جامعة القدس المفتوحة والجامعة الأردنية تنظمان ندوة حول إتفاقيات التجارة الحرة والتدفقات التجارية الإقليمية


نشر بتاريخ: 20-04-2019

    في إطار إتفاقيات التعاون المشترك بين جامعة القدس المفتوحة والجامعة الأردنية وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس الجامعة، تم مؤخرا عقد ندوة علمية دولية بالشراكة بين عمادة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة ومكتب كرسي منظمة التجارة العالمية (WTO) وعمادة كلية الأعمال في الجامعة الأردنية، وذلك في رحاب كلية الأعمال في الجامعة الأردنية حول إتفاقيات التجارة الحرة والتدفقات التجارية الإقليمية، وتم تنظيم هذه الندوة الدولية بالتعاون مع غرفة صناعة الاردن، وحضر الندوة نواب رئيس الجامعة الأردنية  وعدد من الخبراء الاقتصاديين والأكاديميين والطلبة. 

وتحدث في بداية الندوة رئيس كرسي منظمة التجارة العالمية في الجامعة الاستاذ الدكتور طالب عوض وراد، وفي كلمته الترحيبية فقد شكر الجامعة الأردنية وجامعة القدس المفتوحة وغرفة صناعة الأردن للمشاركة الفاعلة في دعم ونجاح أعمال هذه الندوة، وأشار الى أن هذه الندوة تتناول القضايا الاقتصادية المتعلقة بأهمية التجارة العربية البينية وما تواجهها من تحديات وصعوبات، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية الحالية، وأوضح أهداف وانجازات كرسي منظمة التجارة العالمية في الجامعة. كما شكر الدكتور وراد منظمة التجارة العالمية على دعمها المتواصل لبرنامج الصندوق. 
وأعرب الدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الادارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة، في كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية،عن أهمية عقد هذه الأنشطة الأكاديمية ودعم النشاطات والأعمال والمؤتمرات الأكاديمية التي تركز على حل المشكلات التي تواجه المؤسسات لا سيما المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والإدارية، وطرح الحلول اللازمة لها، مشدداً على أهمية الخروج بالتوصيات إلى صناع القرار في الوطن العربي لتحسين الواقع الأقتصادي والاداري.  وشكر الدكتور ابوفارة في كلمته رئاسة جامعة القدس المفتوحة ورئاسة الجامعة الاردنية على اهتمامهما الكبير بتنظيم الانشطة المشتركة التي تخدم المؤسسات والاقصاديات والمجتمعات العربية، وتتناول موضوعات حديثة وجديدة تعالج قضايا ومشكلات ادارية واقتصادية ومالية متعددة، وهذه الأنشطة تستقطب الخبراء والباحثين من دول متعددة ويتم فيها تقديم الحلول والمقترحات الفاعلة والبناءة، ويتم وضعها أمام الجهات المسؤولة للاستفادة منها في عمليات التطوير والمعالجة والتدخل.
وأكد الدكتور أبوفارة أن هذه الندوة تأتي لتتناول مشكلة جديدة تظهر آثارها ومعالمها واضحة في مختلف البلاد العربية، وهي مشكلة الانخفاض الحاد في التجارة   البينية بين هذه البلاد رغم كل الجهود التي تبذل من أجل تعزيزها وتحسينها ورفع مستواها، وأشار الى أن التجارة البينية بين البلد العربية تعاني من تحديات كبيرة ومعوقات جوهرية تجعلها في حدودها الدنيا، مع الاشارة الى أن الظروف السياسية والأمنية التي مرت بها بعض الدول العربية خلال السنوات العشر الماضية قد أدت الى تفاقم مشكلة انخفاض مستوى التجارة البينية بين الدول العربية الشقيقة. وأشار الدكتور أبوفارة الى ضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي لدى المؤسسات العربية ولدى المستهلك العربي ضمن المداخل المتنوعة التي ستساعد في تعزيز التجارة البينية العربية.
من جهته تحدث الدكتور ماهر محروق مندوباً عن غرفة صناعة الأردن عن الشراكة الإستراتيجية وحرصها على المشاركة بجميع الفعاليات التي تعقدها المؤسسات الأكاديمية للتواصل مع المجتمع الأكاديمي الذي يعدّ محور وأساس أي عملية ابتكار وتطوير، متطرقاً إلى انجازات القطاع الصناعي لاسيما مساهمته الفاعلة بزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل وتوقيع الاتفاقيات المختلفة مع الجهات الخارجية التي ادت إلى المساهمه في تدفق الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب دورها في فتح المجال أمام الصادرات الأردنية.
وقال عميد كلية الأعمال الاستاذ الدكتور فايز حداد أن الندوة تأتي ضمن نشاطات وفعاليات الكلية الهادفة إلى دعم جهود البحث العلمي وتطوير وتفعيل التعاون العلمي والأكاديمي بين الجامعة والجهات العربية والمحلية عن طريق المؤتمرات والندوات وورشات العمل بما يعمم بالفائدة على أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة وصانعي السياسات، لافتاً إلى أهمية العلاقات البينية بين المؤسسات الأكاديمية والرسمية التي يجب أن تكون في تواصل مستمر حول طرق تحسين واقع التجارة في الوطن العربي والأردن. 
ويشار إلى أن الندوة تعّد ملتقى أكاديمياً يعبر عن الشراكة الاستراتيجية ما بين الجامعة ومختلف المؤسسات التعليمية العامة والخاصة في الأردن. وتم عرض ما مجموعه 12 ورقة علمية متخصصة في محاور الندوة من قبل باحثين من الاردن والعراق وسوريا وفلسطين. 
وتم في هذه الندوة عرض مجموعة من أوراق العمل التي تتعلق باتفاقيات التجارة الحرة وتأثيرها على القطاعات الاقتصادية المختلفة بما فيها الزراعية والصناعية والتجارية في الأردن إلى جانب تقييم تدفق التجارة البينية الإقليمية والتعاون التجاري بين الدول العربية، إضافة إلى أثر الاتفاقيات التجارية الإقليمية على البلدان النامية، وقد شاركت فلسطين في هذه الندوة بأربع أوراق بحثية من جامعة القدس المفتوحة ومن جامعة القدس، الأولى قدمها الأستاذ جاسر خليل عضو هيئة التدريس في فرع رام والبيرة ورئيس قسم التخطيط بعنوان"آلية تأثير التجارة البينية بين فلسطين والدول العربية في تحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي"، والثانية ورقة بحثية مشتركة للدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة والدكتورة آلاء العاني من جامعة الموصل في العراق بعنوان" تحديات التجارة البينية بين الأردن والعراق"، والثالثة ورقة للدكتور ابراهيم عوض مدير معهد التنافسية والاستراتيجية في جامعة القدس، تناول في الورقة واقع الاقتصاد الأردني بالتركيز على التجارة البينية مع الدول العربية، وتناول آفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين الأردن وفلسطين. أما الورقة فهي ورقة مشتركة للدكتور يوسف أبو فارة والأستاذ وسام سمارة بعنوان"أثار التجارة البينية على الأوضاع الاقتصادية". 
وأشار المتحدثون في الندوة الى تزايد اهمية التجارة البينية العربية بالنسبة للاردن، حيث انها تحتل المرتبة الاولى وهي الوحيدة التي تحقق فائضا في الميزان التجاري الاردني، وبالتالي ضرورة  الاستمرار في تشجيع وتحفيز التجارة العربية والعمل الدؤوب على إزالة أي معوقات. 
وأكد المتحدثون على أن كلفة الطاقة والنقل تعد من المعوقات الرئيسة للتجارة الاقليمة مع الاردن، حيث انها الاعلى في الاردن مقارنة مع الدول المجاورة، وبالتالي لا بد من البحث في سبل تقليل كلفة الطاقة في الاردن واستخدام مصادر الطاقة البديلة لما لها من اثار ايجابية على الميز التنافسية للسلع الارنية. واشار المتحدثون الى ضرورة ادخال المناوبات الليلة للمصانع للاستفادة من انخفاض التعرفة الليلية. وتمت الاشارة الى انه بالرغم من نجاح اتفاقيات تحرير التجارة الاردنية في زيادة حجم التجارة الخارجية للاردن مع مختلف الاقاليم ومساهمتها الايجابية في معدلات النمو الاقتصادي الحقيقي، غير انها ساهمت منذ بداية القرن الحالي في تدهور ميزان التجارة الخارجية، مما يتطلب ضرورة دراسة الجدوى من الاتفاقيات التجارية المبرمة او التي يخطط لابرامها مستقبلاً.
وتم التأكيد على أهمية وضرورة قيام الاردن بالاستفادة من الاتفاقيات التجارية التي تعقدها اسرائيل، حيث ان تلك الاتفاقيات تتنطبق ايضا على اقتصاد السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو بهدف زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الاردن ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولضمان نجاح التجارة العربية البينية، فإنه من الضروري التركيز على المشاريع المشتركة الهادفة لتحفيز وتنمية وتدعيم البنى التحتية والهياكل الإنتاجية للأعضاء، والقادرة على التلاؤم والتكيف مع متطلبات التكامل والاندماج مع الاقتصادات الشريكة بصورة تضمن توزيع أعباء تحمل تكلفة البنية التحتية المرتبطة بالمياه والطاقة والمواصلات، الأمر الذي من شأنه أن يعزز ويرسخ التجارة الإقليمية والأنشطة الاقتصادية للدول الشريكة.
وأكد المتحدثون في الندوة على ضرورة التعاون وتركيز الجهود باتجاه مواءمة الهياكل الإنتاجية وتطويرها بما يتناسب مع الهياكل الإنتاجية للشركاء، مما يفضي الى التطوير المؤسسي ونقل التكنولوجيا ورفع كفاءة الإنتاج، وبالتالي تحقيق التنوع التجاري مما يفتح الآفاق أمام الاندماج بالسوق الإقليمي والدولي بشكل أوسع وأكثر فاعلية.