من مربية في رياض الأطفال إلى مجال التخطيط والتنمية.. "القدس المفتوحة" تحقق طموح سمية بشارات


نشر بتاريخ: 26-04-2016

"من مربية في رياض الأطفال إلى درجة ماجستير في التخطيط والتنمية"، تلك هي قصة سمية بشارات، التي تزوجت شاباً من قريتها طمون بمحافظة طوباس، لم تكن تتجاوز الخامسة عشرة سنة في ذلك الوقت، وبعد أقل من شهرين لزواجها عادت وزوجها لتعيش أغلب وقتها مع عائلتها، ولتلتقي بقريناتها اللواتي مازلن يرتدين الزي المدرسي.
   تقول بشارات: "كنت حين أشاهدهن يذهبن صباحاً إلى المدرسة أشعر بأنني تخليت عن حلم لم تكن معالمه قد اكتملت بعد، ومع ذلك فإن ولداً بكراً رزقت به كان أجمل الثمار، لم أكن حينئذ أتجاوز عامي السادس عشر، وقبل أن أكمل أعوامي العشرين كان لي أبناء ثلاث، فعظمت معاناتي وكبر معها فرحي بهم، فلا شيء يضاهي مداعبتهم واللهو معهم".
رحلة العمل والنشاط المجتمعي تبدأ رغم نقص المؤهلات
   بعد أن التحقت سمية بدورة للتجميل وبأخرى لتعلم الخياطة، كانت أولى تجاربها العملية عملها مدرسةً في إحدى رياض الأطفال، تتقاضى مبلغاً زهيداً، كونها لا تحمل شهادة الثانوية العامة. تبين بشارات أن هذا العمل حفزها لتبدأ مرحلة مهمة وفصلاً آخر نحو المستقبل، تقول: "خلال تلك الفترة بدأت أشعر بأن شيئاً ما ينقصني، فقررت أن أعوض ما فاتني من خلال نشاط مجتمعي أحقق فيه ذاتي، حينئذ سابقت الزمن لألتحق بدورات وأنشطة، فتطوعت في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وفي جمعيات خيرية ونسوية أخرى، ولكن كل ذلك لم يرو ظمئي".
     أخذت الناشطة الاجتماعية تضيق ذرعاً بعملها في روضة الأطفال، ذلك أن صاحبة الروضة تتلقى انتقادات متتالية بسبب وجود مربيةلم تكمل صفها التاسع. لم يشفع لها تفوقها وإخلاصها في كف ألسنة أولياء أمور الطلبة عن مؤهلاتها العلمية، من هنا قررت العودة إلى مقاعد الدراسة، وكان امتحان قياس مستوى الصف التاسع خطوتها الأولى، ثم تابعت مسيرتها للحصول على شهادة الثانوية العامة، تقول: "كانت أياماً صعبة، ذلك أن التحدي كبير، خاصة بعد انقطاع عن التعليم دام ثلاثة عشر عاماً. ولأنني لم أكن احتمل الفشل في تلك المرحلة بذلت جهداً مضاعفاً، وحظيت بتشجيع عائلتي وزوجي، ولم آبه لانتقاد الكثيرين ممن يحيطونني، إلى أن حققت النجاح في امتحان الثانوية العامة".
الحياة الجامعية
   التحقت بشارات بجامعة القدس المفتوحة، ونشطت خلال فترة دراستها الجامعية، وعن تلك المرحلة تقول: "إن وجود جامعة القدس المفتوحة وانتشارها كان سبباً مهماً في إكمال مسيرتي العلمية، ذلك أنها أتاحت لي فرصة التعبير عن ذاتي بانتخابي عضواً في مجلس الطلبة، وفي هذه الفترة استفدت من دورات كثيرة في مجالات مختلفة، ونشطت في لجان المرأة للعمل الاجتماعي، وفي كثير من المؤسسات الخيرية. إن مرونة نظام التعليم الذي توفره "القدس المفتوحة" كان عاملاً مهماً لخوض تجارب إضافية في مجال العمل مع مؤسسات المجتمع المحلي. وخلال فترة دراستي الجامعية التي تفوقت فيها ساهمت الجامعة في صقل شخصيتي وإكسابي مهارات ومعارف أهلتني لخوض معترك الحياة".
    بعد أن تخرجت بشارات في الجامعة، حيث قضت فيها أربع سنوات هي الأكثر روعة من بين سني عمرها، استكملت من خلالها ما فاتها وعوضته بالخبرة والعلم، وبعد أقل من عام عملت في مؤسسة (كير) الدولية، ولم يفتها إعلان "القدس المفتوحة" عن شاغر (باحث اجتماعي) حتى سارعت بتقديم طلب توظيف، واستطاعت أن تجتاز الامتحانات الخاصة بشغل الوظيفة، تقول: "حصولي على درجة البكالوريوس من جامعة القدس المفتوحة وعملي فيها فتح أمامي آفاقاً جديدة في جميع مجالات الحياة، فمن الناحية العائلية ساهم المردود المالي الذي أتقاضاه في تحسين المستوى المعيشي للأسرة، وفي تعليم أبنائي في الخارج؛ فقد درس ابني الأكبر الطب، وفي تلك الفترة استطعت أن أكمل دراسة الماجستير في "التخطيط والتنمية السياسية". أما من الناحية المجتمعية فقد خضت تجارب أكثر أهمية، وتحديداً في مجال العمل التنظيمي والسياسي؛ فانتخبت عضواً في إقليم حركة فتح بطوباس".
   وتابعت قولها: "إن إكمال دراستي للماجستير لم يكن ليتحقق لولا التسهيلات التي وفرتها الجامعة ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور يونس عمرو وإدارة فرعها بطوباس". وتقول إنها كانت تتمنى أن تكمل دراستها العليا في جامعة القدس المفتوحة لأنها الأم والحاضنة الأولى لها ولكل نساء فلسطين ممن فاتتهن فرص التعليم، وتأمل بشارات أن تتاح الفرصة أمام خريجي الجامعة لإكمال دراساتهم العليا فيها. ثم اختتمت قولها: "طموحي لن يقف، وأنا أتطلع إلى الدكتوراه).