بـ"المالتينة" وعدسة الهاتف الجوال.. طالبة إعلام في "القدس المفتوحة" تجسد معاناة الأسيرات من خلال فيلم وثائقي


نشر بتاريخ: 04-01-2020

 قدمت ميرال لدادوة، الطالبة في جامعة القدس المفتوحة، مشروع تخرج بعنوان "44"، وهو فيلم وثائقي يلقي الضوء من خلال مشاهد تصويرية حركية، باستخدام مادة الصلصال "المالتينة"، على معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال.

وتميز المشروع باستخدام مادة "المالتينة" لتصوير أكثر من 2000 صورة ثابتة تم تحريكها لتصبح فيلماً متحركاً تصاحبه مؤثرات صوتية.

تم تنفيذ الفيلم خلال ثلاثة أشهر متواصلة، عملت الطالبة خلالها على إعداد مجسمات البيوت والزنزانة والطرق وشخصيات بشكل يدوي من الصلصال، إذ تم التصوير باستخدام قائم "ستاند" والهاتف المحمول على برنامج "ستوب موشن"، كما تم تركيب المؤثرات الصوتية والموسيقى باستخدام برنامج مونتاج الفيديو "بريمير".

ويلقي الفيلم الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي مصحوباً بالضرب والإهانة والسب والشتم؛ وتتصاعد عمليات التضييق عليهن حال وصولهن مراكز التحقيق؛ حيث تمارس ضدهن أساليب التحقيق كافة، سواء النفسية أم الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة.

فكرة الفيلم

تشير ميرال إلى أن فكرة الفيلم (أنيميشن) جاءتها من خلال مشاهدتها لأنيميشن "شون ذا شيب" الذي يستخدم نفس تقنيتها بتصوير بالفيلم. وتقول: "كنت قد رأيت قبل سنوات عند متابعتي لـ"شون ذا شيب" كيفية تصويره على "يوتيوب"، عندها أصررت على إعداد فيلم رسوم متحركة، وتذكرت عندما شاهدت "شون ذا شيب" طريقة تصوير معينة، وهنا بدأت بترتيب أفكاري للفيلم بطريقة التصوير والمواد التي يجب أن أستخدمها.

أما بخصوص قصة الفيلم، فتؤكد ميرال أنه "لم يكن سهلاً رغم أن طريقة العمل متوفرة، لكنها عثرت على الفكرة عندما شاهدت عبر التلفاز قبل سنوات أسيرات يحاكمهن الاحتلال، إذ بدا عليهن التعب والإرهاق".

وتضيف: "عندما كنت أصور الفيلم ظلت صورة الأسيرات حاضرة في ذهني"، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية يجب ألا تتعرض لإهانات من هذا القبيل، لذلك كان من الضروري إعداد فيلم يوضح المعاناة التي تتعرض لها الأسيرات داخل سجون الاحتلال".

وتعتقد ميرال أن فكرة استخدام المعجون "الملتينا" لإعداد فيلم متحرك بتقنيات بسيطة يمكن أن تساعد الإعلاميين على إيصال العديد من الرسائل التي يودون توجيهها للجمهور، مشيرة إلى أهمية إلقاء الضوء على العديد من القضايا التي يعاني منها أبناء شعبنا بسبب الاحتلال.

متعددة المواهب

تتمتع ميرال بالعديد من المهارات الفنية التي وظفتها لصالح عملها الإعلامي، مبينة أنها تنسج الصوف وتخيطه مستعينة بآلة خياطة، وأن اطلاعها على العديد من الفيديوهات على "يوتيوب" ساعدها على تعلم أفكار جديدة وتطوير مهارتها.

تؤكد ميرال أن أسرتها لعبت دوراً كبيراً في إنجازها مشروعها؛ فأبوها رسام ماهر، وكانت تستشيره في أدق التفاصيل، وبخاصة ما يتعلق بحياة الأسرى داخل سجون الاحتلال، كما أن أمها مكثت في البيت لمدة ثلاثة أشهر، أي فترة إعداد المشروع لمساعدتها على تحقيق الإنجاز، خاصة أنها أصيبت بالمرض لفترة، مشيرة إلى أن أشقاءها وشقيقاتها قدموا لها المساعدة في اختيار اسم الفيلم، مقدمة الشكر لكل أفراد عائلتها.

ولدت ميرال في أسرة، الجد فيها كان ينحت الحجر، والأب رسام، وقد تأثرت جداً بميولهما، مشيرة إلى أنها كانت تحلم منذ الصغر بأن تصبح رسامة أو مصممة أزياء، إذ تحتفظ لغاية اليوم بدفاتر وكراسات تحتوي على خراطيش لها ورسومات، لكنها حينما أنهت الثانوية العامة اختارت تخصص الإعلام لتنقل رسالة فلسطين إلى العالم.

خطط للمستقبل

تطمح ميرال إلى تطوير مهارتها وتنشئ شركة صغيرة تضم فريقاً يعمل على إعداد أفلام تتعلق بمعاناة الشعب الفلسطيني وإيصال رسالته إلى العالم.

وتؤكد أن مستوى التعليم في كلية الإعلام بجامعة القدس المفتوحة عال، مع ضرورة إعادة ترتيب بعض المساقات ودمجها، منوهة بأن الكلية توفر مساقات تطبيقية متطورة تساعد على تعلم التقنيات الحديثة التي يحتاجها الإعلامي مثل "الفوتوشوب" و"المونتاج".