"القدس المفتوحة" تعقد ندوة حول "واقع وميزات خدمة الجيل الثالث (3G) في فلسطين وسبل الانتقال للأجيال القادمة"


نشر بتاريخ: 01-04-2019

 عقدت جامعة القدس المفتوحة في فرعها بطولكرم، يوم الإثنين الموافق 1-4-2019م، ندوة علمية متخصصة حول "واقع وميزات خدمة الجيل الثالث من الاتصالات (3G) في فلسطين وسبل الانتقال إلى الأجيال القادمة". وعقدت الندوة تحت رعاية أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وبالشراكة مع شركة "جوال".

افتتحت الندوة ميسون الزريقي، ممثلة محافظ طولكرم اللواء عصام أبو بكر، ونقلت تحيات المحافظ وتأكيده على أهمية تنظيم مثل هذه الورش لمواكبة التطور التكنولوجي وثورة الاتصالات والنهضة المستمرة بهذا القطاع، منوهة إلى أن ذلك يسهم في تحقيق الدور الريادي العملي والتكنولوجي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه هذه التقنيات واستخداماتها.

وأشارت إلى جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الدور الذي يقع على عاتقها لتطوير قطاع الاتصالات، مشيدة بمبادرة جامعة القدس المفتوحة ممثلة برئيس الجامعة الأستاذ الدكتور يونس عمرو، وفرع الجامعة بطولكرم، والشركاء، في تنظيم مثل هذه اللقاءات والندوات العلمية المتخصصة، التي تعود بالنفع على قطاع الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت.

 

إلى ذلك، نقل مدير فرع الجامعة بطولكرم د. سلامة سالم، تحيات رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو للحضور واعتذاره عن عدم الحضور لانشغالاته.

 وقال: "دأبت جامعة القدس المفتوحة على عقد الندوات والمؤتمرات العلمية والثقافية والسياسية، وخطت خطوات واثقة متسارعة مواكبة للتطورات التكنولوجية، وما هذه الندوة إلا لإلقاء الضوء على مدى اهتمام الجامعة بالبعد التكنولوجي المتمثل بتطبيق خدمة 3G في فلسطين، وتوثيق مدى نجاح شركات الاتصالات الفلسطينية في استخدام هذه الخدمة".

وأكد د. سالم أن "القدس المفتوحة" باتت تمثل أنموذجاً تعليمياً يحتذى به من خلال اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة التي توجت بفضائية القدس التعليمية، مشيراً إلى الاهتمامات الطلابية المتزايدة بالحقول التكنولوجية، وبخاصة الشبكات ورقمنة الاتصالات.

وفي كلمته، تحدث السيد علاء حجازي، مدير إدارة المبيعات في شركة جوال، عن واقع وميزات خدمة 3G في فلسطين وسبل الانتقال إلى الأجيال القادمة، وقدم نظرة شاملة عن واقع الاتصالات الخلوية الفلسطينية خلال عشرين عاماً من المعيقات والاستثمارات الضخمة في بناء الشبكة.

وقال حجازي إنه "رغم المعيقات والهجمات الشرسة التي تعرضت لها "جوال" على مدار السنوات الماضية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، التي تضمنت حرمانها فترة تزيد على 10 سنوات من خدمات الجيل الثالث والرابع، وبالرغم من تأخر فلسطين عالمياً بالحصول على خدمات الجيل الثالث، إلا أننا صممنا الحصول عليها، لما نرى فيها من أهمية لشعبنا الفلسطيني لمواكبة العالم قدر المستطاع، وإن أراد المحتل أن يعرقل ذلك ويمنعه، ثم وظفنا مبلغاً ضخماً جداً تجاوز 55 مليون دولار للاستثمار في تجهيز وبناء شبكة الجيل الثالث في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالرغم من أن العمر الزمني لهذا الجيل ينتهي خلال 3 سنوات، ولكن هذا يعكس مدى الإصرار والإرادة لدينا لتوفير خدمة بجودة عالية، وإننا في "جوال" نمتلك اليوم أفضل وأقوى وأوسع شبكة اتصالات خلوية في فلسطين".

وتطرق إلى النقلة النوعية في قطاع الاتصالات المساهمة في نمو الاقتصاد الفلسطيني، ذلك أن "إطلاق خدمات الجيل الثالث أحدث نقلة نوعية على مستوى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال تطوير طريقة التواصل بين المؤسسات والمواطن، وهذا خفف الوقت والجهد، وبالتأكيد ساعد على خلق فرص عمل ومشاريع من خلال وجود شركات متخصصة بالتطوير التكنولوجي وشركات متخصصة في مجال التواصل الاجتماعي".

وبين أن خدمات "جوال" مهدت الطريق أمام صناعات برمجية مميزة، إذ لاحظنا جميعاً انتشار عمل التطبيقات والخدمات من خلال الإنترنت (مثل تطبيق كريم، وتطبيقات الخدمات المصرفية للبنوك)، وأصبح بإمكان المبرمجين تقديم تطبيقات مبتكرة على الإنترنت كحال دول العالم، ما سيحرك عجلة الاقتصاد ويخلق شركات ومشاريع جديدة، و"نحن نحلم دوماً بفلسطين المواكبة للتطور التكنولوجي، بل ونسعى أيضاً أن نكون مصدرين للتكنولوجيا، لأننا نمتلك العقول والسواعد الفلسطينية القادرة على الابتكار في قطاع الاتصالات".

وتحدث عن التحديات والمعوقات التي يفرضها الاحتلال، منها منع إطلاق الجيل الثالث في غزة، والسعي لتحرير وتنظيف سوق الاتصالات الفلسطينية من الشركات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن وجود نصف مليون شريحة إسرائيلية في السوق الفلسطينية يعني أن شعبنا بحاجة إلى خدمة الجيل الرابع.

وعقب افتتاح الندوة، عقدت جلسة علمية برئاسة د. م. إسلام عمرو، مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، وقال إن "الندوة العلمية تدور حول تقنيات الجيل الثالث: واقعها، ومحددات العمل فيها، والتقنيات المساندة، وأمن هذه التقنيات وحمايتها.

وأضاف أن "هناك خصوصية كبيرة لشبكات الجيل الثالث والرابع والخامس، فهناك الكثير من الفرص الاقتصادية التي تخلق مع هذه التقنيات، وعندما يدخل تطبيق تجاري لتقنية معينة تظهر معها توسعات اقتصادية جديدة بخلق أعمال جديدة وفرص عمل جديدة وخدمات اقتصادية جديدة".

وبين د. م. عمرو أن "دور المؤسسات الحكومية والأكاديمية أن تقدم تقديماً جيداً لهذا التطور، وهذا هو ما تناولته الندوة اليوم"، مبيناً أن الشركات الفلسطينية أبدعت في بناء شبكة تستفيد أكثر ما يمكن من الموجات القليلة الممنوحة لها.

وفي الجلسة ذاتها، تحدث كل من وكيل وزارة الاتصالات م. سليمان الزهيري عن واقع الاتصالات الخلوية في فلسطين، مؤكداً أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يعد قطاعاً مستقلاً بذاته، بل أصبح محفزاً لنمو القطاعات الأخرى، لذلك ليس غريباً أن يقود هذا القطاع الثورة الصناعية الرابعة التي أساسها الذكاء الصناعي.

وبين الزهيري أن عدد الأجهزة المشبوكة على "النت" سيصل إلى ثلاثة أضعاف سكان العالم خلال السنوات المقبلة، في ظل اعتماد شبكات الاتصالات الذكية ذات النطاقات الواسعة والسرعات العالية.

وبين أن الفرق بين جيل وآخر في الاتصالات هو سرعة نقل البيانات، وأن الجيل الخامس أسرع بحوالي 600 إلى 1000 مرة أكثر من الجيل الرابع.

وبين أن هناك تحدياً أساسياً في تطور الأجيال هو الترددات، ومن ينظم هذا الموضوع هو الاتحاد الدولي للاتصالات.

إلى ذلك، قال م. عاصم أسعد، من شركة جوال، إن "الشركات الإسرائيلية تُمنح ترددات أكثر 6 أضعاف من الشركات الفلسطينية، ومنح الاحتلال 20% من الترددات الفلسطينية لجوال و10% نستخدمهم بشكل كامل و10% أخرى لا يتاح لنا استخدامها بحرية".

وأضاف أن الشركة بحاجة لاستثمار مضاعف لبناء شبكة جيل ثالث مقابل ما يمكن أن تستثمره الشبكات الإسرائيلية، حيث يكون الاستثمار أقل بكثير، ما يعني أن "تكاليف الاستثمار لدى شركة جوال عالية جداً، ورغم ذلك تغطي الضفة الغربية بألف محطة".

ثم قدم د. عدنان سلمان، وهو محاضر في علوم الحاسوب بجامعة النجاح الوطنية، ورقة بعنوان: " The role of cellular networks in enabling (IOT) Technologies"، أي حول دور الشبكات الخلوية في تطوير إنترنت الأشياء. وبعد ذلك، تحدث د. أسامة سالمة، وهو محاضر في هندسة الحاسوب بالجامعة العربية الأمريكية، عن التطبيقات المتاحة في خدمات 4G و5G والتحديات التي تواجهها. ثم تحدث د. عماد سعدة، وهو عضو هيئة تدريس في جامعة القدس المفتوحة، عن (Security Mobile).