أميرة صلاح... انتصرت على السرطان وتسعى لتمكين النساء أيضاً


نشر بتاريخ: 03-02-2019

تسعى الشابة أميرة صلاح من قرية بيتين بمحافظة رام الله والبيرة، التي تعاني من سرطان الثدي، لمساعدة النساء في تجاوز الإصابة والشفاء من هذا المرض الذي يعتبر ثاني أكبر مسبب للوفاة في فلسطين بعد سرطان الرئة.
 
تقول صلاح إنها انتصرت بفعل صلابة إرادتها والمساندة الاجتماعية والنفسية، وقد أعدت دراسة حول سبل التصدي لهذا المرض والانتصار عليه، وحصلت من خلال هذه الدراسة على رسالة الماجستير من جامعة القدس المفتوحة.
 
حملت رسالة أميرة أحمد عبد صلاح، عنوان "المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالصلابة النفسية لدى عينة من مريضات سرطان الثدي في محافظة رام الله والبيرة"، وأشرف عليها عميد الدراسات العليا والبحث العلمي أ. د. حسني عوض.
 
جاءت الرسالة في خمسة فصول، هدفت من خلالها الباحثة إلى معرفة العلاقة بين المساندة الاجتماعية والصلابة النفسية لدى عينة من مريضات سرطان الثدي في محافظة رام الله والبيرة، ولتحقيق أهداف الدراسة استُخدم المنهج الوصفي الارتباطي.
 
           وشددت صلاح في دراستها على ضرورة تصميم برامج إرشادية تستهدف النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لهن، كما أوصت بتقديم برامج توعوية وتثقيفية تتعلق بتوجيه مريضات سرطان الثدي إلى كيفية التعامل مع آثار المرض وعلاجه، إضافة إلى ضرورة إجراء دراسة حول الاحتياجات النفسية والاجتماعية لمريضات سرطان الثدي في فلسطين.
 
وأضافت أميرة أنها في الفصل الأول من دراستها في برنامج الماجستير علمت بإصابتها بمرض السرطان، واكتشفت المرض في بداية الامتحانات في الفصل الأول وشعرت بصدمة كبيرة، خصوصاً أن السرطان انتقل من الثدي إلى الكبد بعد أن انتقل إلى الغدد اللمفاوية.
 
وأوضحت أميرة أن السرطان كان في بدايته، وأنها بدأت بجلسات الكيماوي والأشعة أُثناء الدراسة، وواصلت دراستها ولم تتخلّ عن حلمها الذي تسعى لتحقيقه في "القدس المفتوحة" بالحصول على الماجستير، بعد أن درست البكالوريوس في جامعة القدس المفتوحة متخصصة في أساليب تدريس التربية الإسلامية.
 
وقالت إنها كانت تدرس وتعمل وتتعالج في وقت واحد، وأصرت على إكمال الدراسة رغم الصعوبات الناتجة عن إصابتها بهذا المرض في أكثر من مكان، و"كنت أشعر بتعب مع تربية أطفالي الستة الذين وقفوا إلى جانبي وكذا زوجي، إلى جانب عملي في مدرسة السلام في بلدة سلواد شرق رام الله".
 
وأوضحت أميرة أن سبب اختيار هذا البحث لعمل رسالة ماجستير هو معاناتها، "فبعد أن استشرت المحاضرين في جامعة القدس المفتوحة ووافقوني العنوان أدركت أهمية رسالتي التي تقدم المساندة الاجتماعية لمرضى السرطان، لأنني أعيش المعاناة ذاتها".
 
وأوضحت أن اختيار موضوع السرطان "جاء من أجل أن أدعم ذاتي نفسياً وأدعم عائلتي وكل مرضى هذا المرض الخبيث، وتعرفت على المريضات وأصبحت قدوة لهن ومثلاً يحتذى به، فمثل هكذا مرض لم يوقف حياتي ولم يمنعني من التقدم ومواصلة العمل".
 
ووجهت أميرة نصيحة لمريضات سرطان الثدي بألا يوقفن حياتهن، بل يعشن من أجل تحقيق أمل جديد، وألا يستسلمن للمرض، فالحياة لا تقف عند حدود مرض ما، وإن العلاج النفسي والذاتي هو أهم علاج.