مفوضية المنظمات الأهلية و"القدس المفتوحة" تنظمان ندوة ضمن برنامج "نقض الرواية الصهيونية"


نشر بتاريخ: 01-12-2020

 أقامت مفوضية المنظمات الأهلية وغير الحكومية في حركة فتح وجامعة القدس المفتوحة، مساء يوم الإثنين الموافق ‏30‏/11‏/2020م، ندوة علمية بعنوان: "فلسطين والفلسطينيون"، ألقاها أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، ضمن برنامج "نقض الرواية الصهيونية".

وافتتح الندوة د. عبد الكريم نجم مستشار المفوضية ورئيس المجلس الصوفي في فلسطين، بالترحيب بالحضور المشاركين عبر برنامج (ZOOM)، مؤكداً أن هذه الندوة هي الأولى من سلسلة ندوات سيقدمها أ. د. عمرو، فيما ستحمل الندوتان المقبلتان عنواني: "أسماء القدس" و"خليل الرحمن العربية". وأدار النقاش في الندوة الأولى د. رمزي عودة من معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي.

وقال أ. د. عمرو أثناء حديثه في الندوة: "إن الرواية الإسرائيلية حاولت نزع الأصالة عن الرواية الفلسطينية وعن الفلسطينيين، وتحاول أيضاً نزع الأصالة عن "اسم" فلسطين والفلسطينيين"، مشيراً إلى "أن اسم كنعان هو اسم لأرض وليس اسماً لشخص، فعندما جاء أجدادنا إلى فلسطين وسكنوها سمّوها "الأرض الكانعة"؛ أي الأرض المنخفضة. ومن هنا جاء اسم كنعان اسماً لأرض وليس لشخص ما. أما الاسم (فلسطين)، فقد حاولوا نزع الأصالة عنه بأنه اسم لقائد قبيلة يوناني جاء لفلسطين وسكن في القسم الجنوبي الغربي منها، وسموا بـ"فلسطينيين" نسبة إلى اليونان".

وأضاف أن "استخدام اسم فلسطين ورد في نص التوراة بصيغة "بليشتم"، وهو جمع "بليشت"، وهو اسم يدل على المزارع الذي يعزق الأرض ويزرعها، وهذه الصيغة والتركيبة موجودة في سائر اللغات السامية، والفعل "بلاش" يقابله باللغة العربية الفعل "فلس" أو "فنس" وهو يدل على الفقر، والفقير المتمرغ بالتراب. وما نود تأكيده أن الفلسطينيين ليسوا يونانيين وليسوا طارئين على هذه الأرض، إنما هم أهلها العرب الكنعانيون الذين استقروا فيها وعملوا في المثلث الزراعي الأوسط، وسَموا الأرض باسمهم وسُموا هم بها. والكنعانيون الشماليون عُرفوا باسم "الفينيقيين" الذي كانوا يعملون في التجارة في لبنان، والساحل السوري، والكنعانيون الجنوبيون سُموا بالفلسطينيين".

وأضاف: "من هنا، نعتبر أن الفلسطينيين من العرب الكنعانيين الذين عمروا البلاد وعاشوا فيها، وليسوا من الأصل اليوناني. واللغة الكنعانية التي نراها في اللغة العربية إنما هي لغة عربية أصيلة، فالغالبية العظمى من ألفاظها تعود إلى اللغة العربية، ومن يطّلع على قاموس المقارنة للغات يجد أن الغالبية العظمى من الكلمات العبرية موجودة باللغة العربية".

وأوضح أ. د. عمرو، أن "اللغة العبرية هي اللغة الحية من اللغة الكنعانية القديمة، وأرض فلسطين سميت بأرض كنعان، كما سماها أجدادنا العرب؛ كونها أرضاً منخفضة، وقد دافع الكنعانيون عن أرضهم ولم يستطع العبرانيون الوصول إلى أرض كنعان حتى أُنهيت ممالكهم في السبيَين الأكبر والأصغر.

 وعن أصول العبريّين، قال أ. د. عمرو: "إنهم يقولون عن أنفسهم إنهم أبناء الله، وإن بقية البشر عبيد لخدمة اليهود، وأنا أقول إنهم أبناء قبيلة عربية ساميّة ارتكبت إثماً كبيراً، وتم تهجيرهم في البلاد ولم يسمح لهم بالإقامة في أي مكان، وكانوا يعبرون من بلد إلى آخر، ولم يستقروا في أي مكان".

وأضاف: "إن جميع سكان فلسطين، وبينهم الكنعانيون، هاجروا إلى فلسطين وإلى أرض الهلال الخصيب بسبب القحط الذي حل على جزيرة العرب موطنهم الأصلي.

إلى ذلك، قالت مسؤولة مفوضة المنظمات الأهلية وغير الحكومية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، إنها تشكر رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، على هذا الملخص المكثف حول نقض الرواية الصهيونية، مشيرة إلى "أن هناك بنوداً وقضايا بحاجة إلى تعميق، وإعطاء مساحة لتقديم مزيد من المعطيات والإثباتات والنقاشات حولها من قبل أ. د. عمرو".

وأضافت أن "هذا المحاضرة يمكن أن تؤسس للمحاضرتين المقبلتين، ونذهب لأكثر من ذلك؛ لأننا بحاجة إلى مزيد من المحاضرات لتقديم قضايا مهمة في هذا الخصوص".

وفي بداية اللقاء، رحب د. نجم بالحضور، وقال إن "المفوضية توجهت لعقد شراكة فاعلة مع جامعة القدس المفتوحة بصفتها الجامعة الوطنية الأولى، ولما تتمتع به من أهمية وطنية، ولتميز كادرها الأكاديمي والإداري والمهني والإعلامي، ولذا جاء استهداف هذه الجامعة لتكون جسر الوصول للجامعات الوطنية، ولتجسير علاقتنا من خلالها مع الجامعات العربية في خانة تفعيل البحث الأكاديمي والعلمي لنقض الرواية الصهيونية"، ثم تابع: "وبعد نجاحنا في هذا البرنامج، سنتوجه إلى صياغة الرواية الوطنية الفلسطينية".