقاء الضحايا، وأحياناً ابتزازهم بالصور والمحتوى الشخصي المحفوظ عبر حسابات المستخدمين. 
وأشار الهندي إلى عدد من النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر أكثر استهدافاً، وهي: "فيسبوك" و"انستغرام"، مشيراً إلى ضرورة التأمين التكنولوجي للتطبيقات والحسابات الشخصية للمستخدمين من خلال ربط التطبيقات بعدد من الخطوات التأكيدية والأمنية التي توفرها هذه التطبيقات، كما نوه إلى ضرورة الانتباه إلى موضوع تحديث الكلمات السرية بشكل دائم. وقال الهندي إن حالات الجريمة الإلكترونية تسجل زيادة مطردة بنسبة 100%  في كل عام عن العام الذي سبقه. 
وتحدث الشيخ ماجد صقر عن الجانب التوعوي والاجتماعي، متناولاً موضوعي الابتزاز الإلكتروني والتنمر الإلكتروني، موضحاً أن هناك تركيزاً من خلال الخطباء في أيام الجمع للحديث بعمق عن هذا الموضوع، مركزاً على دور الاحتلال في الابتزاز الإلكتروني وكيفية إمكانية تحويل المخطئ والمتعرض للابتزاز إلى متعاون مع الاحتلال.
وأشار صقر إلى أن الدين الإسلامي تعامل بإيجابية مطلقة مع كافة التطورات التكنولوجية، حيث بإمكاننا أن ننشر الوعي لملايين الناس عبر هذه التكنولوجيا، ولكن إضافة إلى إيجابيات الإنترنت فإن السلبيات قد طفت إلى السطح بشكل ملحوظ وواضح.
وأكد صقر بأن أولى خطوات التحصن من الوقوع ضحية لجريمة الإلكترونية هي التحصين الأسري والترابط الأسري، وخاصة دور الأمهات في بناء ونسج علاقات مع الأبناء تعتمد على الثقة والحماية، وتشكيل حاضنة حامية للأبناء، مشيراً إلى مفهوم الطلاق العاطفي، حيث تعيش خلاله الأسر في بيت واحد، ولكن الحالة الحقيقية تكون قائمة على البغض وعدم المودة، مشيراً إلى أن حالة الطلاق العاطفي هذه هي من أكبر الدوافع لملء هذا الفراغ العاطفي خارج إطار الأسرة والمنزل.
وأكد صقر ضرورة فتح الحوار وتفهم الآخر وضرورة الاستماع والإصغاء وفهم المشكلات المشتركة، بدلاً من نفي الآخر والتنمر عليه.
وفتح بناء النقاش بعد انتهاء المداخلات الرئيسية، وتناولت معظم الاستفسارات النصائح لتأمين الحسابات الشخصية وإمكانية ربط الحسابات عبر رقم الهاتف المحمول، وكذلك موضوع السرية المتعلقة بالضحايا. وقد أوضح العقيد سامر الهندي أن وحدات مكافحة الجرائم الإلكترونية منتشرة في المحافظات الفلسطينية كافة، وأن هناك درجات عالية ومنيعة جداً من سرية البيانات والقضايا الشخصية للمشتكين لا يمكن لأحد الاطلاع عليها.
وفي ختام الندوة، شكرت د. انشراح نبهان الحضور والمشاركين على تواجدهم وتلبيتهم الدعوة، مقدمة عدداً من التوصيات، من أهمها التعامل بحذر مع الغرباء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ثم التواصل مع جهات الاختصاص حال التعرض لأي مشكلة حتى تقوم من جانبها بدعم ومساندة الضحايا وحل مشكلاتهم.