حرمه الاحتلال من إكمال تعليمه فكانت الجامعة نافذته إلى العلم والمعرفة إبراهيم عوض.. من طالب متميز في "القدس المفتوحة" إلى مدير أوقاف يطا


نشر بتاريخ: 28-02-2015

كان يسعى دائما من أجل رفعة وطنه وأبناء شعبه، وكان دائما في مواجهة مستمرة مع الاحتلال، إبراهيم محمد جبرين عوض، الذي حرمه الاحتلال من إكمال تعليمه فكانت "القدس المفتوحة" نافذته إلى العلم والمعرفة، تميز فيها خلال مرحلة دراسته ليحصل في نهاية المطاف على شهادة البكالوريوس في تخصص الخدمة الاجتماعية، ليواصل دربه مع النجاح ويحتل مكانة رفيعة بتوليه منصب مدير مديرية أوقاف يطا.
إبراهيم ابن مدينة يطا يقول لـ "رسالة الجامعة" إن معاناته بدأت عام 1982، حين منع وزملاءه من طلبة الثانوية العامة في يطا من تقديم امتحان (التوجيهي)، بسبب تدخل الاحتلال في الشؤون التعليمية في ذلك الوقت، ما اضطره أن يقدم هو وزملاؤه الامتحان في "رابطة الجامعيين" في الخليل. بعد نجاحه التحق بإحدى الجامعات الفلسطينية عام 1983، وأكمل بنجاح (57) ساعة معتمدة، ولكن زواجه وأعباء الحياة ومنغصات الاحتلال حالت دون إكمال دراسته الجامعية.
يتابع عوض قائلا: "عام 1991، التحقت بجامعة القدس المفتوحة، حيث مثلت وزملائي الذين بلغ عددهم (56) طالبا وطالبة طليعة الفوج الذي التحق بالجامعة منذ أن فتحت فرعها في الخليل، وما كدت أنهي الفصل حتى اعتقلتني قوات الاحتلال، لتفرج عني نهاية عام 1993، ثم تخرجت في الجامعة عام 1997، وعملت في جهاز أمن الرئاسة من عام 1996 ولغاية 1999، وشغلت رئيس قسم شؤون الموظفين في "مديرية الأوقاف" في دورا، ثم مديرا لمديرية الأوقاف في يطا عام 2013".
وعن سبب اختياره جامعة القدس المفتوحة، قال عوض: "حلمت بأن أكمل تعليمي الجامعي، لكن الوضع المالي لم يسمح لي بإكمال دراستي في إحدى الجامعات التي التحقت بها، هذا علاوة على مشاق السفر الذي كنت أعاني منه يوميا، وعندما علمت أن "القدس المفتوحة" فتحت فرعها في الخليل بداية عام 1991، اطلعت على أهدافها، ونمط التعليم فيها، حينئذ أدركت أن الفرصة متاحة لإكمال دراستي الجامعية، كما يمكنني التوفيق بين عملي ودراستي، ومتابعة محاضراتي والاهتمام بأمور عائلتي على أكمل وجه، لذلك قررت الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة".
وتابع قائلا: "التحقت مع أول كوكبة بفرع الجامعة في الخليل، وكان عددنا زهاء (57) طالبا وطالبة، وعندما أنهيت الفصل الأول تبادر إلى ذهني أن الجامعة ستصبح مشروعا وطنيا كبيرا، وستكون أمل الكثيرين ممن يحلمون بإكمال تعليمهم الجامعي، خاصة أن نمط التعليم فيها هو (النمط المفتوح)، الذي يوفر فرصة التعليم العالي لكل الشرائح والفئات، ويراعي الظروف المالية والاجتماعية والجغرافية للراغبين في استكمال تعليمهم الجامعي".
ولم يُغفل عوض الحديث عن طلائع التشكيلات الطلابية في جامعة القدس المفتوحة، وتحديدا في "فرع الخليل"، يقول: "قمت وبعض الزملاء بتشكيل أولى هيئات اللجان الطلابية التي تقدم الخدمات للطلبة التي عرفت فيما بعد بـ (مجلس الطلبة) الذي شاركت في وضع نظامه الداخلي".
وفيما يتعلق بافتتاح "فرع يطا" قال عوض: "منذ أن تخرجت في "فرع الخليل"، كنت داعما لإنشاء فرع لـ "القدس المفتوحة" في يطا، وذلك بسبب العدد السكاني الكبير والكثافة السكانية العالية فيها، ولتوفير تكاليف السفر وتشجيع الطلبة على إكمال تعليمهم العالي، ردا على سياسة الاحتلال التي تهدف إلى تقطيع أواصر التجمعات الفلسطينية وعزلها عن بعضها، ولتعزيز صمود المواطنين على أراضيهم المهددة بالمصادرة. وبادرت الجامعة بافتتاح "مركز يطا" الدراسي في عام 2001، قبل أن يتحول لاحقا إلى فرع".
يختم عوض حديثه قائلا: "دخلت الجامعة وهي في بداياتها، وكانت حينئذ تواجه تحديات كبيرة استطاعت أن تذللها إلى أن أصبحت كبيرة متطورة عام تخرجي، وتبوأت المراكز الأولى على مستوى جامعات الوطن في مبانيها، وتقنياتها، ومناهجها، وتميزها في (نظام التعليم المفتوح) محليا وإقليميا".