بعد انقطاعها عن الدراسة خمسة عشر عاما أم تزامل أبناءها الثلاثة في "القدس المفتوحة" بـ"الوسطى"


نشر بتاريخ: 28-02-2015

لم يقف العمر حائلاً أمام وصول الطالبة الأم آمال أبو عرمانة إلى مقاعد جامعة القدس المفتوحة في كلية التربية بـ"فرع الوسطى"، وأن تجلس وأبناءها الثلاثة: طارق، وربا، وأروى في قاعة دراسية واحدة بعد أن انقطعت عن الدراسة سبعة عشر عاما.
آمال أم لأربعة أولاد وبنتين، ولمّا أن حققت ابنتها ربا نجاحا باهرا بحصولها على معدل (96%) في الثانوية العامة والتحاقها بـ "القدس المفتوحة"-تخصص اللغة الإنجليزية، وإحرازها المرتبة الأولى على دفعتها بحصولها على معدل (94%)، وتكريمها في احتفال تكريم الطلبة المتفوقين، أصرت الأم آمال على إكمال دراستها مع أن شهادتها لم تتعد الصف الحادي عشر. 
تقدمت آمال (الأم) لامتحان الثانوية العامة، وحصلت على معدل (83%) في الفرع الأدبي، وبجهدها ومثابرتها استطاعت أن تتحدى الواقع المرير الذي كانت تعيشه، كباقي الأمهات، فضلا عن المسؤولية الأسرية الملقاة على عاتقها، وضنك العيش، و العادات الموروثة التي تنظر للفتاة إلى أنها ربة بيت فقط، وأن دراستها مضيعة للوقت. تقول الطالبة آمال: "سمعت الكثير من تعليقات المقربين والمحيطين بي ولا أنكر أنها كانت تؤثر فيَّ أحيانا، ولكن كنت واثقة بأن الله لن يخيب أملي وسيأتي اليوم الذي أكمل فيه دراستي، فألتحق بالجامعة نفسها التي التحقت بها ابنتي". تحققت أمنيتها والتحقت بجامعة القدس المفتوحة بـ"فرع الوسطى" تقول: "بعد أن شعرت بتميز الطواقم الأكاديمية والإدارية العاملة في الجامعة شجعت باقي أبنائي على الالتحاق بها".
تدرس الطالبة الأم (آمال) اليوم مع أبنائها في "فرع الوسطى"، وتعبر عن سعادتها قائلة: "كم هو جميل أن أجد نفسي جالسة بين أبنائي على مقاعد الدراسة في جامعة القدس المفتوحة، وكثيرا ما ألتقي وأبنائي في قاعة دراسية، أو في لجنة امتحانات، أو في مظلة الاستراحة الخارجية نتبادل المعلومات ونتناقش بعض المسائل الدراسية.
وتضيف: "أشعر وبكل صراحة كأنني خلقت من جديد، ويرجع الفضل في ذلك لله ثم إلى جامعة القدس المفتوحة صاحبة الفضل الكبير، تلك القلعة العلمية الرائدة التي أتاحت لي من خلال أنظمتها المتميزة أن أوفق بين دراستي ومتطلبات بيتي دون عناء، وطالما خشيت أن تؤثر دراستي على واجباتي البيتية لو لم يكن نظامها غير هذا النظام، والحمد لله فقد تيسرت الأمور، وها أنا أسير مرفوعة الرأس بما حققته لي ولأبنائي من نجاح أعاد لي الأمل وعزز ثقتي بنفسي".    
توجهت آمال بالنصيحة إلى كل من يشعر بأن الأمل قد غادره، وفرصته في التعليم باتت محض خيال، ألا يقطع الأمل، لأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأن يعتمد على الله، مستشهدة بقوله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى" وعلى الإنسان أن يعلم أن للنجاح ثمنا هو الجد والاجتهاد والتصميم، لافتة إلى ما قاله الشاعر: "وما المرء إلا جده واجتهاده  وليس سوى هذين للمرء أعوانا".