هل هناك ألعاب للفقراء وأخرى للأغنياء في فلسطين؟


نشر بتاريخ: 26-04-2016

تعد الألعاب الرياضية جزءاً أصيلاً من حياة سكان المعمورة، فلا عجب أن يقدر محبو إحدى المباريات بمئات الملايين، كتلك التي تجمع فريقي "ريال مدريد" و"برشلونة" الإسبانيين، المعروفة بـ (الكلاسيكو). ويلعب الإعلام الرياضي دوراً بارزاً في تحفيز مستهلكي الرياضة على الانخراط أكثر فأكثر في هذا العالم.
وبعيداً عن هذه الصورة العامة يتساءل كثيرون: هل تنحصر متابعة الألعاب الرياضية وممارستها في طبقة دون أخرى؟ وإن كان الأمر صحيحاً كيف يبنى هذا؟
  يعزو البعض أسباب الميل إلى لعبة دون أخرى إلى الماكينة الإعلامية التي تنتج المواد الترويجية لكل لعبة، أما البعض الآخر فيعزوها إلى أبعاد لها علاقة بالنشأة التاريخية للألعاب نفسها، فثمة فرق كبير بين لعبة برز معظم نجومها بعد فترات طويلة أمضوها في أزقة الشوارع والحارات الشعبية المظلمة، ولعبة أخرى تحتاج إلى أرض معشبة أو إلى قاعات مجهزة على وجه خاص.
   الأوضاع في فلسطين ليست بأفضل حال من غيرها، فالاحتلال الجاثم على الأرض يغير من السمات العامة للأنشطة الاجتماعية والرياضية والسياسية والدينية وغيرها، ومثال ذلك استبعاد فكرة ممارسة بعض الألعاب كـ"الإسكواش" و"الجولف" لغياب البيئة الملائمة لممارستها. وعلى الرغم من التعقيدات التي تطفو على السطح إثر الحوارات التي تجري بهذا الخصوص، فإن فلسطين ليست بمعزل عن السياق العالمي القاضي بوجود "نخبوية" حتى في الألعاب الرياضية.
في هذا السياق، يؤكد رئيس تحرير الصفحة الرياضية في وكالة "معا" الإخبارية أ. عمر الجعفري، وجود نخبوية رياضية في بلادنا رغم قلتها وانحسارها في فئات وأماكن جغرافية محددة، ضارباً مثلاً أن بعض الجامعات توفر ملاعب للعبة كرة المضرب (التنس الأرضي) وخلال حضوره لإحدى المسابقات المحلية المنظمة لهذه اللعبة اقتصرت المشاركة فيها على بعض أبناء الطبقة المرموقة، إضافة إلى بعض العاملين في السفارات والممثليات الأجنبية.
وأكد الجعفري وجود بعض صالات (البولينغ) في بعض المدن الفلسطينية، مشيراً إلى أن معظم مرتاديها من الطبقة الاجتماعية ذاتها. وخلال السنوات القليلة الماضية برزت إعلامياً رياضات مثل رياضة "الدفع الرباعي" التي تحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة، ثم استطرد حديثه عن رياضة الخيول بشقيها الرياضي والجمالي، حيث تنظم من حين إلى آخر مسابقات لجمال الخيول، يقول: "البعض يهتم بالخيول ويعتني بها ويرعاها بهدف المنافسة رغم المبالغ الطائلة التي تُدفع مقابل ذلك، وهذه محصورة أيضاً في فئات اجتماعية محددة، إذ يزيد ثمن بعض سلالات الخيل عن (40) ألف دولار أمريكي.
في ختام المقابلة، أكد الجعفري أن معظم هذه الرياضات لم تنتشر انتشاراً كبيراً في فلسطين لأسباب لها صلة بالترويج الإعلامي من جانب، وبالاحتلال الإسرائيلي الذي يتدخل في تفاصيل حياة الفلسطيني من جوانب أخرى. 
ثم تمنى محمود السقا، مدير وحدة الإعلام في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، لو وجدت مثل هذه الأنواع من الرياضات النخبوية في فلسطين وأصبحت متاحة أمام الجميع. ونراه يختلف مع الجعفري بقوله: "حقاً لا وجود لرياضات طبقية أو نخبوية في مجتمعنا"، وعزا ذلك إلى طبيعة التوجهات الإعلامية الرياضية التي تسهم كثيراً في تشكيل الثقافة الرياضية، منوهاً بكون بعض هذه الرياضات تمارس لأغراض ترفيهية ليس إلا.
ودلل السقا على دور الإعلام في تشكيل الثقافة الرياضية وإبراز الجانب الاقتصادي والاجتماعي من الرياضة، فاستقطاب رجال الأعمال لقيادة بعض أندية كرة القدم دليل على هذا التوجه نحو الشهرة الإعلامية وتحقيق مكانات اجتماعية جديدة. ثم تحدث عن بعض الرياضات كالدفع الرباعي قائلاً: "هي رياضة موسمية ذات مبادرات شخصية، ولم تأخذ الطابع المنظم بعد". أما ما يتعلق برياضة الخيل فأشار إلى أنها تجتذب بعض رجال الأعمال، ولا تجد لها امتداداً إعلامياً حقيقياً.
في ختام المقابلة، أكد السقا أن الاحتلال الإسرائيلي لعب دوراً في تشكيل مختلف الأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمجتمعنا الفلسطيني.