"القدس المفتوحة" و"التربية والتعليم" تعقدان المؤتمر التربوي المُحكم (ظاهرة التسرب المدرسي: الأبعاد والحلول)


نشر بتاريخ: 08-04-2019

نظمت كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة وفرع الجامعة في يطا، ووزارة التربية والتعليم العالي من خلال مديرية التربية والتعليم في يطا، يوم الإثنين الموافق 8-4-2019م، المؤتمر التربوي المُحكم (ظاهرة التسرب المدرسي: الأبعاد والحلول)، وذلك في مدينة يطا، تحت رعاية معالي د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي. 
 عقد المؤتمر في مدينة يطا، وفي قطاع غزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس) مع مكتب نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون القطاع بتل الهوى.
وأوصى المشاركون في البيان الختامي الذي تلاه أ. ياسر صالح، بضرورة الاهتمام بالطالب الفلسطيني ومعرفة احتياجاته وتوفيرها، وتوفير بيئة مدرسية جاذبة وصديقة للطلبة.
 
 وشدد المشاركون على ضرورة اهتمام المؤسسة التربوية والتعليمية بظاهرة التسرب المدرسي باعتبارها ظاهرة تؤثر سلباً على مخرجات التعليم المدرسي ومدخلات التعليم الجامعي، وضرورة قيام المؤسسة التربوية والتعليمية بتحديد برامج تدريبية خاصة بمديري المدارس والمعلمين، لتعزيز قدراتهم على تحسين المناخ المدرسي العام، والارتقاء بمستوى الفاعلية المدرسية.
وطالب المشاركون بتفعيل الاتصال والتواصل بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي ومجالس أولياء الأمور، وتنظيمها لبرامج توعوية للأسر للحد من تسرب الطلبة، كما طالبوا بالاهتمام بمراكز التعليم المهني وتوسيع انتشارها في جميع المحافظات الفلسطينية، للتمكن من إعادة التأهيل للطلبة المتسربين بما يتناسب مع قدراتهم.
 وشدد المشاركون أيضاً على ضرورة تفعيل دور المرشد النفسي والتربوي في المدارس من خلال تنظيم برامج إرشادية وعلاجية للأهالي والمعلمين ومديري المدارس والطلبة، نظراً لعلاقتهم ودورهم المباشر والمؤثر في الطلبة، والعمل على مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية والتربوية.
وكان المؤتمر افتتح بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم السلام الوطني فقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
 وألقى كلمة وزير التربية والتعليم العالي أ. عزام أبو بكر الوكيل المساعد لشؤون التخطيط في الوزارة،
مؤكداً أن التربية والتعليم تنظر باهتمام واسع لهذه الظاهرة، حيث إن الوزارة وضعت خطة استراتيجية لمعالجة أسباب التسرب من خلال التوسع في بناء المدارس وإنشاء إدارة عامة للإرشاد والتربية الخاصة وإدارة عامة للأنشطة الطلابية، وعملت الوزارة على حل مشكلتي الاكتظاظ والدوام المسائي من خلال بناء وحدات وغرف صفية إضافية.
كما أكد أبو بكر أن التربية والتعليم أنشأت العديد من مدارس التحدي في المناطق المهددة بالمصادرة، والمستشفيات، والاهتمام بالتعليم داخل السجون تحدياً لظاهرة التسرب. وإن لدى "التربية" أيضاً مواد قانونية أقرت بإلزامية التعليم ومجانيته حتى نهاية الصف العاشر، ومن يمتنع عن إرسال ابنه او ابنته إلى المدرسة يعاقب بالغرامة والسجن. ثم نقل أبو بكر للمؤتمرين تحيات وزير التربية والتعليم العالي، مؤكداً أن التعليم حق لكل فلسطيني، وأن دعم التعليم مسؤولية الجميع، ولهذا تحرص الوزارة على بناء شراكات مع مختلف المؤسسات التعليمية والمجتمعية. 
 
وألقى مدير فرع يطا د. محمد الحروب كلمة نيابة عن أ. د. يونس عمرو، حيا فيها المؤتمرين وشكرهم على ما بذلوه من جهود بحثية قيمة، وأوضح لهم أن تأسيس جامعة القدس المفتوحة جاء استجابة لكل التحديات التي فرضها المحتل الغاضب، وبقرار وطني جريء من الشهيد ياسر عرفات، وهي للكل الفلسطيني وطنياً وتربوياً، وتحملت مسؤولياتها، وتعهدت بإيصال العلم والثقافة الوطنية وتعزيز الصمود لكل أهلنا أينما كانوا، واستدامت في العطاء في ظل قيادتنا الصابرة الصامدة المحافظة على الثوابت الوطنية، ممثلة بسيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله.
وأضاف أن هذا المؤتمر "ظاهرة التسرب المدرسي: الأبعاد والحلول" يأتي تجسيداً لحالة الشراكة الكاملة بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم، لأن هاتين المؤسستين التربويتين كان مطلوباً منها تربوياً ووطنياً وضع مقترحات وتوصيات تهدف إلى تقليص بل وضع حد لهذه الظاهرة المتنامية في مدينة يطا مقارنة مع باقي أرجاء الوطن.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يعتبر أول مؤتمر علمي يعقد في هذه المدينة، وسيكون هذا منطلقاً لتشخيص كل ظاهرة سلبية في هذه المدينة، والوصول لعلاجها بالطرق التربوية.
 
من جانبه، بين أ. ياسر صالح، مدير مديرية التربية والتعليم العالي في يطا، أن الوزارة تولي ظاهرة التسرب اهتماماً بالغاً، وهي تشارك في هذا المؤتمر العلمي لحرصها على وضع تشخيص دقيق للظاهرة، واستعرض في كلمته أن فكرة عقد هذا المؤتمر تأتي كون ظاهرة التسرب في مدينة يطا تعبر عن الاحتياج الحقيقي والضروري لمعالجة قضية ملحة وباتت تؤرق الغيورين على هذا الوطن المعطاء، مؤكداً أنها تتجاوز في حجمها النسبة العامة في الوطن، حيث وصلت إلى حدود (4%)، في حين بلغت النسبة العامة (2%) تقريباً، مشيراً إلى مرحلة الشراكة مع فرع الجامعة في يطا، حيث تبلورت الفكرة وتم تشكيل اللجان المتخصصة والإعلان عن المؤتمر حسب الأصول. وتطلع أ. صالح إلى خروج المؤتمر بنتائج تعود بالنفع والفائدة على العملية التعليمية التعلمية وصولاً إلى الهدف من المؤتمر، وهو التخفيف من نسبة التسرب ومن ثم القضاء عليها نهائياً.
وأشار صالح إلى ضرورة جعل التعليم إلزامياً ووضع آليات تكفل تحقيقه واتخاذ الإجراءات الرادعة للقضاء على هذه الظاهرة، منوهاً بضرورة تضافر الجهود لتحقيق ذلك.
 
وقال رجل الأعمال سائد أبو طه، في كلمته باسم الداعميين للمؤتمر، إن القطاع الخاص حريص على دعم المؤسسات التعليمية، وهو يرى أن الإنسان المتعلم هو رأس مال الشعب الفلسطيني، ولهذا يقف رجال الأعمال مع وزارة التربية والتعليم العالي في محاربة ظاهرة التسرب، موضحاً أهمية هذا المؤتمر، ومؤكداً أن ظاهرة التسرب المدرسي من أهم القضايا التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود والوقوف على أسبابها وآثارها والعمل على إيجاد الحلول التي تكفل القضاء عليها، مشيداً بالقائمين على هذا المؤتمر، ومثمناً جهودهم، ثم شكر كل من ساهم في إنجاحه.
 
من جانبه، قال أ. د. مجدي زامل عميد كلية العلوم التربية، ورئيس اللجنة التحضيرية في المؤتمر: "ظاهرة التسرب المدرسي من الظواهر المهمة التي يجب تسليط الضوء عليها، فالتسرب المدرسي يشكّل خطورة كبيرة للأفراد والمجتمع، ويمثّل إهداراً تربوياً هائلاً، ويؤدي إلى ضياع الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، وسيطرة الجهل والتخلف، وباختصار فإنه ظاهرة مدمرة".
 وأضاف أن المؤتمر جاء حرصاً على رسالة جامعة القدس المفتوحة ووزارة التربية والتعليم العالي فيما يخصُّ المنظومة التربوية والتعليمية، وإيماناً منا وانسجاماً مع الهدف التنموي الرابع الذي ينصُّ على (ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص العلم مدى الحياة للجميع)، ومعالجة المشكلات والظواهر السلبية التي تعيق وصول التعلم للجميع، وانطلاقاً من الدراسات والإحصائيات التي أشارت إلى ارتفاعِ نسبةِ التسربِ المدرسي في فلسطين التي تزيدُ باضطراد مع ارتفاعِ مستوى الصف، والمرحلة الدراسية، ويلاحظُ كذلك أن نسبَ التسربِ تكونُ مرتفعةً بين الذكور مقارنةً مع الإناث. وبات من الضروري تكثيفُ الجهودِ للتصدي لمشكلةِ التسرب المدرسي، والبحث عن الحلول الفعالة لها، والوقوف على هذه الظاهرة، التي هي نتاج لمجموعة من الأسباب، تتفاعل وتتراكم مع بعضها تصاعدياً لتدفع الطالب، وبقبول من أسرتِه إمّا برضاها أو كأمر واقع، إلى خروجِه من النظام التعليمي قبل الانتهاء من المرحلة التعليمية التي ابتدأها.
حضر المؤتمر: أ. د. رياض الخضري نائب رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، ود. عبد الله عبد المنعم عضو مجلس أمناء الجامعة، وأ. د. مجدي زامل عميد كلية العلوم التربوية، وأ. د. حسني عوض عميد الدراسات العليا والبحث العلمي، ود. عبد القادر الدراويش مدير فرع الخليل، ود. ماجد ملحم مدير فرع دورا، ود. محمد الحروب مدير فرع يطا، وأ. إبراهيم أبو زهرة رئيس بلدية يطا، وم. توفيق أبو ملش رئيس بلدية الكرمل، وأ. ياسر صالح مدير التربية والتعليم في يطا، ود. مهيب أبو لوحة مدير جامعة فلسطين التقنية خضوري-فرع العروب، وأعضاء عن إقليم يطا والمسافر، ومجلس الآباء الموحد في مدينة يطا ممثلاً بالسيد سائد أبو طه، ورؤساء المؤسسات الرسمية والمدنية والأمنية، ومؤسسات المجتمع المحلي، وعدد من الأكاديميين والإداريين والتربويين في جامعة القدس المفتوحة والجامعات المحلية الأخرى.
 
الجلسات العلمية
احتمل المؤتمر أربع جلسات علمية، كانت الجلسة الأولى بعنوان: "واقع ظاهرة التسرب المدرسي وأسبابها"، وتولى رئاستها د. جمال بحيص، فيما كان مقرر الجلسة: أ. ياسر محمد، وقدمت خلالها مجموعة من الأوراق العلمية، أولاها حول "التسرب المدرسي في المدارس الفلسطينية: واقع وأسباب (مدارس مديرية تربية يطا نموذجاً)"، قدمها أ. د. محمود أبو سمرة من جامعة القدس، ود. فواز النواجعة من جامعة بوليتكنك فلسطين. وكانت الورقة الثانية حول "ظاهرة التسرب المدرسي أسبابه وعلاجه" قدمتها د. ريما دراغمة من جامعة فلسطين التقنية/ خضوري، وقدم د. أحمد الجبارين من مدرسة جنبة الأساسية المختلطة/ مسافر يطا ورقة حول "سُبل الحد من التسرب المدرسي لتلاميذ مديرتي تعليم يطا وجنوب الخليل: دراسة ميدانية"، وتحدث د. فرج أبو شمالة وهو محاضر غير متفرغ/ جامعة القدس المفتوحة عن "أسباب ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس التعليم العام وسبل معالجتها من وجهة نظر المعلمين".
وفي الجلسة الثانية التي ركزت على "الآثار السلبية لظاهرة التسرب المدرسي" وترأسها أ. إبراهيم قرعيش، وكان مقررها أ. إسماعيل الأفندي، تحدث أ. د. زياد الجرجاوي من جامعة القدس المفتوحة/غزة، وأ. د. عبد الفتاح الهمص من الجامعة الإسلامية/غزة عن "أسباب ومشكلات التسرب المدرسي وسبل الحد منه من وجه نظر المرشدين التربويين بمحافظة رفح". وقدم د. مازن الشيخ من جامعة الأقصى، وأ. إسماعيل الشيخ من وزارة التربية والتعليم العالي/غزة ورقة حول "العوامل النفسية والاجتماعية المؤدية للتسرب المدرسي من وجهة نظر المرشدين التربويين لدى طلبة المرحلة الثانوية بقطاع غزة"، كما قدم د. رامي نتيل من جامعة القدس المفتوحة/ الوسطى، بحثاً حول "الاتجاهات النفسية وعلاقتها بالتفاؤل وأساليب المعاملة الوالدية لدى عينة من الطلبة المتسربين دراسياً بمحافظة الوسطى بقطاع غزة". وقدمت أ. ياسمين أبو هلال من مدرسة برقة الثانوية للبنات بنابلس ورقة حول "أسباب التسرب المدرسي لدى طلبة المدارس الحكومية في محافظة نابلس ومقترحات للتغلب عليها"، ثم تحدث أ. منذر ربعي من مدرسة صلاح الدين الثانوية/جنوب الخليل عن "دور عمالة الأطفال في زيادة درجة التسرب المدرسي في مدارس منطقة دورا كما يقدرها المرشدون التربويون".
وفي الجلسة الثالثة التي عقدت تحت عنوان: "حلول وإجراءات مقترحة لظاهرة التسرب المدرسي"، وترأسها أ. د. محمود أبو سمرة، فيما كان مقررها أ. نزيه العدرة، فقد تحدث كل من د. خالد كتلو وأ. مراد الجندي من جامعة القدس المفتوحة بالخليل عن "الحلول المقترحة لظاهرة التسرب الدراسي كما يقدرها أولياء الأمور والمرشدون التربويون في مدارس مديرية تربية وتعليم يطا". فيما تحدث أ. د. عبد الرزاق زيان من جامعة الإسكندرية بمصر ود. فريال عمرو من جامعة القدس المفتوحة بدورا، عن "دور مديري المدارس كقادة تحويليين في الحد من ظاهرة التسرب من مدارس المرحلة الأساسية في مديرية جنوب الخليل من وجهة نظرهم".  وعن "دور الإدارة المدرسية في مواجهة التسرب الدراسي في مديريتي التربية والتعليم العالي في يطا وشمال الخليل وسُبل تفعيلها" قدمت كل من أ. عفاف النجار وأ. أحمد أبو يوسف من مديرية التربية والتعليم بشمال الخليل.
وقدم أ. إسماعيل الأفندي من جامعة القدس المفتوحة ورقة حول "الإجراءات الوقائية والعلاجية للحد من ظاهرة التسرب المدرسي في المدارس الحكومية في محافظة بيت لحم من وجهة نظر المعلمين". وقدم أ. ماجد الجبريني من جامعة القدس المفتوحة بيطا ورقة حول "دور إدارة الأزمة في الحد من أزمة التسرب في المدارس في مدينة يطا من وجهة نظر مديري المدارس فيها". وأخيراً تحدث د. الوليد درابيع، وهو مستشار قانوني في الأمن الوقائي، عن "دور التشريعات الفلسطينية في مواجهة ظاهرة التسرب المدرسي: الواقع والمأمول".
وعلى هامش المؤتمر، عرضت مجموعة من الأبحاث على شكل نظام "البوسترات"، وكانت كالآتي: بحث بعنوان "الإجراءات الوقائية لسياسة الترفيع الآلي للحد من ظاهرة التسرب الدراسي من وجهة نظر مشرفي التربية في المدارس الحكومية" قدمته د. آمال أبو عامر  من جامعة القدس المفتوحة ود. أحمد أبو سمهدانة من جامعة غزة. وقدمت د. سعاد كلوب من جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية بغزة بوستراً تضمن دراسة تحليلية حول "دور المنظمات الدولية في منع التسرب الدراسي البرنامج التجريبي الإنذار المبكر (SDPP)"، وعرض بوستر آخر حول "أسباب التسرب المدرسي في مدارس الإناث الحكومية في شمال الخليل من وجهة نظر الطالبات المتسربات للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (2018/2019)" قدمته أ. عائدة حراحشة من مديرية تربية شمال الخليل. وعن "دور الإدارة المدرسية في المدارس الحكومية الثانوية في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي في مديرية التربية والتعليم في جنوب نابلس وسُبل تفعيله من وجهة نظر المعلمين" عرضت أ. إسراء جرارعة من مدرسة بورين الثانوية للبنات بوستراً مميزاً.