تحت شعار "القدس عاصمة البيئة العربية" / سلطة البيئة و"القدس المفتوحة" في قلقيلية تنظمان احتفالية اليوم الوطني للبيئة ويوماً علمياً بعنوان "البيئة الفلسطينية: الواقع والتحديات"


نشر بتاريخ: 06-03-2019

  
 
تحت رعاية ومشاركة اللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية، وتحت شعار "القدس عاصمة البيئة العربية"، نظمت سلطة جودة البيئة وجامعة القدس المفتوحة في قلقيلية احتفالية اليوم الوطني للبيئة ويوماً علمياً بعنوان "البيئة الفلسطينية: الواقع والتحديات"، وشارك فيها كل من رئيس سلطة جودة البيئة معالي الوزيرة عدالة الأتيرة، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، ومدير الفرع د. نور الأقرع، ومدير سلطة جودة البيئة م. عصام القاسم، والمؤسسات الحكومية والأهلية والعسكرية في المحافظة، والهيئتين الإدارية والأكاديمية، وطلبة الفرع.
وبدأ اليوم العلمي بآيات من الذكر الحكيم، فالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين.
ورحب د. الأقرع بالحضور، متمنياً أن تكون هناك مخرجات وتوصيات مهمة في نهاية اليوم البيئي تسهم في حل إشكاليات وقضايا مرتبطة بواقعنا الفلسطيني، وناشد م. عدالة الأتيرة بأن تتبنى مشروع تركيب طاقة شمسية لمبنى الجامعة هنا في قلقيلية من خلال شركاء سلطة الطاقة.
ونقل أ. د. النجدي تحيات السيد رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، شاكراً جهود المؤسسات والتكاملية بينها لتنظيم هذا اليوم العلمي، لما لذلك من علاقة في رفع الوعي البيئي، مستعرضاً إجراءات الاحتلال الظالمة بحق البيئة الفلسطينية. وتطرق النجدي إلى الخلل البيئي الناتج عن عبث الإنسان بالبيئة الفلسطينية، منبهاً إلى أن ما يجري من تغير مناخي ناتج عن المساس بالبيئة الطبيعية والغازات من المصانع والتلوث.
وأكد أننا، الفلسطينيين، نحتاج إلى بناء ثقافة لحماية البيئة وبشكل مستدام، مما يتطلب التركيز على تنمية الوعي البيئي في المدارس والجامعات والمصانع والحقول الزراعية، ويتطلب الاستثمار عملياً في التعليم البيئي، خاصة في الجامعات، بشكل يلائم احتياجات البيئة الفلسطينية والتعاون مع مراكز الأبحاث في جامعاتنا من أجل إيجاد حلول لمشاكل البيئة المحلية، انطلاقاً من أهمية ترسيخ مفاهيم البيئة وأهمية حمايتها كأولوية وطنية، واستعرض تاريخ جامعة الكل الفلسطيني واهتمامها بالقضايا البيئية والتنموية وإدخالها في أنشطتها المجتمعية.
وحيا اللواء رواجبة نضال الفلسطينيين في القدس، ووجه التحية للسيد الرئيس محمود عباس الذي يتحدى الضغوط الاحتلالية والأمريكية كافة ومن دار في فلكهم من المتآمرين على القضية، مستعرضاً ما يقوم به الاحتلال من ممارساته الفتاكة بحق الفلسطينيين، وأشار إلى المصانع السامة التي أقيمت داخل المستوطنات في الضفة الغربية، والمكبات العشوائية التي دفنت فيها مواد سامة.
وأشاد اللواء رواجبة بجهود سلطة جودة البيئة ومتابعتها الدائمة للملف البيئي بمهنية تامة، داعياً لعمل برنامج وطني لمواجهة الاحتلال نضالياً وبيئياً، كما دعا إلى تفعيل الموضوع البيئي دولياً، مشيداً بدور جامعة القدس المفتوحة النضالي والوطني.
وشكرت الوزيرة الأتيرة جامعة القدس المفتوحة على هذا اليوم العلمي، مضيفة إلى أن اعتبار القدس عاصمة للبيئة العربية جاء بطلب من دولة فلسطين للجامعة العربية وفاء لمدينة القدس، منوهة إلى أن سلطة جودة البيئة تعمل بتوجيهات من الرئيس محمود عباس الذي دفعنا للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تجسد الدولة واقعاً، مشيراً إلى أننا نعمل على محاصرة دولة الاحتلال في الملف البيئي، ونعمل بالتعاون مع المؤسسة الأمنية لمحاربة سياسات الاحتلال تجاه البيئة الفلسطينية والمتمثلة بجعل أرضنا الفلسطينية مكباً لنفايات الاحتلال.
وأشارت م. الأتيرة بضرورة أن نقوم بحماية البيئة الفلسطينية من خلال رصد ومتابعة ضعفاء النفوس لتمرير المخلفات السامة إلى أرضنا الفلسطينية، كما وجهت التحية للأجهزة الأمنية ووزارة التربية والتعليم بالتركيز على البيئة ضمن المناهج، وثمنت قرار مجلس وزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة اعتماد الإعلان عن القدس عاصمة للبيئة العربية في ختام أعمال دورته 30، لتكون القدس أولى عواصم البيئة العربية، وقالت: "إن يوم البيئة في عامه الخامس يحمل معه درة المدن وعاصمة العواصم تحت شعار "القدس عاصمة البيئة العربية" للتركيز على الصراع الذي يدور على أرض فلسطين، وبأن المعركة تطال الجوانب الحياتية في فلسطين".
وقدمت بنات مدرسة الشارقة "كورال" وطنياً، ومن ثم كرمت سلطة جودة البيئة بلدية قلقيلية على جهودها في خدمة المحافظة وعملها على توفير بيئة مستقرة.
وافتتح رئيس الجلسة د. زاهر حنني جلسة عرض الأوراق العلمية، حيث قدمت الباحثة أ. تهاني أبو دقة ورقة علمية بعنوان "أهمية استخدام الطاقة النظيفة في محافظة قلقيلية" استعرضت خلالها ماهية الطاقة المتجددة والتنمية في فلسطين والتحديات التي تواجهها والموارد البيئية المتاحة والتكنولوجيا الخضراء المتوفرة عالمياً التي تتلاءم مع الحالة الفلسطينية والطاقة الشمسية الحرارية، وبينت الأثر البيئي لمكبات النفايات والأثر البيئى الإيجابي بناء على استخدامات الطاقة المتجددة، وخرجت بتوصيات أهمها: ضمان وضع التصميم والتخطيط السليم، ووجوب تشكيل فريق عمل وطني يفهم طبيعة المجتمعات وملم بالخيارات المتوفرة، وأن لا يكون منحازاً لأي نوع من التكنولوجيا تحت رعاية سلطة البيئة .
وقدم د. محمد أبو علبة، عضو هيئة التدريس بفرع قلقيلية، ورقة بعنوان "دور الجامعات الفلسطينية في نشر الوعي البيئي في المجتمع الفلسطيني"، تحدث خلالها عن دور الجامعات الفلسطينية في تنمية مستوى الوعي البيئي لدى طلبة الجامعات الفلسطينية، والمجتمع الفلسطيني، حيث تساعد القائمين في تطوير المناهج على معالجة قضايا البيئة ضمن المنهاج والكتب الجامعية، كما تدعم الجهود المبذولة في مجال الاهتمام بالبحوث البيئية ذات الصلة بالتعليم عامة والتعليم البيئي خاصة، وتساعد المختصين والمهتمين للحكم على مدى نجاح البرامج والوسائل المستخدمة في سبيل التوعية البيئية.
فيما قدم م. أكثم بدران ورقة بعنوان "الإدارة السليمة للنفايات الصلبة والمخلفات"، استعرض فيها مؤشرات الإدارة الناجحة والسليمة للنفايات الصلبة والمخلفات وتجارب ناجحة في إدارتها في فلسطين، مؤكداً أهمية أن نأخذ بعين الاعتبار النواحي الاجتماعية والبيئية والاقتصادية في إدارة النفايات.
وقدم النقيب علي المغربي ورقة بعنوان "دور الشرطة البيئية في حماية البيئة الفلسطينية"، استعرض فيها عمل الشرطة البيئية ونطاقات التدخل، داعياً إلى دعم جهود الشرطة في تطوير مهارات وخبرات العاملين في ملف الحفاظ على البيئة وإشراك الشرطة في كل الأنشطة البيئية المختلفة داخلياً وخارجياً، والإسراع في إعداد دليل عمل موحد تتحدد بموجبه تراتبية الخطوات الخاصة بإجراءات الضبط البيئي وتقسيم المسؤوليات والمرجعيات الفنية بما يتناسب مع التشريعات البيئية العامة والخاصة بكل جهة رقابية في ملف البيئة. 
واختتمت الأوراق العلمية بورقة قدمتها الباحثة دعاء دريدي بعنوان "تأثير المبيدات على البيئة الفلسطينية"، تحدثت خلالها عن مشاكل استخدام المبيدات والتأثيرات البيئية من استخدام المبيدات، وأوصت بضرورة استهداف المزارعين ببرامج توعية مختلفة من أجل تعريفهم بالطرق الآمنة لاستخدام المبيدات والكمية المناسبة وتوضيح خطورة هذه المبيدات، والتوعية بسمية هذا المبيد وضرره على الإنسان والبيئة وتعريفهم بالعقوبات المحتملة على كل من يضبط هذا المبيد بحوزته، وتضييق الخناق على المهربين، وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم، (علماً أن كميات من المبيدات المحظورة ضبطت في 2018).      
وفي ختام الجلسة العلمية، فتح باب النقاش وأجيب عن تساؤلات الحضور، ثم كرمت سلطة جودة البيئة وجامعة القدس المفتوحة الباحثين الذين شاركوا في اليوم العلمي.