ذوو الاحتياجات الخاصة يجدون سبيلاً لتطوير خبراتهم في مركز التعليم المستمر بجامعة القدس المفتوحة


نشر بتاريخ: 15-03-2017

في دورة حول برنامج بيسان المحاسبي التي يقدمها مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع لمجموعة من المهتمين في هذا المجال، تجلس الخريجة ذات الإعاقة علا زايد (25 عامًا) إلى جانب مترجمة لغة الإشارة تستمع لما يقوله مقدم الدورة وتحاول تدوين ملاحظات تراها مفيدة لها في مستقبلها المهني.
تقول الشابة زايد التي تقطن قرية أبو قش شمال مدينة رام الله، إنها وجدت ضالتها في القدس المفتوحة، فكثير من زميلاتها حاولن التسجيل في جامعات أخرى ولم يمنحن فرصة إكمال دراستهن، ولكنها مع عدد من زملائها وزميلاتها في فرع رام الله والبيرة تخرجن رغم الصعوبات التي واجهوها في الدراسة، وذلك بفضل مترجم لغة الإشارة الذي توفره الجامعة للطلبة أثناء وجودهم على مقاعد الدراسة.
وتضيف زايد إنها، بالتعاون مع مترجمة لغة الإشارة فقد مكنتها جامعة القدس المفتوحة عبر مركز التعليم المستمر من الحصول على دورات تساعدها في تطوير تخصصها في مجال المحاسبة وإدارة الأعمال الذي نجحت في الحصول عليه من فرع رام الله والبيرة وهي ميزة تفاخر بينها وبين نظرائها في الجامعات المختلفة. وتوضح زايد أنه بدون مترجم لغة إشارة لن تتمكن من الاستفادة من الدورة بالشكل المطلوب، وهذه الميزة لا تتوفر إلا بالقدس المفتوحة.
وتسعى علا لمنافسة زملائها الذين لا يعانون من الإعاقة على مجموعة من الوظائف التي ترشحت لها حديثاً، وتقول إن الدورة التي حصلت عليها من مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع ستساعدها في الفوز بإحدى تلك الوظائف، إلى جانب سعيها لإكمال دراستها العليا في المرحلة المقبلة.
وتدعو علا زملاءها وزميلاتها من ذوي الإعاقة إلى التصميم والعمل بجد لإكمال الدراسة في الجامعات وتنصحهم بالتوجه إلى جامعة القدس المفتوحة بمختلف فروعها ومراكزها لأنها جامعة صديقة لذوي الإعاقة توفر لهم وسائل تعليم تسهم في تمكينهم من الحصول على شهادة البكالوريوس والماجستير.
وتستذكر بدايتها في جامعة القدس المفتوحة وتقول إنها واجهت صعوبات كبيرة في البداية، لكن وجود مترجم لغة الإشارة سهل عملها، وهي تنصح مؤسسات التعليم المختلفة بالاستفادة من تجربة القدس المفتوحة بدمج ذوي الإعاقة السمعية والبصرية بالطلبة العاديين، الأمر الذي يسهل تعليهم ويسهم في دمجهم بجتمعهم بشكل أفضل.
أما أسماء عاصي مترجمة لغة الإشارة بجامعة القدس المفتوحة، وتحديداً بفرع رام الله والبيرة، فتوضح إنها تقوم بمساعدة ذوي الإعاقة في المحاضرات والامتحانات والدورات،  تقول: "أترجم للطلبة ما يقول المدرسون خلال الامتحانات، فهم يحتاجون وقتًا أطول للامتحانات، والقدس المفتوحة عملت ورشات عمل لتطوير إمكانيات الطلاب الصم في مختلف المجالات تحديدًا في مجال الحاسوب".
وتتابع: "إن القدس المفتوحة هي الجامعة الأولى على مستوى الوطن التي توفر مترجم لغة إشارة للطلبة ذوي الإعاقة، ولدينا في فرع رام الله والبيرة ثمانية طلاب من ذوي الإعاقة، وأنا أعمل معهم على الدوام".
 
من جانبه، قال أ. محود الحوامدة مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع: "من أولويات عملنا الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، بخاصة الفئات المهمشة في المجتمع الفلسطيني، جاء هذا من اهتمام الجامعة بهذه الفئة وإعطائها أولوية في التعليم وفي التوظيف، ونحن في مركز التعليم المستمر بناء على هذا نهتم بهذه الفئة".
وأضاف: "نحاول توفير جميع الإمكانيات والوسائل التعليمية التي تزود ذوي الإعاقة بالمهارات اللازمة التي تساعدهم في إيجاد فرص عمل وتساعدهم في تحسين ظروف معيشتهم، سواء بالتعامل مع الناس أو المجتمع الفلسطيني عبر الاتصال والتواصل واستخدام التكنولوجيا في التواصل، ونركز على المهارات الحياتية  لهذه الفئة لأنها مهارات تساعدهم على الاندماج مع المجتمع وفي أن يكونوا في الدرجة ذاتها من المعرفة والمهارة كما هي لدى الأشخاص العاديين.