الفلسطينيات يقتحمن عالم الإعلام الرياضي على استحياء


نشر بتاريخ: 12-08-2017

 

رغم نعومتهن ورقة أنوثتهن سحرتهن الملاعب الخضراء وشغف الجمهور، تجدونهن يقتنصن الصور المميزة والمواقف المثيرة ليوثقنها في تقاريرهن عبر كاميراتهن في كل أنواع الأنشطة الرياضية، ويكتبن أسماءهن بسطور من "تعب وجهد" وسط جيش من الإعلاميين الرياضيين الذكور، فكانت لهن بصمة في الإعلام الرياضي الفلسطيني.
فمنذ أمد قريب كان وجود الصحفيات في الملاعب والأنشطة الرياضية أمرًا "مستنكَرًا" في المجتمع الفلسطيني، يستهجنه الجمهور الذي ويستهجن وجود الأنثى في الملاعب والمباريات، فالمجال صعب ولا يزال محدودًا، والتعليقات السلبية كثيرة، لكن الطموح تغلّب على الصعاب، لنرى أعداد الصحفيات في تزايد ملحوظ بعد أن كن معدودًا على أصابع اليد، وأصبح المجال يتسع لزيادة العدد وإثبات الجدارة بالعزيمة وبتكاتف الصحفيات معًا.
أماندا الشيخ وجدت ضالتها في الإعلام الرياضي
وجدت الشابة أماندا الشيخ في الإعلام الرياضي ضالتها، فاتخذته طريقها نحو الإبداع، فهي خريجة متخصصة في التربية الرياضية، وهي منذ صغرها تتابع مباريات كرة القدم وتعشق الفريق الإسباني (برشلونة) بعد أن شغفتها متابعة الرياضة عبر البرامج الرياضية الكرتونية.
وتقول: "عملت سابقًا بقسم التربية الرياضية في صحيفة الحياة الجديدة، فاكتسبت الخبرة في مجال الإعلام، ذلك أن تجربتي في الصحافة الرياضية كانت جديدة وشكلت فيّ تحديًا كبيرًا، عشت تجارب مهنية شائقة ومهمة جدًا في مسيرتي الرياضية".
وبينت الشيخ أن أبرز المشكلات التي واجهتها خلال عملها في المجال الرياضي هي نظرة المجتمع الذي لا يتقبل العنصر النسوي في الملاعب، واختلاط الإعلاميات في الميدان، والسفر خارج البلاد برفقة المنتخبات.
 
ميرنا الأطرش: عملت في الإعلام الرياضي صدفة فوجدت ضالتي
بينت الإعلامية الرياضية في تلفزيون فلسطين، ميرنا الأطرش، أنها لم تفكر قبل عملها بدخول مجال الإعلام الرياضي، لكن توفر فرصة من هذا القبيل دفعتها لاقتحام هذا المجال الذي وجدت فيه ما تسعى إليه من التطور والشهرة.
 تقول لــ"ينابيع": "عند تخرجي حاملة تخصص الصحافة والإعلام لم أكن أفكر في العمل بمجال الرياضة، ولكني بعدئذ وجدتني مبدعة وسعيدة فيه، خاصة أنني أصبحت متخصصة فيه، فأنا أغطي النشاطات الرياضية منذ أربع سنوات".
وتابعت: "بدأت أتابع الرياضة المحلية وأتعلم منها، وسرعان ما انتقلت للرياضة الدولية وأصبحت من المهتمين في هذا المجال".
وترى ميرنا أن الإعلاميات الرياضيات يواجهن بعض الصعوبات نظرًا للثقافة السائدة التي تحتكر الإعلام الرياضي للرجل، ولكن مع الاستمرار في العمل تنكسر الحواجز وتصبح هؤلاء الإعلاميات متميزات ويشاركن لحظة بلحظة في التغطية الرياضية.
 
بيان قرعان...من لاعبة في منتخب فلسطين إلى إعلامية رياضية
في سياق متصل، تحولت الشابة بيان قرعان، العاملة في شبكة فلسطين الرياضية التابعة للجنة الأولمبية، من لعب رياضة كرة القدم إلى إعلامية رياضية انطلاقًا من خبرتها في هذا المجال، فهي الآن تدرس الصحافة والإعلام بجامعة بيرزيت، وتطمح في التخصص في الإعلام الرياضي.
وتقول: "كنت ألعب في مؤسسة شباب البيرة، ومثلت منتخب فلسطين تحت سن (19) عامًا في بطولة غرب آسيا، وبعد ذلك دخلت الجامعة وحظيت باهتمام من مدرسيّ في تخصص الإعلام الرياضي، والتحقت حاليًا بصحيفة الحياة الجديدة لتطوير قدرتي على الكتابة لأستفيد من تلك الخبرات بعد تخرجي في الجامعة".
وتضيف: "تواجه الإعلاميات الرياضيات تحديات تتعلق بالعادات والتقاليد التي ترفض دخول البنات للمعلب، ولكنني بمساعدة عائلتي ووالدي الذي كان يرافقني في الملعب نجحت في كسر حاجز الخوف وأصبحت حاضرة بقوة في الملاعب وأكتب وأصور وحدي".
توضح قرعان أن النساء أصبحن يقتحمن مجال الإعلام الرياضي باضطراد، وقد نجحن في أن يظهرن للجميع أن الفتاة الفلسطينية قادرة أيضًا على العمل في الإعلام الرياضي وممارسة الرياضة وتغطية الأخبار الرياضية، كذلك قادرة على أن منافسة كبار الصحفيين في هذا المجال، ولكنها بحاجة لدعم وتشجيع من الأهل والجامعات عبر إيجاد مساقات متخصصة بالإعلام الرياضي.
 
أحرار جبارين تطمح للحصول على شهادة الدكتوراه في الإعلام الرياضي
المصورة والكاتبة الرياضية، أحرار جبرين، أول مصورة وصحفية رياضية تطمح للحصول على شهادة الدكتوراه في الإعلام الرياضي، فهي حاصلة على إجازة البكالوريوس في الإعلام والتلفزة، وإجازة الماجستير في بناء المؤسسات وتنمية الموارد البشرية، وتعمل مسؤولة الإعلام النسوي في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وهي من الصحفيات المتقدمات في هذا المجال بالضفة الفلسطينية بعد زميلتيها الصحفيتين اللتين عملت إحداهما في القدس والأخرى في غزة.
وكان السبب الرئيس لدخولها عالم الإعلام الرياضي هو شغفها وحبها لمتابعة كرة القدم، بالإضافة إلى شح الصحفيات الرياضيات أسوة بالرجال، ثم نجحت في أن تكون إحدى المتميزات بتغطية الأحداث الرياضية كتابة وتصويرًا.
وأرادت جبرين أن تجعل لها بصمة مميزة خاصة لأنها كانت واحدة من صحفيات عدة دخلن هذا المجال، فحملت كاميرتها وانطلقت تجهز تقاريرها، فالصور والتقارير المكتوبة، حتى المصورة منها، جاءت من تنفيذها بالكامل، واستطاعت أن تلفت النظر إلى كتابتها ودورها إعلامية بارزة في تغطية أهم المباريات والنشاطات الرياضية.
تقول أحرار: "إن التحديات في تلك الفترة كبيرة؛ فقد كنت الفتاة الأولى التي اقتحمت المستطيل الأخضر تصور مباريات الرجال مع باقي الزملاء، فكان أمرًا غير عادي وجود فتاة بالملعب حيث لم يتقبله كثير من الجماهير واللاعبين".
ثم تتابع: "ثمة إقبال من خريجات الصحافة على العمل والتدرب في مجال الإعلام الرياضي والإعلام السياسي والاجتماعي، وأصبحت لدينا رابطة إعلام رياضي وباتت الفتيات مؤثرًا فاعلاً في ذلك، إذ يوجد الآن نحو (25) إعلامية رياضية في الوطن مقابل أكثر من (150) إعلاميًا ذكرًا، وهذا رقم مبشر بالخير".
 
السقا: يجب تعزيز حضور الإعلاميات الرياضيات في الميدان
في هذا السياق، أكد المحرر الرياضي في صحيفة الأيام المحلية، أن ظهور الإعلاميات في الوسط الصحفي الرياضي الفلسطيني أمسى أمرًا طبيعيًا نتيجة تطور الحركة الرياضية والشبابية ونهوضها في كل المستويات، بما في ذلك الرياضة النسوية. فالصحافة الرياضية اليوم أصبحت عنصرًا فعالًا في المجتمع وعنصر جذب للصحفيات خاصة، لأن الصحافة الرياضية متابعة جماهيريًا وعليها إقبال كبير إذا ما قيست بالصحافة السياسية والمحلية الاقتصادية.
يقول السقا: "إذا ما نظرنا إلى محيطنا العربي فإننا نلحظ قفزة نوعية لوجود صحفيات رياضيات في مختلف المجالات اتجهن إلى الجانب التقني، فكثير منهن أبدعن في هذا المجال خاصة في المحافظات الشمالية والجنوبية، ذلك أن الأوضاع تتطور وتنعكس إيجابًا على واقع الرياضة النسوية".
وتابع: "لتشجيع دخول الصحفيات مجال الإعلام الرياضي يجب علينا أن نوفر فرص عمل لهن في المجال ذاته من أجل تعزيز مواهبهن وصقلها، وعلى الرغم من وجود مؤسسات تستقبلهن، كالمجلس الأعلى للشباب والرياضة، فإن هذا غير كاف".
ووجه السقا كلمة للإعلاميات الرياضيات يؤكد فيها أن مهنة الإعلام هي مهنة المصاعب، وعلى الفتاة التي تدخل هذا المجال أن تدرك ذلك، ثم طالب بالارتقاء بالصحافة الرياضية النسوية من خلال المطالعة والدورات وغيرها.