إيمان الشيّاح: "القدس المفتوحة" وطني الذي ولدَت فيه أحلامي


نشر بتاريخ: 18-10-2015

أجلت إيمان خليل شيّاح تحقيق حلمها زهاء عشر سنوات، لكنها كانت تؤمن بمجيء يوم تكمل فيه ما كانت بدأته.
 إيمان خليل الشياح المولودة عام 1981م في حي الشجاعية بغزة، التحقت بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية عقب نجاحها في الثانوية العامة-الفرع العلمي، بمعدل (95.4%).
درست لمدة سنتين في "الإسلامية"، وتكللت مسيرتها القصيرة آنذاك بنجاحات عديدة، فكان اسمها باستمرار حاضراً في قائمة المتفوقين، وحصلت على تقدير ممتاز.
 ترتيبها السابع من بين إخوانها وأخواتها، وهم لأب يشغل رئيس المحكمة العليا، وأم هي ربة بيت، ولم يدخر الأبوان جهداً في تربيتها وإخوانها تربية سليمة، حتى تفوقوا جميعاً في دراستهم وحياتهم الاجتماعية، لكن إيمان وضعت في موقف صعب، إذ كان عليها أن تختار بين أمرين: إكمال مسيرتها التعليمية، أو الزواج ثم إنشاء أسرة، فشاء الله أن تتزوج وتسافر مع زوجها إلى دولة قطر التي مكثت فيها عشر سنوات، حينئذ بات من الصعب أن تكمل دراستها التي ظلت حلماً لا يفارقها.
أنجبت إيمان ابنتيها التوأمين مريم وهدى، تلاهما إسحاق، وأصبحوا وزوجها منبع سعادتها قبل أن يعكر الموت صفو الحياة بسلبه ابنتها هدى.
ست سنوات مضت، وفرحتها بقدوم مولودها الجديد محمد لم تكتمل، فقد أخبرها الأطباء أن محمداً سيولد معاقاً، 
صدمت العائلة، فقررت العودة إلى غزة حيث عائلتها التي ستساندها، ثم عادت إلى غزة عام 2010م، لتعيش العائلة في بيتها بالنصيرات، ولكن يضطر زوج إيمان إلى العودة مرة أخرى إلى قطر، بعد أن يئس من إيجاد فرصة عمل، وهكذا بقيت إيمان مع أبنائها تضطلع بدور الأب والأم معاً.  
 تقول إيمان: "بدأت أفكر باستئناف دراستي الجامعية في تخصص الهندسة، لكن ظروف عائلتي لا تسمح لي بذلك، ثم أغلقت معظم المؤسسات الأكاديمية أبوابها أمامي-أمام أم ترعى أطفالها وتبحث عن ذاتها في العلم-وذلك بسبب الأقساط المرتفعة من جهة، والحضور الإجباري وساعاته الطويلة المتعبة من جهة أخرى".
 تضيف: "درست حال الجامعات كلها، ولما اهتديت إلى "القدس المفتوحة" وجدتها ضالتي، ففضلتها على غيرها، والتحقت بها عام 2011م، وخلال مسيرتي فيها، واجهت صعوبات جمة، ولكنني أحببت الجامعة وأحسست أنها وطني الصغير الذي سأحقق فيه أحلامي، فقد سهّلت لي إجراءات تسجيلي والتحاقي، ولن أنسى-ما حييت-فضل العاملين فيها، إدارة وكادراً إدارياً وأكاديمياً، فكلهم أشعروني من خلال تعاونهم وإنسانيتهم بأننا أسرة واحدة، خصوصاً أنني كنت أبذل جهداً كبيراً لأحافظ على تفوقي وأرعى أولادي".
   أنجبت إيمان خلال دراستها ابنها علياً الذي عانى-منذ ولادته-من مشكلات صحية عديدة، ما ألزمها المكوث في المستشفى لفترات طويلة، توضح: "عندما قرّرت أن أعيش حلمي، كنت أعلم أنه لن يكون سهلاً، لكن مشكلة عليٍّ زادت الأمر حدّة، فقد كنت أبيت معه في المشافي أنظر بعينٍ إلى أطفال تركتهم في المنزل، وبعين أخرى نحو إكمال المشوار، فلم أؤجل فصلاً دراسياً قط، بل كنت أصطحب كتبي معي إلى المشفى، أجالسها وعلياً في الوقت نفسه".
رغم كل ما مرت به، استطاعت إيمان أن تحرز تفوقاً في "القدس المفتوحة"، فها قد شارفت على إنهاء دراستها في تخصص اللغة الإنجليزية وأساليب تدريسها بمعدل (96.7%)، وتطمح بأن تكمل دارساتها العليا، تقول: "أرجو الله أن يمكنني من إكمال الماجستير في "القدس المفتوحة" يوماً ما، لما لامسته من تغيرات جذرية من حيث تطوير الذات وتنميتها. فالجامعة أمدتني بالعتاد الذي به أنخرط بسوق العمل مباشرة، لهذا عليّ أن أشكر الله ثم والدي وزوجي، وعليّ أيضاً أن أعترف بفضل جامعتِي (القدس المفتوحة) ممثلة برئيسها أ. د. يونس عمرو، وأن أشكر نائبه لشؤون قطاع غزة د. جهاد البطش، ومدير "فرع الوسطى" د. عماد نشوان، وجميع العاملين الذين ساهموا في تحقيق تفوقي هذا".